وقفة تأمل
جواد محمد الشيباني إن المؤشرات التي تخص السكان من حيث الحجم والنمو والخصائص السكانية والأوضاع المعيشية والتوزيع المكاني والموارد الطبيعية للدولة هي غاية في الأهمية لأغراض صياغة السياسات والتخطيط لهذا السبب فأن جمع وتحليل البيانات يشكل جزءً رئيسيا في شبكة النشاطات المتعلقة بالسياسات وعلى مدى الثلاثة العقود الماضية حققت اليمن تقدماً ملحوظاً في جميع البيانات حيث تم تنفيذ العديد من التعدادات السكانية ففي المحافظات الجنوبية تم إجراء أول تعداد سكاني عام 1973م ثم تلا بعد ذلك أو ل تعداد سكاني في المحافظات الشمالية عام 1975م وبفضل هذين التعدادين تم تنفيذ الخطط الاقتصادية والتي أسهمت في تطور اليمن وازدهاره في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية ثم تلا بعد ذلك تعدادان آخران عام 1986م في المحافظات الشمالية وعام 1988م في المحافظات الجنوبية وقد كان التعدادان الأخيران أكثر شمولية ودقة وإعطاء صورة أكثر وضوحا ودقة لخصائص السكان.وبعد توحيد اليمن عام 1990م تم إجراء أول تعداد عام 1994م وكان لهذا التعداد أهمية في تحديد مسار التنمية الشاملة والمستديمة وخاصة عند وضع التصورات عن الخطة الخمسية الأولى.وتم إجراء ثاني تعداد على مستوى الوطن عام 2004م وقد احتوى على كثير من الخصائص السكانية من حيث أنشطتهم الاقتصادية والديمرغرافية والخصائص التعليمية والوفيات والخصوبة وغيرها من المؤشرات الهامة.كما تم تنفيذ عدد من المسموحات الميدانية حيث تعتبر هذه المسوحات من المصادر الهامة في جمع البيانات وذلك باقتطاع جزء من المجتمع وأجراء الدراسة الإحصائية والتحليلات اللاحقة معتمدة على هذا الجزء وتسمى عملية اقتطاع جزء من المجتمع وشمول المفردات التي يتألف منها هذا الجزء المقتطع بالعيناتوهذه المسوح يمكن أن تعطي نتائج على مستوى عال من الدقة والشمول إذا ما توفرت فيها الضوابط الفنية المتعلقة بمستوى سحب العينة ومراعاتها للظروف المحلية وخصوصية المجتمع بالإضافة إلي مراعاة احتساب أخطاء التقدير عند تفسير النتائج وتساعد المسوح المخططين في قياس التقديرات قصيرة المدى على الأصعدة الوطنية.ومن الإنجازات التي تحققت في جمع البيانات السكانية الإحصاءات السكانية الجارية والتي يتم تسجيلها بشكل متواصل بواسطة أنظمة تسجيل إدارية مثل تلك الموجودة في وزارة التربية والتعليم على سبيل المثال يحتفظ نظام التسجيل الخاص بإعداد الطلاب والطالبات المسجلين في المدارس بحسب المستوى التعليمي ونوع الجنس والعمر والموقع الجغرافي إضافة إلي مستوى التسرب الدراسي.وتجمع أنظمة التسجيل الصحية بيانات عن عدد وخصائص وتشخيصات المرضى المتواجدين في المستشفيات كما يسجل نظام التسجيل الخاص بالرعاية الصحية الأولية معلومات هامة عن التحصين والتغذية والرعاية القبلية والبعدية للمواليد واستخدام وسائل تنظيم الأسرة.ونظام تسجيل الأحوال المدنية ويشمل وقائع حيوية مواليد ووفيات وتقدم السجلات السكانية أيضاً بيانات جارية عن حالات الولادة والوفيات والهجرة وفي تكوين الأسرة من حيث واقعات الزواج والطلاق.ونظرا لأهمية الإحصاءات الحيوية لكونها مصدراً أساسياً للبيانات السكانية فقد أولت اليمن أهمية خاصة بهذا الشأن من أجل تأمين تسجيل الوقائع على أسس دقيقة لتستخدم للأغراض المحلية كما أن دقة تسجيل الإحصاءات الحيوية حسب بعض الصفات ضرورية لمعرفة التغيرات التي تحدث للسكان وحساب كثير من المقاييس.كل هذا الكم من البيانات والمعلومات يحتاج إليها المخططون لتقييم الاتجاهات السكانية لوضع سياسات سكانية واستراتيجيات وبرامج ومشاريع لإدماج العوامل السكانية في التخطيط التنموي ولمراقبة وتقييم فعالية السياسات والبرامج في ضوء الأهداف الوطنية وأهداف الألفية الثالثة.