جيش الاحتلال الإسرائيلي يجدد توغلاته في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة
فلسطين المحتلة/ وكالات:حذرت السلطة الفلسطينية أمس من مغبة استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ودانت مقتل عشرة فلسطينيين بتوغلات جيش الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية وتدمير مواقع حكومية.وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن استمرار التصعيد العسكري سينسف كل الجهود المبذولة للتهدئة في المنطقة، وطالب اللجنة الرباعية والإدارة الأميركية بضرورة التدخل لوقف هذا التصعيد.من جانبه اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إسرائيل بالسعي إلى ما هو أبعد من إطلاق جنديها الأسير لدى بعض فصائل المقاومة. وقال هنية إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى وضع المنطقة برمتها حسب الرؤية الأميركية والإسرائيلية".وأشار هنية إلى أن حكومته قدمت مبادرة لاستئناف المفاوضات بشأن الجندي الإسرائيلي لكن الاحتلال لم يأبه بها واستمر في سياسته التدميرية. ويأتي ذلك التحذير والاتهام بعد سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى في توغلات إسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية ومخيم للاجئين وسط قطاع غزة.وقالت حكومة الاحتلال إن توغلات الامس (الاربعاء) جزء من عملية "أمطار الصيف" المتواصلة إلى أجل غير مسمى.فقد اقتحمت وحدات من القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح أمس مدينة نابلس وقتلت ثلاثة فلسطينيين وأصابت 20 آخرين ثلاثة منهم إصابتهم حرجة.واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 150 من عناصر أجهزة الأمن الفلسطيني بعد أن طوقت مبنى المقاطعة الذي يضم مبنى الأمن الوقائي والأمن الوطني الفلسطينيين.وخلال تلك العملية دمرت الجرافات الإسرائيلية مبنيين أحدهما يستخدمه جهاز أمني والآخر يضم مبنى وزارة الداخلية في المدينة. كما احتجز جنود الاحتلال جثث الشهداء الثلاثة واستولوا على مبنى الهلال الأحمر الفلسطيني والمنازل المجاورة للمقاطعة وواصلوا تدمير التجهيزات المجاورة للمقاطعة.وأثناء العملية كانت قوات الاحتلال تطلق الرصاص في كل الاتجاهات. وفي قطاع غزة استشهد سبعة فلسطينيين بينهم ثلاثة ناشطين من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وناشط من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكرية التابع لحركة فتح.وسقط الشهداء الأربعة في الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم المغازي والمناطق المجاورة بوسط قطاع غزة.كما أفادت مصادر طبية بأن أربعة فلسطينيين آخرين قتلوا في انفجار قذيفة مدفعية سقطت في قطاع مكتظ من المخيم. كما خلف التوغل الإسرائيلي 70 جريحا بينهم ثمانية إصاباتهم بالغة.وعلى الجانب الإسرائيلي أسفر التوغل عن إصابة خمسة من جنود الاحتلال على الأقل وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة جراء الاشتباكات المسلحة مع رجال المقاومة الفلسطينية.وقد برر الاحتلال توغله في المنطقة بالسعي لتدمير البنى التحتية لما سماه الإرهاب. وقد اتخذت الدبابات الإسرائيلية مواقع لها في الأرض الخلاء في حين قامت الجرافات بإتلاف المحاصيل الزراعية. كما اتخذ جنود إسرائيليون مواقع لهم في عدة مبان.على صعيد آخر قال مصدر أمني إسرائيلي إن القوات الإسرائيلية تبحث قرب تل أبيب عن فلسطينيين يشتبه بأنهما يخططان لعمليات فدائية ويضعان حزامين ناسفين.وأوضح المصدر نفسه أن الشرطة تبحث عن الفلسطينيين في مدينة كفر سابا شمال تل أبيب.وردا على الاعتداءات الإسرائيلية أطلق الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مساء أمس الاول صاروخ كاتيوشا على جنوب إسرائيل. وقالت سرايا القدس في بيان لها إنها ترد بذلك على "العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى لبنان".