تحقيق / ياسمين احمد علي - تصوير / جان عبدالحميدلا يخلو مجتمع من بعض الآفات والظواهر السلبية ومنها انتشار ظاهرة تعاطي الأدوية المخدرة بين أوساط الشباب بأنواعها المهدئة والمنشطة مثل الفاليوم والديزبام والبرازول وغيرها. والاتجار بها من قبل أشخاص يقومون بتوزيعها في منتصف الليل و في منطقة الشيخ عثمان يتعاطاها طلاب الثانوية العامة وشبابنا العاطلون عن العمل بوضعها في الشراب أثناء مضغ القات. ضبطت كمية كبيرة من المواد المخدرة من قبل شرطة الشيخ عثمان تقدر بـ ( 180 كرتوناً ) وهي تباع في بعض الصيدليات على الطلاب والشباب بمبلغ (800 ريال يمني) للشريط من دون وصفة طبية من قبل طبيب مختص لذا يجب علينا التوعية بأضرارها فالتوعية هي السلاح الأقوى حتى الآن بين كل الأسلحة الموجهة للمخدرات . ماهي الآثار السلبية الناتجة عن تعاطي الأدوية المخدرة وتجارتها ؟ وما مصير الشباب المتعاطين ؟ وغيرها من الأسئلة حملناها إلى عدة جهات وحاورنا أطباء اختصاصيين ومسؤولين وشباباً وقانونيين وخرجنا بالحصيلة التالية: [c1]ضبط 180 (باكتاً) [/c]التقينا بالرائد ركن / محمود الأسد رئيس البحث الجنائي بالشيخ عثمان الذي قال: تلقينا عدة بلاغات من مواطنين وجهات اجتماعية وأولياء أمور عن وجود عدد من الشباب يتعاطون هذه الأدوية وهي حبوب مهدئة للأعصاب إلا انه ينقلب مفعولها أثناء تعاطيهم القات إلى حبوب منشطة تعطيهم النشاط والقوة ويخرجون عن نطاق المألوف وعلى ضوء ذلك يقومون بارتكاب العديد من الجرائم ويقلقون السكينة العامة في أركان الشوارع والأزقة فأثناء قيامنا بالدوريات الليلية لاحظنا العشرات من الشباب يتواجدون في أركان الشوارع والأزقة في ساعات متأخرة من الليل . وأضاف: عندما اطلعنا العقيد الركن / محمد الشامي مدير امن المنطقة السادسة على هذه المعلومات ابدى اهتماماً كبيراً ووجه بضرورة عمل خطة سريعة من اجل مراقبة هذه الشريحة من الشباب ، والعمل على ضبط المتعاطين وكل من يسهل لهم شراء هذه الأدوية وكلفنا المساعد / جمال الراجحي من تحريات شرطة الشيخ عثمان الذي بذل جهوداً كبيرة في إطار هذا الموضوع وجمع معلومات وعملنا جاهدين على إعداد كمين للمروج الرئيسي لهذه الأدوية ويدعى ( ف ، ع ) الذي أصبح كسرطان توغل في جسد هذه المنطقة لينشر الديزبام ( الحبوب) وهذه التي ضبطت باسم البرازول . وتم ضبطه أثناء قيامه ببيع كمية من هذا الدواء وبالجلوس معه أرشدنا من خلال أقواله الى مجاميع أخرى تحركنا بعدها إلى مدينة الشعب في ساعة متأخرة من الليل وقمنا بضبط شخص أخر يتبع إحدى شركات الأدوية المعروفة وبحوزته 180 (باكتا)ً من هذه الحبوب واقتياده إلى الشرطة ، كذلك قمنا بتكليف الزملاء الرائد محمد الغبير والرائد ركن / أمين الشرماني بالتحرك إلى المنصورة وبتعاون من الرائد ركن احمد البراري رئيس البحث الجنائي بشرطة مدينة الشعب وبشرطة الممدارة الذين قاموا مشكورين بالتحرك إلى المنصورة وضبط صاحب مخزن الفتح الذي يقوم ايضاً بتسهيل ترويج مثل هذه الحبوب ايضاً ... قمنا بضبط عدد من المروجين الصغار الموجودين في أركان الشوارع والأزقة وإحضارهم إلى الشرطة ثم تواصلنا مع وكيل نيابة الشيخ عثمان الذي ابدى اهتماماً بهذه القضية باعتبارها تهم كل شرائح المجتمع.