يوجه نداء للتحصين ضد شلل الأطفال لأبناء اليمن
لقاء / زكي الذبحاني ثمة من يترك او يهمل تحصين اطفاله، تحت سن العام بجرعات التطعيم الروتيني ضد امراض الطفولة الثمانية القاتلة والتي من بينها مرض شلل الاطفال ،بل ومنهم من يرفض باصرار تحصين اطفاله الذين تقل اعمارهم عن خمسة اعوام اثناء حملات وجولات التحصين الموسعة الرامية الى القضاء على فيروس الشلل، لا لشيء الا لانهم سمعوا مزاعم وشائعات هي في الاصل محض افتراءات مشوهة وضعت التحصين موضع العدو للطفولة ، لا المخلص لها من الامراض القاتلة . والأدهى من كل هذا ان هناك من يفتي وهو ليس اهلاً للفتوى ببطلان وحرمة التطعيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.رداً على تلك الاقاويل الباطلة غير الصحيحة ،اجريت لقاءً قصيراً جمعني بفضيلة الشيخ الجليل/ يوسف القرضاوي والذي بدورة حدد الموقف الشرعي المؤيد للتحصين حماية لفلذات الاكباد ولدفع الضرر عنهم، جاء فيه..>> بداية فضيلة الشيخ ،ما قولك فيما يتردد من شائعات ضد التحصين ويزعم فيها بان لقاح شلل الاطفال مخالفاً للشرع أو انه يسبب العقم او الاصابة بالمرض،الخ ؟> هذه الافكار لا اساس لها، وليس يقبلها لا دين ولا واقع..من يرضى لابنه ان يصاب طوال حياته بمرض شلل الاطفال ويعيش على عكازين يسير عليها ،بينما هو يستطيع بالتحصين ان يحميه من هذا الداء.نحن مأمورون بحكم قواعد ديننا واحكام شرعنا ان نجنب انفسنا الضرر عملاً بالقاعدة الشرعية (لا ضرر ولا ضرار) ،اي لايضر الانسان نفسه ولايضر غيره..اعرف الاخوة في منظمة الصحة العالمية منهم الاخ الكريم العالم الاديب اللغوي الطبيب الدكتور /هيثم الخياط وقد قال لي ان العالم كله يوشك ان يخلو من مرض شلل الاطفال ، والذي يمنع هذا للأسف عدد من بلاد المسلمين في ست بلدان ، وهي اما بلدان اسلامية خالصة او بلدان فيها مسلمون ، مثل الهند ، فالمسلمون في بلاد الهند يتنعون عن اعطاء اطفالهم جرعات التطعيم..ووجهنا الى الأخوة العلماء في الهند ونيجيريا وبعض البلاد ووجهنا فتوى الى المجلس الاوربي للافتاء والبحوث بان هذا امر لايجوز ، ولايجوز للانسان ان يعرض اولاد، فلذات اكباده لمثل هذا الخطر. فالشائعات لا أساس لها ، والعالم كله يأخذ اطفاله اللقاح المضاد لشلل الاطفال ، فلماذا لم نراهم اصيبوا في خصوبتهم. ان التطعيم امر قرره المختصون والخبراء واهل الذكر واهل الخبرة ، والله سبحانه وتعالى يقول : » فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون « فنحن نسأل الاطباء المختصين العارفين بعلم الوقاية وعلم الصحة والطب وهم يخبرونا بهذا.>> ماتقول لمن يمنع اطفاله من التحصين ضد فيروس شلل الاطفال؟> ان وصف المسلمين بانهم الحجر العثرة في تصنيف العالم من هذا الوباء هو سمعة سيئة للمسلمين بانهم يقفون ضد التقدم الصحي والتقدم الطبي ،لذا ادعو اخواني في اليمن ان يتخلوا عن هذه الفكرة السيئة ، ولايجوز ابداً ان يعرضوا انفسهم ويعرضوا اولادهم للخطر ، يقول الله سبحانه وتعالى: « ولاتقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيماً ». ويقول : «ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة».لايجوز للإنسان أن يؤذي نفسه أو يؤدي غيره غكيف بإيذاء ابنه،طفله،فلذة كبده وقرة عينه ومهجة قلبه، كيف يرضى أن يصاب بمثل هذا المرض.>>ما النصيحة التي توجهها الى الناس لتحصين الاطفال المستهدفين دون الخمسة اعوام ضد داء الشلل؟> ادعو اخواني في اليمن ، ادعو الآباء والامهات وادعو كل من يقوم علي رعاية الاطفال ان لا يستجيبوا للشائعات والوساوس الشيطانية التي لاتقوم على علم ولا دين، فهي خرافة ولاينبغي ان نتمسك بالخرافات وندع حقائق الدين وحقائق العلم.وانا انادي كل الاخوة ان يستجيبوا لنداء رجال الصحة ورجال الوقاية، عليهم ان يذهبوا باولادهم المستهدفون كي ياخذوا اللقاح فيقوهم شر هذا البلاء ،هذا ما يأمرهم به الاسلام وما يأمرهم به الدين وتأمرهم به الاخلاق وتامرهم به المسوولية .. مسؤولية الاب نحو ابنائه، لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):« كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الاب راع ،في اهل بيته وهو مسؤول عن رعيته » فعلى الآباء جميعاً ان يعوا هذا .ان التطعيم واجب فعلاً لانه يترتب على تركه ضرراً كبيراً، وتفادي ضرر مرض شلل الاطفال مطلوب فهو ضرر يصاحب الانسان مدى الحياة ،بينما كان يستطيع ان يتفاداه بشيء بسيط .. بجرعات التطعيم وانه لمن نعم الله عز وجل ان هيأ للانسان العلم ليقيه من الامراض، فاستطاعت منظمة الصحة العالمية ان تخلي العالم من مرض الجدري ، وبالامكان إخلاء العالم من شلل الاطفال ، ولكن قالوا للأسف ان منظمة الصحة العالمية تقول ان المسلمين وحدهم هم الذين يمنعون وصول العالم وبلوغه هذه الغاية ، اليست هذه بلوى ؟وختاماً نسأل الله أن يفقة المسلمين في دينهم