يهودي وفلسطيني يسيران في اتجاهين مختلفين في زقاق بالقدس القديمة
القدس الشريف/14 أكتوبر/رويترز: يخوض مستوطنون إسرائيليون معارك قضائية لإجلاء عشرات الفلسطينيين من منازل في حي بالقدس الشرقية العربية في خطوة تهدد بمفاقمة الخلاف بين إسرائيل والرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن المستوطنات، وهم يحاولون السيطرة أراض على في حي الشيخ جراح يزعمون أنها كانت مملوكة ليهود قبل إنشاء كيان إسرائيل عام 1948 . وفازوا بالفعل بحقوق ملكية ستة منازل يسكنها عرب وتم طرد سكانها في نهاية المطاف.ويقول فلسطينيون وجماعة إسرائيلية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أن المستوطنين يحاولون طرد 27 أسرة عربية أخرى من 28 مبنى.ووضع ماهر حنون لافتة أمام منزله كتب عليها «أوقفوا التطهير العرقي.» فأمامه مهلة تنتهي في 19 يوليو لإخلاء المبنى الموجود في حي الشيخ جراح قرب البلدة القديمة بالقدس.ومن الممكن أن تعكر تصرفات المستوطنين صفو العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة حليفتها الرئيسية.وجدد اوباما الذي يوجه كلمة يخاطب فيها العالم الإسلامي من مصر يوم الخميس نداءه بوقف الأنشطة الاستيطانية خلال محادثات أجراها الأسبوع الماضي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وانتقل مستوطنون إلى ستة مبان يسكنها عرب في حي الشيخ جراح الذي توجد به قنصليات ومطاعم عصرية. ويحرس رجال مسلحون المباني حيث رفع المستوطنون أعلام إسرائيل لتأكيد الهيمنة اليهودية.وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بألا يقبل فرض قيود على بناء جيوب يهودية داخل القدس بما في ذلك القدس الشرقية التي يغلب على سكانها العرب. كما رفض النداءات الأمريكية بالتجميد الكامل للمستوطنات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.وكان عباس قد أعلن أن القدس الشرقية العربية ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية التي يريد إقامتها إلى جانب إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 ثم ضمتها واعتبرت المدينة بشطريها عاصمتها «الموحدة والأبدية» وهو زعم لم يحظ باعتراف دولي.وتساءل حنون الذي تعيش أسرته بالمنزل منذ عام 1956 «لماذا نطرد من المنازل التي ولدنا فيها نحن وأبناؤنا لمجرد إفساح الطريق لمزيد من المستوطنات اليهودية؟.»ولم ينجح المستوطنون في الحصول على تراخيص بهدم 28 منزلا فلسطينيا في المنطقة المحيطة بمنزل حنون من بلدية القدس في إسرائيل لإفساح المجال لبناء 200 وحدة سكنية وحديقة عامة وفقا لما أظهرته سجلات البلدية الموجودة على شبكة الانترنت.لكنهم يفوزون بالمعارك القضائية في المحاكم الإسرائيلية التي تقر وثائق من فترتي الحكم العثماني والانتداب البريطاني تظهر أن يهودا كانوا يملكون قطعا من الأرض في القدس الشرقية بنى عليها العرب منازلهم.وطردت أسرة عربية في نوفمبر تشرين الثاني وأمام أسرة حنون وجيرانها مهلة تنتهي في 19 يوليو لتنفيذ أمر الإجلاء أو يواجهون الطرد ودفع غرامات كبيرة.وتقول منظمة عير عميم أو (مدينة الأمم) وهي جماعة حقوقية تأسست عام 2004 تدعو للمساواة في القدس في تقرير «هذه التطورات تعزز السيطرة الإسرائيلية على هذه المنطقة وتحبط إمكانية الوصول إلى حدود مستقبلية متفق عليها للقدس.»وأضافت أن المحاكم الإسرائيلية لا تقبل المطالبات المماثلة من العرب بشأن أراض وعقارات في القدس الغربية التي يغلب على سكانها اليهود. ويزخر حي الطالبية الراقي بمنازل قديمة مبنية بالحجر الأبيض فر ملاكها الفلسطينيون أو أجبروا على الرحيل خلال حرب عام 1948 .