و أضاف : كما قمنا بضبط وإحضار مدير الشركة والذي أفاد بعدم علمه وان الأدوية تصرف بشكل رسمي إلى الصيدليات وفق سياسة دوائية محددة بحيث يصرف لكل صيدلي ( خمسين باكتاً ) فقط شهرياً إلا أن الموظفين يتصرفون بمزاجية والشركة اسمها (س ، ف) وموقعها في منطقة القاهرة. أما الكمية التي تم ضبطها فهي حوالي مئة وثمانين شريطاً بالإضافة إلى أدوية أخرى تم ضبطها عندما نزلنا مع مدير الرقابة الدوائية الدكتور ناصر إلى صيدلية مخزن الفتح في المنصورة وهي ادوية لا يسمح بصرفها إلا بوصفة طبية على أن تقوم الرقابة الدوائية لمراقبة الصيدليات . ودعا الإخوة في الرقابة الدوائية الى أن يقوموا بواجبهم خير قيام وان يحرص الجميع على مستقبل أبنائنا.وقد تم ضبط الأدوية المخدرة بمشاركة وقيادة العقيد نجيب رمادة والرائد أمين شرماني والعقيد وليد شمسان والرائد الغبير والمساعد أول محمد صالح مطيع جمال حيدرة ومدير التحريات مديرية الشعب والممدارة .[c1]الترويج في أماكن مختلفة[/c]كما التقينا بالعقيد/ محمد عبدالجليل الشامي مدير المنطقة السادسة في شرطة الشيخ عثمان الذي أفادنا قائلاً: ضبطنا مع أحد الباعة الذين يعملون مع الشركة مائة شريط من نوع ديزبام او برازول، ومن خلال التحقيقات مع هذا الشخص الذي يدعى (ف، ع، ع) تم التوصل الى عدد من (مخازن الأدوية) وعدد من الأشخاص الذين يقومون بالترويج في أماكن مختلفة بصورة تخالف قانون الأدوية والتعليمات التي تنظم عملية استيراد وتوزيع وبيع هذه الأنواع من الأدوية لأنها من الأدوية التي تستخدم لحالات مرضية، لكن عندما يساء استخدامها تتحول إلى قضية وتتحول إلى آفة خطيرة تضر بصحة الناس خصوصاً الشباب، حيث إننا لاحظنا استياء عاماً لدى عامة الناس من تفشي هذه الظاهرة ودخولها إلى معظم الشوارع والأزقة ومعظم الأماكن داخل مديرية الشيخ عثمان، وهي موجودة حقيقة في المحافظة بشكل خاص وفي المحافظات الأخرى بشكل عام ويستخدمها بعض الشباب بديلاً عن المخدرات الأخرى لسهولة الحصول عليها .. كما استعنا بالجهات المختصة كالهيئة العليا للأدوية الذين تكرموا مشكورين بإرسال ممثل لهم واستلموا منا (ستة شرائط) كعينة وطلبنا منهم تقريراً متكاملاً يوضح هذه المادة وأضرارها والقوانين التي تنظم بيعها والاتجار بها والعقوبات على من يخالف هذه اللوائح وكذلك استعنا بمكتب الصحة في المحافظة، حيث تواصل الأخ/ مدير أمن المحافظة العميد ركن / عبدالله قيران مع مكتب الصحة والهيئة العليا للأدوية وتم التنسيق اللازم والنزول لبعض المخازن، واتضح لنا أن مخازن الأدوية لا يحق لها أصلاً بيع مثل هذه الأدوية، وإنما تقتصر على وكالات الأدوية، إضافة إلى الصيدليات المعتمدة والى الصيدليات المحددة .. إضافة إلى أن هذه الأدوية تباع بكميات محددة ولفترات زمنية محددة، عبر روشتات خاصة من أطباء نفسيين معترف بهم .. وبالرغم من إننا عملنا على ضبط المتسببين الا إننا ننصح إخواني الشباب بأن يبتعدوا عن (الحبوب المخدرة) لأن هذه الأشياء حرام وتسبب لهم الإدمان والمرض.