اصبحت المرأة شريكة في العمل التشريعي من داخل البرلمان. وفي وقت ترتفع اصوات النساء الكويتيات ويطالبن بمنحهن حق التصويت والدخول الى مجلس الامة الكويتي، يطرح سؤال: هل هذا هو السبيل الوحيد لحصول المرأة على حقوقها؟ وماذا حققت النائبات العربيات اللواتي دخلن الى المجالس في بعض البلدان العربية، مثل مصر والمغرب وتونس ولبنان؟هل كان دخولهن هو الخطوة التي تنتظرها المرأة، أم ان وجودهن في المجلس كان مجرد عملية تجميل نسائي لصورة هذا المجلس لم تقدم او تؤخر في المسار الاجتماعي العام؟ ماذا تقول النائبات اللواتي تحدثن الى "سيدتي" عن هذا الموضوع، وماذا حققن لبنات جنسهن من مقاعد المجالس النيابية؟في رأس "انجازات"البرلمانيات في مصرمحو الأمية بين الفتيات ومنح الجنسية لأبناء المصريات.فايدة كامل تشارك في الحياة السياسية والنيابية في مصر منذ اواخر الخمسينات من القرن الماضي وهي من اقدم البرلمانيات في مصر والعالم ولها مواقف وطنية منذ ان كانت مطربة واشتهرت باغنية "دع سمائي فسمائي محرقة" عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي.عن حياتها السياسية وتاريخها البرلماني الذي كرسته لخدمة ابناء دائرتها تقول: عندما وقع العدوان الثلاثي فكرت في اغنية تلهب حماس الجماهير واختار شقيقي كلمات حماسية حملتها الى رئيس الاذاعة ورشحت الموسيقار الراحل علي اسماعيل لتلحينها رغم انه كان وقتها مشهورا بتلحين اغاني "الجاز" وتحولت اغنية "دع سمائي" الى قنابل لدرجة ان جولدا مائير قالت سوف ارسل 21 طائرة لاسكات صوت فايدة كامل وبالفعل ضربت الاذاعة في ابو زعبل، لكن الاغنية تحولت الى نشيد يردده الشعب وبعدها بسنوات قليلة وتحديدا في اواخر الخمسينات توليت لجنة المرأة كبداية لمشاركتي في الحياة السياسية. عندما تم انتخابي ممثلة لدائرة "الخليفة" في مجلس الشعب طالبت بمشاريع للصرف الصحي وبمستشفى ووجدت ان البنات يزاحمن الشباب على المدارس، ففكرت في انشاء مدارس خاصة للبنات حتى لا يتعرضن للمضايقات، واؤكد ان نسبة الامية بين النساء في دائرة الخليفة التي امثلها تكاد تكون معدومة.د. جورجيت صبحي النائبة في مجلس الشعب المصري تقول: اذا كانت النائبة امرأة فهذا لا يعني أنها تنوب عن المرأة فقط لكنها تستطيع تحديد رغبات بنات جنسها، مثل القوانين التي تهتم بتحقيق الاستقرار المعنوي للمرأة التي تعول الاسرة في ظل غياب الاب وهؤلاء السيدات يمثلن 22 من الاسر المصرية ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل ان نسبة النساء المعيلات في ظل وجود الزوج الذي لا يعمل وصل الى 35 من الاسر المصرية وهى ارقام تحتاج الى وقفة كبيرة من اجل الاصلاح، في هذه الامور ربما تكون النائبة افضل من الرجل لانها تدرك حجم المتاعب الصحية والنفسية التي تعانيها المرأة المعيلة في حياتها، وعن رأيها في الدور الذي تلعبه التأمينات الاجتماعية في حياة المرأة المعيلة تقول جورجيت صبحي: لست مع الاعانات المادية الشهرية وافضل دائما ان تعتمد المرأة على نفسها من خلال الحصول على قرض صغير توفره لها الحكومة لتستخدمه في انشاء مشروعها الخاص فتحصل على الكسب بطريق مشروع وآمن طالما انها قادرة على العطاء.