من جهة أخرى أعلنت كتائب عز الدين القسام إطلاق صاروخ قسام محلي الصنع على مستوطنة ناحال عوز وتجمع للآليات العسكرية الإسرائيلية شرقي حي الزيتون بمدينة غزة.وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية أعادت انتشارها أمس في محيط بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد يومين من احتلالها لأجزاء واسعة من البلدة مما تسبب في سقوط شهيد وجريح ينتميان لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وخلف وراءه دمارا كبيرا في مزارع وممتلكات المواطنين.من ناحية أخرى أعادت إسرائيل فتح معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة مع مصر وسمحت لنحو 300 فلسطيني بالعبور إلى القطاع، بعد ثلاثة أسابيع من إغلاقه.وأوضح هاني جابور أحد المسؤولين الفلسطينيين على المعبر أن إسرائيل قررت فتح المعبر لليوم فقط، مشيرا إلى أن نحو خمسمائة فلسطيني ينتظرون على الجانب الفلسطيني من المعبر بانتظار الذهاب إلى مصر.يذكر أن أربعة فلسطينيين ثلاثة منهم أطفال توفوا خلال الفترة الماضية أثناء انتظارهم تحت أشعة الشمس الحارقة، وكان مسلحون فلسطينيون قد فجروا فتحة داخل المعبر قبل أيام وسمحوا للمئات بالعبور.سياسيا وبعد نحو أربعة أيام من إقرار وزراء الخارجية العرب بفشل عملية السلام، وجميع آلياتها بما فيها خارطة الطريق، أعرب وزير الخارجية الأسباني ميغيل إنخيل موراتينوس عن تأييده مراجعة خارطة الطريق التي تنص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.وقال موراتينوس الذي شارك في وضع الخارطة عندما كان موفدا خاصا للاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط، "لقد كتبت خارطة الطريق في مايو 2003، نحن في يوليو 2006 ما ذا طبق منها؟".وتساءل الوزير الإسباني فيما إذا كان يصح مواصلة الحديث عن الخارطة، بينما لا يعرف أحد أي طريق ستسلكه، وأضاف "أنا أول من حاول إنقاذ خارطة الطريق، ولكن لن يمنعني أحد من البحث عن وسائل دبلوماسية أخرى من أجل التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط".ميدانيا حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس في الساعات الأولى أمس الثلاثاء مستعملة عشرات الدبابات والجرافات.ويسعى الاحتلال من التوغل بنابلس إلى اقتحام البلدة القديمة. وقد احتل الجنود الإسرائيليون عددا من المنازل المطلة على البلدة تحت نيران كثيفة وعشوائية قوبلت برد من عناصر المقاومة الفلسطينية ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.يأتي الاجتياح الإسرائيلي لنابلس بعد أقل من 24 ساعة على مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بليغة في انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في المدينة.وقد فجرت كتائب شهداء الأقصى العبوة الناسفة لدى مرور الدورية الإسرائيلية بالبلدة القديمة في نابلس.بالمقابل انسحبت الدبابات الإسرائيلية مساء الاثنين من وسط بيت حانون شمال قطاع غزة بعد توغل وقصف خلف شهيدا وجريحا ينتميان لكتائب شهداء الأقصى وسبب أضرارا كبيرة في المدينة.وقبل الانسحاب أطلق طيران الاحتلال صاروخين على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.وخلال اجتياحها وسعت قوات الاحتلال رقعة توغلها في المنطقة واعتلت أسطح البنايات متخذة منها ثكنات عسكرية وأصبحت تطلق النار على أي فلسطيني يتحرك ما أصاب الحياة بالشلل.بالتزامن مع ذلك شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على مجمع الوزارات الفلسطينية غرب مدينة غزة، حيث أوقع القصف عدة إصابات ودمر مقر وزارة الخارجية في المجمع والمباني المجاورة. وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الغارات هذا المبنى خلال بضعة أيام.