[c1]منع بيع أدوية بدون ترخيص[/c]كما التقينا بالدكتور/ عبدالله ناصر بن ناصر مدير إدارة الصيدلة والتموين الطبي بمكتب الصحة في م/ عدن فقال لنا: نحن مسرورون جداً بالتنسيق مع زملائنا الإخوة في إدارة الأمن المنطقة السادسة ونشكر تعاونهم ونحن نكافح هذه المواد الخطرة التي يساء استخدامها في أوساط الشباب في م/ عدن وهي تصرف من قبل اختصاصيين بشكل محدود ووفق ضوابط ولدينا أنظمة وقوانين تمنع تداولها بصورة غير مشروعة وتمنع شركات الجملة عن بيعها الإ لصيدليات مرخصة وبكميات محدودة جداً.أما فيما يخص مخازن الأدوية فقد ضبطنا هنا مخزن أدوية بحوزته كمية من هذه الأدوية المراقبة. وتطرق إلى القوانين وقال: لدينا قانون مزاولة المهنة الذي يمنع في إحدى فقراته بيع أدوية بصورة شخصية ويعاقب فيها بعقوبة السجن والغرامة ونحن نقوم بمراقبة هذه الأدوية، ولكن للأسف الشديد لا توجد لدينا بيانات من شركة الأدوية عن الكميات المصروفة للصيدليات حتى نستطيع مراقبتها.فالمطلوب الاحتفاظ بالوصفة الطبية في الصيدلية، ونلزم الصيدليات بفتح سجلات لتسجيل هذه الأدوية والوصفات الطبية بحيث يتسنى لنا مراقبة المصروف والمخزون.[c1]نحذر من مخاطر الأدوية المخدرة[/c]وأضاف: نحن ننبه جميع الشباب إلى أن يبتعدوا عن هذه الأدوية، لأنها خطرة تضر الدماغ وتضر الكبد والكلى وتسبب لهم الإدمان وهذا يضر بأمن البلد مادام الشباب العاطلون لا يستطيعون أن يبنوا مستقبلهم ويبتعدوا عن أولاد السوء.ونحن نطالب الجهات المختصة بتشديد العقوبات على هؤلاء المروجين والذين يعملون علىبيع هذه الأدوية.[c1]شباب يتناولون الحبوب المهدئة[/c]كما التقينا بعاقل الحارة/ محمد ناصر صالح أبو طيبة الذي قال لنا: هناك شباب داخل المنطقة يتناولون هذه الحبوب ويسهرون من أول الليل إلى نهايته، وحاولنا ضبط كثير منهم و بجهود من قبلنا ومن قبل شرطة الشيخ حاولنا أن نحد من استخدامها لكن الشباب الآن انجروا إليها لأنهم بدون أعمال.وأنصح شبابنا بالابتعاد عن هذه المواد المخدرة لأنها مضرة بصحتهم الجسمية والعقلية و تسبب لهم فقدان الوعي، وبسببها يقومون بالسرقات أو مضايقة الأهالي والمارين بالشوارع.وعلى الجهات المختصة والدولة الاهتمام بتأطيرهم في جمعيات أو أعمال حتى لا تعيطهم الفرصة أن يفكروا باللجوء إلى أعمال مسيئة.كما أؤكد بأننا ضبطنا مجموعة قليلة من المتعاطين وبعضهم قدمنا لهم نصائح وهم من الأطفال دون (16) سنة وسلمناهم لقسم الشرطة.