وتضيف: نحن في مصر نطالب بزيادة عدد النائبات لتحقيق التوازن الذي يهدف الى مصلحة المواطن ومن اجل ذلك نقوم بدورات تدريبية سياسية لتعريف المرأة بحقوقها وتشجيع من لديهن القدرة على المشاركة السياسية، ومن اجل تشجيع المرأة على المشاركة السياسية هناك ورقة عمل تناقش داخل البرلمان وداخل المجلس القومي للمرأة وتهدف الى توفير دور حضانة آمنة وعلى مستوى صحي عال بحيث تشعر المرأة بالامان عندما تترك اطفالها واذا خرج هذا المشروع الى النور سوف يستفيد المجتمع من مشاركة المرأة كقوة فعالة، سواء بالعمل الانتاجي او بالمشاركة السياسية.المشاريع الاجتماعية والتعليم زينب عبد الحميد عضو مجلس الشعب ومرشحة الحزب الوطني الحاكم عن دائرة قرية "برهل" محافظة بني سويف بصعيد مصر تقول:علاقتي مع ابناء دائرتي بدأت قبل 35 عاما من خلال جمعية الشابات المسلمات مما ساعدني على الفوز بانتخابات عام 2000، وكل ابناء قريتي كانوا يعرفونني جيدا من خلال العمل الاجتماعي التطوعي في هذه الجمعية، بدأت نشاطي الاجتماعي بماكينة حياكة واحدة. بدأت تعليم فتيات القرية كيفية العمل عليها وصنع المشغولات الصوفية لكسب رزقهم.وتضيف النائبة زينب عبد الحميد: هذه كانت البداية وبعدها بدأت سلسلة المشاريـع الاجتماعية واستمرت بعد ان اصبحت نائبة بمجلس الشعب الذي منحني كل الدعم والاهتمام، ومن هذه المشاريع تعليم الفتيات حتى اصبحت قرية "برهل" خير نموذج لمحو الامية ونجحنا في تعليم 252 فتاة وصلن الآن الى المراحل التعليمية المختلفة وحتى الجامعة وكنا نشتري لهن الكتب والزي المدرسي ونقدم لهن هدايا مادية بهدف تشجيع الاسرة على استكمال تعليم بناتها، وركزت اهتمامي ايضا على توفير فرص عمل للفتيات، خاصة اولئك اللواتي يساهمن في رعاية اسرهن. كما أقوم بشرح الحقوق والواجبات السياسية للمرأة فالكثيرات منهن لا يدركن طبيعة حقوقهن وواجباتهن فالمرأة في "الصعيد" وفي اماكن متفرقة من الريف والحضر غير متفهمة لحقوقها وواجباتها.وبعد المشوار الطويل الذي قمت به في مجال العمل التطوعي والسنوات الاربع التي قضيتها تحت قبة البرلمان أشعر ان العمل الخيري يحتاج الى تكاتف مئات الأيدي من أجل النهوض به، فالمرأة تحتاج الى تحالف القوى غير الحكومية التي تستطيع رؤية الصورة بوضوح وإعطاء الدعم المطلوب للمرأة وكل ما تحتاجه حتى تصبح قوية وقادرة على مواجهة الحياة خاصة في ظل الاعباء الاقتصادية الكبيرة.تأمين صحي شامل وقانون الجنسية فايزة محمد عطية نائبة مجلس الشعب عن دائرة اولى بندر المنيا بمحافظة المنيا تقول: رغم ان الصعيد شهد تطوراً كبيراً، لكن كل الاهتمام تركز على البنية الاساسية والمرافق والخدمات، وهي من الامور الهامة التي تحسب للحكومة ولمحافظ المنيا، لكن للاسف ففي ظل الاهتمام بكل هذه الامور جرى تجاهل القوة البشرية، من هنا كان اتجاهي نحو تحسين أداء هذه القوى فكان دوري في المطالبة بوجود تأمين صحي شامل للمرأة وبالفعل بدأت وزارة الصحة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذه وبتنفيذ هذا القرار سوف تحل العديد من