أمهات ولكن !!
لقاءات / أمين المغني احتفالاتنا بعيد الأم يحلق بنا إلى آفاق أمومة ربما نغفلها في الزحام بالرغم من أنها أمامنا نراها ونعيشها.. أمومة من نوع خاص حباها الخالق بأسمى معاني الحب والصبر والقدرة على العطاء من خلف أسوار ظلام ومعاناة تطلبت منهن أن تضاعف أمومتهن أضعاف ماهن عليه ! أمهات معاقين جعلت منهن الإعاقة مبدعات خضن معارك قاسية ليمهدن طريق أبنائهن وإدماجهم في المجتمع كأفراد فاعلين مؤثرين ومتأثرين .. أمهات علمتنهن إعاقة أبنائهن معنى الحياة بطريقة جديدة ومهارة جديدة في فن التعامل مع أجزاء أصيلة منهن بحاجة لرعاية واهتمام خاص ، أمهات تحدثن عن تجاربهن لنعيش جزءا من تفاصيل حياتهن مع أبنائهن ..[c1]تجرره معها أينما ذهبت ![/c]أم .ح.ر بدون تدمر قالت وهي تمسك بابنها المعاق ذهنيا : احمل ابني من مكان لآخر ليس معي سواه ، كما ترون ابني لم يعد صغيرا وجثته صارت اكبر من جثتي ولكني مضطرة أن أجره معي حيث ذهبت فهو غير قادر على التمييز والقدرة على التعامل مع الناس ولهذا هو دائما بحاجة لرعايتي ، وهذا سبب لي الكثير من المشاكل في العمل وفي الشارع فالناس لم ترحم إعاقته بل يعاملونا وكأننا شحاتين ، وتضيف معاناتي لا توصف من إصابة ابني بهذه الإعاقة ، لقد تكيفت مع الوضع منذ سقط وأصيب بهذه الإعاقة ، وراحت تحكي لنا عن معاناتها وهي تحمله من مكان لآخر قائلة : تصادفني عوائق حين اصعد إلى السيارة أو الباص لأنه ثقيل ويقوم بعمل حركات لا إرادية ويبدو كالمجنون ولهذا يفرمنه الناس خوفا منه فأضطر لحمله بنفسي وهو الآن بهذه السن يبلغ 19 عاما ووزنه ثقيل إلا انه يبقى ابني وبحاجة لرعاية خاصة مهما يكن ولن أتخلى عنه ، أتمنى من الله أن يشفيه .. [c1]كلنا نرعاه[/c]بعاطفة الأمومة رق صوت أم أيمن فؤاد سعيد وهي تحدثنا عن ابنها « أن يكون لك ابن معاق فهذا يعني أن توفر له رعاية خاصة ، وابني لا يجد هذه الرعاية مني فقط بل من كل أفراد الأسرة والأقارب ، و رعايته تتطلب جهدا كبيرا ، فهو بحاجة إلى تلبية رعايته التي أقف أحيانا عاجزة عن تلبيتها لأنها تفوق إمكانياتنا ، وبحماس تقول أم أيمن « ابني لديه طموحات لا تختلف عن غيره من الأسوياء ومن وجهة نظري التكاتف بين أسرة المعاق والمجتمع مهم جدا ليتغلب على إعاقته « . [c1]لهم الحق في الحياة [/c]بنبرة حازمة تقول أم محمد جعبل الطيب : لدي خمسة أبناء أسوياء إلى جانب محمد ، ومعاملتي له خاصة في كل تفاصيل الحياة ، ولهذا فهو يفهمني و يستوعب كلامي ، محمد مثله مثل غيره من الأسوياء له طموح ، و تواجهه عقبات نحاول قدر الإمكان أن لايشعر بها ، أو بالفارق بينه وبين إخوته ، إلا أن خوفي عليه أكثر منهم لأن المعاق يستلزم أن يحاط بالكثير من الحرص ، وقالت « للمعاق الحق في كل شئ من دراسة وصحة وغيرها من الأمور الحياتية ، وقالت : أتمنى من الجميع عدم السخرية وتقليل الشأن لهذه الفئة .. فإذا وصلنا إلى أن يعامل المعاق معاملة أكثر إنسانية خارج المنزل فهذه أكبر هدية تتلقاها أمهات المعاقين .. ونوهت لنا أم محمد قائلة : ابني يهوى الحياكة وهو طالب في المجمع المهني لذوي الاحتياجات الخاصة وقد شارك في الأولمبياد الخاصة في صنعاء وحصل على المركز الثاني ميدالية فضية . [c1]الألم بصمت [/c]وحدثتنا أم أحمد محمد عن ابنها مؤكدة « بالطبع ابني يحتاج لطول البال والكثير من الحنان والعطف ، حتى اجبه الشعور بأنه غير طبيعي ، فإعاقته تسبب له فرط الحساسية ، وما يحزنني في إعاقة ولدي انه غير قادر على إيصال ما يفكر فيه للآخرين ، وهذا قد يخلق لديه الرغبة في أن يتمرد على وضعه وحياته ، وتصف الأم ابنها قائلة : تقتلني نظرة الحزن في داخله ، اشعر بالمرارة تجاه ولدي فلا أجد إلا التألم بصمت ..