[c1]انعدام الرقابة على أبنائنا[/c]وخلال جولتنا في كلية الحقوق التقينا بالدكتور/ نجيب علي سيف الجٌمَيل أستاذ القانون الجنائي والمحاضر في علوم الإجرام وعلم العقاب كلية الحقوق، وقد حدثنا قائلاً: إن تعاطي المخدرات الصناعية والاتجار بها خصوصاً من قبل الصيدليات مثل المهدئات والمنومات والمنشطات كالفاليوم، والديزبام والبروزلوم ... الخ، ازداد انتشاراً في اليمن في السنوات الأخيرة، وخاصة بين أوساط الشباب والمراهقين. فأسباب تعاطي المخدرات سواء الطبيعية أو الصناعية وانتشارها كظاهرة جديدة ومختلفة أهمها:- محاولة الهروب والتخلص من الأعباء والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وغياب الرعاية والعناية الأسرية للشباب والمراهقين وضعف أو انعدام الرقابة على تصرفاتهم وسلوكهم بسبب التفكك الأسري الناشئ عن الطلاق أو المشاكل الأسرية أو غياب رب الأسرة، ووجود فراغ كبير لدى بعض الأفراد خصوصاً الشباب بسبب انتشار ضعف شخصية بعض الأفراد، ويبرز هذا الضعف أثناء مواجهة المشاكل التي تعترضهم في حياتهم، فبدلاً من الصمود أمامها ومحاولة التغلب عليها نجدهم يستسلمون لها بارتمائهم في أحضان المنشطات لسهولة الحصول عليها خصوصاً الصناعية كالفاليوم والديزبام والصرف غير القانوني لها من قبل الصيدليات المخالفة ما يتيح الفرصة لشرائها بشكل مستمر، بحيث يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان، وكذلك سيطرة اليأس والإحباط على بعض الأفراد وبالأخص الشباب وفقدانهم الأمل بالمستقبل نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تحيط بهم، مثل تدني المستوى المعيشي، الفقر وعدم الحصول على عمل أو مواصلة الدراسة.وأضاف الدكتور/ نجيب الجُميل قائلاً : في حالة حيازة أو شراء أو إنتاج أو استخراج أو فصل أو صنع مواد مخدرة أو زرع نبات من النباتات التي تستخرج منها المواد المخدرة أو حيازتها أو شرائها. بقصد التعاطي والاستعمال الشخصي فإن قانون العقوبات اليمني يعاقب على هذه الأفعال بالسجن أو الحبس لمدة خمس سنوات، كما أجاز القانون للمحكمة المختصة بدلاً من توقيع هذه العقوبة أن تأمر بإيداع من ثبت إدمانه على تعاطي المخدرات إحدى المصحات التي تنشأ لهذا الغرض ليعالج فيها، إلى أن تقرر اللجنة المختصة ببحث حالة المودعين الإفراج عنه. على أن لا يقل البقاء داخل المصحة عن ستة أشهر «المادة (38) من قانون المخدرات».[c1]المخدرات نوعان[/c]كما قمنا بالنزول إلى مصحة السلام والتقينا بالدكتور/ وهيب مغيني اختصاصي نفسي اكلينيكي فقال لنا: المخدران نوعان (1) تعريف طبي (2) تعريف قانوني أما فيما يخص التعريف الطبي للمادة المخدرة فهي مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم... وكلمة مخدر ناركوسيس Narkosis تعني يخدر أو يجعله مخدراً لذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدراً وفق التعريف العلمي بينما الخمر من المخدرات.أما التعريف القانوني:- فالمخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك.وتشمل المخدرات الأفيون ومشتقاته والحشيش والكوكايين لكن لا تصنف الخمر والمهدئات والمنومات ضمن المخدرات على الرغم من أضرارها.[c1]الأدوية النفسية[/c]مجموعة من المركبات الكيميائية المصنعة التي تستخدم في علاج الأمراض النفسية والعقلية واضطراب السلوك والقلق المرضي وتسبب هذه الأدوية الهدوء وعدم الاكتراث ربطء الحركة والتفكير وهي مقسمة إلى:- مهدئات عظمى مثل الارجكتيل، سبرنيس، ميلليريل.. وهذه لا تسبب الإدمان.ب- المهدئات الصغرى، ليبيريوم، فاليوم.. قد تسبب الإدمان أذا استخدمت بدون وصفة طبية.[c1]عقار ذو قابلية للتفاعل[/c]وأضاف الدكتور/ وهيب مغيني قائلاً: إن العقاقير التي تسبب الإدمان ذات قابلية للتفاعل مع الكائن الحي بحيث يؤدي ذلك التفاعل إلى الاعتماد النفسي أو العضوي أو كلاهما. أما أسباب الإدمان فهي (1) تركيبة العقار وخواصه الكيميائية (2) طريقة الاستعمال (3) توافره وسهولة الحصول عليه (4) نظرة المجتمع للمادة.[c1]مشكلة خطيرة جداً[/c]أما الدكتورة/ وفاء عبدالله غانم اختصاصية نفسية في المصحة تقول : كثيرة هي الأصوات التي تدعو إلى الوقوف بجدية أمام ظاهرة تفشي آفة العقاقير التي تندرج ضمن صنوف (المخدرات) وكم شكوى نسمعها حول إقبال الشباب على استعمالها.. إنها مشكلة خطيرة جداً وحتى نتعامل معها جدياً فإنني أرى الانتقال من مرحلة الشكوى إلى مرحلة لائقة بمثل هذه المشكلة التي تهدد أبناءنا وأسرنا ومستقبل الأجيال والوطن بأسره.وأضافت د/ وفاء غانم : اختر هذه المواد بصفتها أهم مدخل يلجأ الشاب ليجد نفسه بعد فترة زمنية قد أنضم إلى نادي مدمني السموم الفتاكة فهذه المواد المهدئة والمنبهة أو المنومة المتوفرة والتي يسهل الحصول عليها هي في تقديري أكثر المحفزات لإدمان المخدرات والمطلوب هو العمل الجاد من أجل تنبيه النشء وخاصة في أول سنوات المراهقة بخطورتها على الأجسام والعقول وفقاً لنصائح الأطباء الاختصاصيين النفسيين بأساليب وأسس علمية واضحة مبنية على ما توصلت إليه العلوم والتجارب فالشباب يجهلون هذه الحقائق ولو استطعنا أن نوصل إليهم حقيقة الأخطار المدمرة التي تسببها هذه المواد والتي يقال لهم إنها بسيطة وغير مضرة بل يقال إنها مجرد عقاقير كغيرها من الأدوية، فإنهم بالتأكيد سيمتنعون عنها.[c1]آراء طلاب جامعة ومواطنين[/c]تحدث إلينا الطالب / عزمي محمد ياسين الزريقي المستوى الثاني كلية العلوم الإدارية قائلاً : من وجهة نظري أرى أن معظم شباب اليوم قد ابتلي بأنواع كثيرة من المخدرات والمسكرات الشائعة في بلادنا اليمن، وخاصة في محافظة عدن ومن هذه المخدرات الحبوب المنومة التي يداوم عليها بعض الشباب والسبب في ذلك هو الفراغ أو قد يكون السبب الرئيسي هو الانفلات من قبل الأسر التي لا تعلم أين يذهب أبناؤها؟ ومع من؟ والسبب الآخر هو الصحبة كما يقول المثل (الصاحب ساحب) إلى جانب أن هذه الحبوب تباع دون رقابة.