وقال حنون «أنهم لا يسرقون منازلنا فحسب بل أحلامنا وذكرياتنا وآمالنا أيضا.»ويعيش نحو 260 ألف عربي معظمهم مسلمون في القدس الشرقية. ويحملون بطاقات هوية إسرائيلية تتيح لهم الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية وتوفر لهم حرية الحركة التي حرم منها الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة. لكن قلة منهم هي التي قبلت الحصول على الجنسية الإسرائيلية.ويقولون إن الغرض من وراء السياسات التي تنتهجها إسرائيل تجاه العرب في المدينة فضلا عن الجدار العازل الذي تبنيه داخل القدس الشرقية وحولها هو طردهم.في غضون ذلك أضرم مستوطنون يهود النار في حقول فلسطينية واشتبكوا مع قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية أمس الاثنين بعد أن أزالت إسرائيل موقعا استيطانيا غير مصرح بإقامته.وفي تحد للولايات المتحدة أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام لجنة تابعة للكنيست أن إسرائيل ستواصل البناء داخل المستوطنات اليهودية لاستيعاب «النمو الطبيعي» للعائلات التي تعيش هناك.ومع ذلك أزالت السلطات الإسرائيلية واحدا من عشرات المواقع الاستيطانية التي شيدها مستوطنون في الضفة الغربية دون تصريح من الحكومة وسحبت ثلاثة بيوت متنقلة من موقع بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية.وفي رد فعل تجمع المستوطنون عند نقطة تقاطع بالقرب من مستوطنة يتسهار حيث سدوا الطريق واشتبكوا مع شرطة حرس الحدود الإسرائيلية.وأكد مصور في تلفزيون(رويترز)انه في وقت لاحق أضرم عشرات المستوطنين النار في حقول تقع خارج ثلاث قرى فلسطينية بالقرب من نابلس.وفي سياق متصل قال مسعفون فلسطينيون أن مستوطنين يهودا رشقوا بالحجارة سيارة فلسطينية في الضفة الغربية أمس الاثنين مما أسفر عن إصابات.وذكر مسعفون أن رجلين نقلا إلى المستشفى أحدهما أصيب بكسر في الجمجمة وعولج أربعة آخرون من إصابات بسيطة بعد الواقعة التي حدثت في الصباح الباكر بين مدينة نابلس الفلسطينية ومستوطنة كدوميم اليهودية المجاورة.وأشار ميكي روزنفيلد المتحدث باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن ليس لديه علم بوجود مصابين بين الفلسطينيين. وأفاد بأن قائد سيارة من عرب إسرائيل أصيب بجروح بسيطة بعد أن رشق المستوطنون سيارته بالحجارة. وما زالت الشرطة تبحث عن المهاجمين.وقال مزارعون أن بعد الواقعة أضرم مستوطنون النار في حقول للقمح وبساتين بالقرب من قرية جيت الفلسطينية.وتصاعدت التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية حيث يعيش نحو 500 ألف إسرائيلي بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.وعادة ما تتحدث الشرطة الإسرائيلية عن رشق فلسطينيين في الضفة الغربية سيارات مسجلة في إسرائيل بالحجارة والقنابل الحارقة. وقتل قائد سيارة بالرصاص العام الماضي. وهجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين معدلاتها أقل.ويحذر المستوطنون من أنهم لن يقبلوا خطط الحكومة الإسرائيلية بإجلاء التجمعات الصغيرة من المواقع الاستيطانية غير المصرح بإقامتها.وأعلنت مثل هذه الخطط في الوقت الذي يقاوم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطالب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتجميد البناء في كل المستوطنات في إطار جهود واشنطن لإعادة إطلاق عملية السلام.