المشاكل الصحية للمرأة ولابنائها، وطالبت ايضا بتوسيع شريحة المستفيدين من الضمان الاجتماعي، خاصة ان هناك العديد من الاسر المصرية التي تعولها المرأة وبتوسيع شريحة المستفيدين من الضمان الاجتماعي نرفع جزءا من معاناة المرأة المعيلة، وطالبت بضرورة تعديل قانون الجنسية المصرية والسماح لابناء الام المصرية بالحصول على الجنسية المصرية وصدور هذا القانون خفف الكثير من الضغط النفسي على الامهات، ووجدت في ذلك دعما من ابناء الصعيد رغم ما يعرف عن قسوة الرجل ضد المرأة إلا أنني استطعت الحصول على 20 ألف صوت من بين 30 ألف صوت انتخابي عن دائرتي وهو اكبر دليل على ان نظرة الصعيد للمرأة اختلفت وهي بداية جيدة جعلتني اسعى جاهدة لتحسين الاوضاع في المنطقة خاصة وضع المرأة.3 برلمانيات في لبنان يسعين لضمان حقوق المرأة في العملتشكل النساء 53 في المائة من الشعب اللبناني، لكن تمثيلهن في البرلمان لا يتعدى الثلاثة في المائة وفي المجلس الحالي 3 برلمانيات هن بهية الحريري وغنوة جلول ونايلة معوض.تتولى النائبة بهية الحريري رئاسة لجنة التربية والثقافة في البرلمان اللبناني، كما انها رئيسة لجنة شؤون المرأة في الاتحاد البرلماني العربي. قالت: "عندما تدخل المرأة الى البرلمان فهي تمثل الرجل والمرأة على حد سواء، وانا من موقعي في الاتحاد البرلماني العربي اقترحت انشاء لجنة لتمثيل المرأة في البرلمان العربي الموحد التي تجري مناقشة انشائه ضمن مؤسسات الجامعة العربية". واضافت: "أنا اعتز بمسيرة المرأة العربية التي عبرت خلال السنوات الماضية عن تحملها لمسؤولياتها واستشعارها الأخطار التي تتعرض لها امتنا".ما عن مساهماتها في بعض التشريعات فتقول النائبة الحريري: شاركنا في العديد من اقتراحات القوانين، واسهمنا في تعديل الكثير من القوانين التي لها علاقة بازالة الاجحاف اللاحق بالمرأة اللبنانية، ولدينا مشكلتان اساسيتان تعاني منهما المرأة اللبنانية بنوع خاص والعربية بشكل عام وهما موضوع حضانة الاطفال والجنسية لجهة تحديد كفالة الحضانة وشروطها ومنح الجنسية لأولاد الزوجة. فهناك بعض الدول تعطي حق الجنسية للابناء، لكنها مشروطة كمصر والاردن. اما في لبنان فهناك صعوبة، خصوصاً للمرأة اللبنانية المتزوجة من فلسطيني بمنح الجنسية لاولادها. لأن الامر يتعلق بالتوطين المرفوض من جميع اللبنانيين".وتضيف الحريري: ان المرأة اللبنانية تحاول على صعيد القرار السياسي ان لا تفرّق بين المرأة والرجل في تحمّل المسؤوليات والقيام بالواجبات ويبقى المهم آليات الوصول، فهناك الكوتا التي اعتمدتها بعض الدول، وسنحاول في لبنان تخصيص كوتا للمرأة، حتى تتمكن من الحصول على الشراكة الكاملة التي تلغي كل تمييز ضدها. وقالت الحريري: "كان لي شرف تأسيس لجنة شؤون المرأة في الاتحاد البرلماني العربي التي اترأسها حالياً وهذه اللجنة قامت بعدة منتديات، وتحاول الآن دعم المرأة الكويتية للحصول على حقها في الترشيح وفي الانتخاب وتتواصل مع البرلمانات العربية. كما اطلقنا في بيروت انشاء شبكة البرلمانيات العربيات برئاستي بهدف تبادل الخبرات والمعلومات لتعزيز قضايا المرأة".