قالت إنها أصبحت استبدادية وعدوانية
واشنطن/14 أكتوبر/سوزان كورنويل: قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس انه يجب على الغرب أن يقف في وجه «بلطجة» موسكو التي أصبحت على نحو متزايد استبدادية وعدوانية. وفي أول كلمة رئيسية لها بشأن روسيا منذ هجومها العسكري على جورجيا الشهر الماضي قالت رايس يوم الخميس إن موسكو اتخذت «منعطفا أسود» جعل مكانتها الدولية أسوأ مما كانت عليه في أي وقت منذ عام 1991 حينما خرجت من سقوط الاتحاد السوفيتي. وقالت رايس -وهي خبيرة سابقة بالشؤون السوفيتية- إن الغزو الروسي لجورجيا كان جزءا من «نمط متدهور للسلوك» شمل استخدام النفط والغاز الطبيعي سلاحا سياسيا وتعليق العمل بالمعاهدة الخاصة بالقوات التقليدية في أوروبا والتهديد باستهداف دول آمنة بالأسلحة النووية. وقالت في كلمتها أمام صندوق مارشال الألماني يوم الخميس «الصورة التي تظهر من هذا النمط للسلوك هو نمط روسيا التي أصبحت مستبدة بدرجة متزايدة في الداخل وعدوانية في الخارج.» وقالت رايس انه يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا عدم السماح «للعدوان» على حكومة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بأن يحقق أي فوائد «لا في جورجيا ولا أي مكان آخر.» وقالت «وهدفنا الاستراتيجي الآن هو أن نوضح لزعماء روسيا أن خياراتهم تضع روسيا في طريق له اتجاه واحد يقود إلى عزلة ذاتية وتهميش دولي.» وكانت موسكو قد لقيت تنديدا دوليا لإرسالها قوات إلى جورجيا في الشهر الماضي لإحباط محاولات تفليس استعادة إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي المؤيد لروسيا. واعترفت موسكو في وقت لاحق باوسيتيا الجنوبية وإقليم متمرد آخر هو ابخازيا على إنهما دولتان مستقلتان. ويوم الأربعاء وقعت معاهدات لحمايتهما من أي هجوم جورجي. وقال الكرملين إن عليه التزاما أدبيا بالدفاع عن المنطقتين مما سماه «الإبادة الجماعية» من جانب جيش جورجيا لكن بعض المحللين السياسيين قالوا إن أفعال روسيا تزيد من خطر أن تحاول موسكو ممارسة مزيد من النفوذ على مناطق أخرى سوفيتية سابقا ولاسيما أوكرانيا. ورفضت رايس فكرة فرض «نطاق نفوذ» روسي على جيرانها وعبرت عن الأمل في أن يتغلب القادة الروس على «حنينهم إلى الماضي.»، وأضافت «الولايات المتحدة وأوروبا يجب أن تقف في وجه هذا النوع من السلوك وكل من يدافعون عنه.» وسخرت من إرسال موسكو في الآونة الأخيرة قاذفات قنابل إلى فنزيلا خصم الولايات المتحدة، وأضافت أن سلوك روسيا يعرض للخطر مشاركتها في عدد من المؤسسات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية العالمية ومن بينها مجموعة الثمانية للدول الصناعية الكبرى وينذر بإفساد جهود موسكو للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقالت رايس التي حادثت وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفيا لتبلغه أنها ستلقي الكلمة إن الباب مازال مفتوحا أمام جورجيا وأوكرانيا للانضمام في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي. وفي لندن استخدم وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس لهجة أقل انتقادا حينما سئل هل ينبغي لحلف الأطلسي أن يغير موقفه الخاص بالعمليات نحو روسيا بسبب الأحداث في جورجيا. وقال جيتس «أعتقد انه يجب علينا أن نمضي مع بعض الحذر لان هناك فيما يبدو واضحا طائفة متنوعة من وجهات النظر في الحلف بشأن كيف ينبغي أن نتصرف ... من بعض أصدقائنا في شرق أوروبا ودول البلطيق إلى بعض الدول في غرب أوروبا.»