الرجولة عند "صدام حسين" لها اعتباراتها التي لم يتخل عنها عند حبل المنشقة الذي اطاح بحياته الحافلة.ولم يكن يعرف الرئيس صدام ان اسلحة الدمار الشامل كانت اجساد وتضاريس الراقصات العراقيات التي اطحن بمفهوم الماجدات .. وفي 2003م بعد 13 عاماً من الغزو والحصار سقطت أوراق التوت وظهرت الاسلحة المدمرة في أغاني "البرتقالة" وتحولت الماجدات إلى مصطلح يذكر بالعهد القديم .. وبرزت مبادئ "صدام" جلية كرجولة في تحركاته ومواقفه وردود أفعاله بعد انهيار نظامه وافتقاد العراقيين له ويمكن لي تعديد بعض منها:* اولى رجولاته: تفخيم اسم "العراقي" وصفته عندما كان يتحدث عنه بفخر كرس في أذهان الناس حقيقة حضارية لهذا الانتماء.* بناء 20 ألف عالم عراقي وتحقيق تنمية مذهلة في مختلف القطاعات وترسيخ وحدة العراق التي حافظ عليها طويلاً.* تسويق مبادئ الكرامة والعزة ورفضه إهانة وزير عربي للماجدات العراقيات "!!".* إصراره على أن تكون محاكمته من قبل "عراقي" يؤمن بعراقيته ويفخر بانتمائه.* استعداده وتأكيده على تحمل المسؤولية الكاملة في أي قرارات أتخذها مجلس القيادة حتى وان لم تحمل توقيعه.* حرصه على أناقته الرجولية وإظهار قدراته الجسدية العنيفة بإطلاق النار من بندقية ضخمة بيد واحدة .. وسباحته لأشواط في نهر دجلة.* تصلبه في مبدائه وإيمانه بأنه يحمل مشروع كرامة الأمة العربية حتى وان تباينت مواقف العرب ضده .. وحلمه بأن تكون فلسطين حرة عربية مستقلة.* وقفته الشامخة الضاحكة بعد أن رأى أيدي العنف الطائفي تغتال حياته في لحظة رهيبة توقف عندها التاريخ ملياً .. قبل ان يصدر حكمه ببشاعة الإعدام .. وهو يضحك لقاتليه .. "هاي المرجلة" ـ "؟!!"نعم سيادة الشهيد صدام حسين .. لم يكن الذين يغتالونك على حبل مشنقة غليظ على قدر عالٍ من الرجولة كما تخيلت .. ولم يكن العديد من العراقيين الذين وصفتهم بأبنائك وإخوانك عند مستوى تربيتك وثقتك بهم .. فمنهم الكثيرون من ذهبوا إلى درجة الإنحطاط الطائفي .. حتى أنهم نالوا من جسدك المسجى بالضربات والكدمات التي ظهر أثرها على خدك.* افكار صدام حسين وتصرفاته ومعاركه وقدراته ورئاسته سيأتي اليوم الذي تحاكم فيه بقدر عالٍ من الإنصاف والمسؤولية وسيتذكر العراقيون ان هذا الشهيد قدم ابناءه وحفيده في عائلته الصغيرة شهداء في حربهم ضد الغازي المحتل .. وسيقف المنصفون امام وصيته الاخيرة بما فيها من العمق والفلسفة والمحبة ليتبنوا انهم كانوا يقفون امام قائد مثقف ورجل متواضع يحمل سبحات المحبة ويرقى إلى مستوى الزعامة التي تريد ان تقدم لوطنها اقصى ما لديها من طاقات خلاقة.* كما سيحاكم التاريخ بقوة على أن مبادئ الرجولة العراقية ذمرت في سنوات الاحتلال الامريكي البربري للعراق وعلى أن صدام حسين هو الرجل الحقيقي الذي حوكم وأعدم شنقاً لصفته تلك.* وداعاً شهيد الأمة .. واضحية المسلمين جمعاء .. عسى أن يكون لحمك خبز الأمم وقوتها .. و"دمك" ماء نتطهر به من ذنوبنا التي كان أولها إفراطنا في فرض الجهاد لنصرتك.والله يتولى الصالحين.
|
آراء حرة
هاي المرجلة ..!!
أخبار متعلقة