غنوة حلول والمعلوماتية:لنائبة الدكتورة غنوة جلول تترأس لجنة تكنولوجيا المعلومات في البرلمان اللبناني، وضعت هدفاً اساسياً لعملها التشريعي هو اقرار الاقتراح المتعلق بالتوقيع الالكتروني الذي من شأنه ان يعطي اساساً تشريعياً لكل الاعمال الالكترونية في لبنان. وحول مساهماتها فيما يتعلق بحقوق المرأة تقول جلول: "ركزنا على موضوع المرأة العاملة خصوصاً ان الاجحاف في القوانين اللبنانية كان سيفا مسلطا على المرأة التي تعمل. ولم تكن لها اية حقوق علماً انها تدفع الضرائب وتقوم بواجباتها ولم تكن لها اية حقوق، سواء باستشفاء اولادها او ضمانهم او تعليمهم، وقد ساهمنا في تحديث القوانين التي تتعلق بالضمان الاجتماعي وبتعاونية موظفي الدولة، حيث اصبحت المرأة الموظفة تتقاضى الحقوق نفسها التي يتقاضاها الرجل الموظف كما اصبحت تستطيع تأمين الضمان لزوجها اذا كان عاطلا عن العمل".وضافت: "تقدمت شخصياً باقتراح اعطاء اولاد المرأة المتزوجة من غير لبناني ضمانات وحقوقا أسوة باللبنانيين وصولاً الى تمكينها من اعطاء جنسيتها لاولادها. واستطعنا ان نساعد امهات كثيرات يعملن، كما ساهمنا في تطوير وتنظيم التعليم العالي لجهة تقييم المناهج كما ساهمت في الكثير من الندوات والمحاضرات في الدول العربية، وقد دُعيت من قبل اكثر من هيئة دولية ومنها مؤتمر يعقد للقيادات النسائية كل سنتين في الولايات المتحدة الاميركية". وحول تخصيص كوتا للنسـاء فـي المجلـس النيابي تقول جلول: انا مع دخول مزيد من النساء الى المجلس النيابي اللبناني وللوصول هناك عدة طرق اهمها الكفاءة.ثائلة معوض: بعد اجتماعي اما رئيسة لجنة حقوق المرأة والطفل في البرلمان اللبناني السيدة نائلة معوض فتقول: "لو لم اكن زوجة الرئيس رينيه معوض لما وصلت الى المجلس النيابي بعد اغتياله. وانا فخورة بأنني اعطيت بعداً اجتماعياً للعمل السياسي، خصوصاً لجهة قضية حقوق الطفل وحقوق المرأة التي كانت شبه منسية. فأصبحت الآن من صلب اهتمامات المجتمع اللبناني. كما ازلنا من امام المرأة كل التراكمات الثقافيـة والتاريخية السلبية، ووضعنا آليات دستورية لضمان مشاركتها الفعلية في جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".وتعدد معوض بعض الاقتراحات والتعديلات التي تركت بصماتها على المجتمع اللبناني منها الزامية التعليم الابتدائي، ورفع سن العمالة للاطفال من ثماني سنوات الى ثماني عشرة سنة. وتقول: "اسهمنا في اعطاء الحقوق للمرأة في تعاونية موظفي الدولة واصبح بإمكان المرأة الموظفة الحصول على الخدمات الاجتماعية لافراد عائلتها من تعاونية الموظفين اسوة بالرجل الموظف".وحول "الكوتا النسائية" تقول معوض: "لقد وُضِعَت الكوتا النسائية في بلدان عدة على اساس الاحزاب السياسية وهذا مهم جداً. وأنا ضد زيادة المقاعد النيابية في البرلمان اللبناني لأن هذا الموضوع هو من ضمن صلب الوفاق الوطني ويحتاج الى تعديل للدستور ولآلية معقدة. وافضّل ان تصل المرأة بجدارتها وكفاءتها وليس على اساس حصة معينة للنساء في المجلس.
|
ومجتمع
نائبات عربيات أجبن عن السؤال ماذا فعلن للمراة العربية ؟
أخبار متعلقة