وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تجري محادثات ثنائية مع الهام علييف رئيس اذربيجان في باكو يوم أمس الأحد
باكو /14 أكتوبر/ رويترز: حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رأب الصدع مع اذربيجان والترويج لحل نزاع ناجورنو قرة باغ كما ضغطت على الدولة الغنية بالنفط بشأن حقوق الإنسان.وأدت حملة دعمتها الولايات المتحدة لتحسين العلاقات بين أرمينيا - العدو اللدود لاذربيجان - وتركيا إلى الإضرار بعلاقات واشنطن وأذربيجان التي يساورها القلق من احتمال تأثر مصالحها بجهود المصالحة.واتهمت باكو الولايات المتحدة في ابريل نيسان بالانحياز إلى أرمينيا فيما يتعلق بقضية ناجورنو قرة باغ. وانفصل إقليم ناجورنو قرة باغ الذي يمثل المسيحيون أغلب سكانه عن أذربيجان المسلمة وأعلن الاستقلال بعد حرب في التسعينات أسفرت عن سقوط نحو 30 ألف قتيل.ونتيجة لتوتر العلاقات ومن بينها غياب السفير الأمريكي لأكثر من عام هددت باكو «بإعادة النظر» في علاقاتها بالولايات المتحدة.وبفضل موقعها الاستراتيجي بين روسيا وإيران تمثل اذربيجان طريق إمداد رئيسيا للقوات الأمريكية في أفغانستان لكن العلاقات توترت بسبب العديد من القضايا.وفي الوقت الذي تسعى فيه كلينتون لتحسين العلاقات واحراز بعض التقدم بشأن ناجورنو قرة باغ ضغطت كلينتون ايضا على اذربيجان لاظهار مزيد من الاحترام للحريات المدنية وقالت انها اثارت القضية مع المدونين المعارضين من المودعين بالسجون.وقال الرئيس الاذري الهام علييف لكلينتون لدى لقائهما في مقره الصيفي المطل على بحر قزوين «هذه مشكلة كبرى بالنسبة لنا ومصدر خطر كبير على أمن المنطقة».وأضاف «نريد التوصل الى حل في أسرع وقت ممكن. مواطنونا يعانون».وأضافت كلينتون ان الولايات المتحدة ملتزمة بعلاقاتها مع اذربيجان. وقالت ان «القضايا التي ذكرتها مهمة بالنسبة لنا».وتريد أذربيجان استعادة ناجورنو قرة باغ بالقوة اذا لزم الامر. ولم تسفر أكثر من 15 عاما من الوساطة عن التوصل الى اتفاق سلام ولم يتبدد شبح الحرب.وكلينتون هي ثاني مسؤولة امريكية كبيرة تزور اذربيجان خلال شهر وذلك في اعقاب الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس اوائل يونيو حزيران الماضي والتي كانت تهدف الى ضمان خط امداد امريكي الى افغانستان.ومنذ عام 2001 عبرت طائرات عسكرية وشاحنات امداد في اجواء هذه الدولة تحمل على متنها قوات امريكية وقوات حلف شمال الاطلسي ومعدات لافغانستان. وترغب وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في تجنب مشاكل يمكن ان تبطىء من عملية خفض اوباما للقوات البالغ قوامها 30 الف جندي.وتفاقمت المشكلة لدرجة أن جيتس أرسل خطابا من الرئيس الامريكي باراك أوباما الى علييف قال فيه أوباما انه مدرك للمسائل «الخطيرة المتعلقة بعلاقاتنا» لكنه أبدى ثقته في أن البلدين قادران على حلها.وأضافت كلينتون في لقائها بممثلي المجتمع المدني ومن بينهم مدونون في وقت لاحق ان اذربيجان مازال امامها شوط طويل امام احترام حقوق مواطنيها.وأضافت كلينتون امام مجموعة من شباب اذربيجان «في الوقت الذي تم فيه احراز تقدم ملموس تعرفون اكثر مني انه لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به... هناك المزيد من التحديات».