أما الطالب/ معين محمد ياسين فيقول : إن هذه الأدوية المخدرة يتعاطاها الكثير من الشباب، وبدؤوا بالدخول إلى عالمها في سن المراهقة وهم يتعاطون هذه الحبوب المخدرة أثناء جلوسهم لمضغ القات بحجة أن ذلك يزيد من (الكيف)، ويجعل الواحد منهم يشعر بأن حاله أفضل من غيره. والحقيقة أن كل ذلك عبارة عن أوهام ومضيعة وقت. وأعتقد أن من يفعل ذلك هو شخص يتهرب من واقع الحياة ولا يستطيع مواجهة الحياة وصعابها بعزيمة وثقة راسخة في نفسه، ويلجأ إلى القات وإلى هذه الأدوية أو الحبوب التي لها عدة تسميات منها (الكرع) أو (الزرارة) وكذلك يطلق عليها باسم (الفتة الموز) وفي بعض الأحيان إذا كان البائع في الصيدلية غير معروف فإنهم يعرضون عليه مبلغاً أكبر بكثير من القيمة الأصلية.وأنا أنصح كل شاب أن يبتعد عن هذه العادة المضرة بصحته وعقله.كما تحدث المواطن يوسف محمد بأن الادوية المخدرة سببت لشبابنا الكثير من المضايقات في الشوارع وامام اعيننا وقد رأينا بعضهم يقومون بأزعاجنا وقد قمنا بنقل بعض الذين يتعاطون هذه الادوية الى شرطة المعلا .[c1]المروجين [/c]كما التقينا بالأخ «أ،م» 24 عاماً فقال: وظيفتي موزع ومحصل في شركة أدوية ، وهي شركة يمنية وتقوم بتوزيع الأدوية إلى الصيدليات التي تطلب أي صنف من الأدوية، وهذه الأدوية التي نقوم بتوزيعها مرخصة ومسموح توزيعها، أما عندما تم القبض علي فقد «كان بحوزتي خمسة باكت وكان ذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً والبواكت مسجلة ومرخصة ومراقبة من وزارة الصحة ولا تصرف إلا بروشتة طبية، وبصفتنا شركة موزعة نقوم بتوزيعها على الصيدليات، وصاحب الصيدلية بدوره يقوم بتوزيعها للمواطنين، وعملنا يقتصر على توزيع الأدوية للصيدليات التي تصرفها للمواطن، لا نحاسب هذه الصيدليات عن كيفية توزيع هذه الأدوية.[c1]طلب التعاون[/c]وتحدث إلينا الأخ «ف، ع،ع» العمر «27عاماً» بدون عمل:جاء إلي أفراد الشرطة وطلبوا مني التعاون معهم بخصوص التعرف على أشخاص يقومون بتوزيع الأدوية المخدرة فوافقت، وقلت لهم إن «أ،أ» هو الرأس الكبير الموزع للشركة، وهو الذي يقوم بتوزيعها على الشباب في منطقة الشيخ عثمان.أما المدعو»ن،ع،ن» مروج المستوى دبلوم صيدلة، العمل صيدلي يقول: أتصل بي أحد الأشخاص وقال لي أنا في الشيخ عثمان وعندما وصلت جاء وأعطاني البضاعة التي تم الاتفاق عليها وجاءت الشرطة وهو يعطيني البضاعة ومباشرة تم القبض علينا والبضاعة معنا وللعلم أنا لا أوزع البضاعة.[c1]رجل دين [/c]كما قمنا بالنزول إلى إدارة الأوقاف والتقينا بالشيخ/ أنيس الحبيشي الذي قال لنا: المخدرات تجارة اتفق على تحريمها وتجريمها كل الشرائع والقوانين والرؤى الإنسانية، لما فيها من فساد لنعمة العقل والضمير ولما فيها من قدرة على تدمير التنمية البشرية وتحريف ضمير صاحبها نحو السقوط ولقد حرم الله الخمر بقوله:«يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون». صدق الله العظيم من سورة المائدة.ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لعن الخمر وشاربها وبائعها وحاملها والمحمولة إليه» .. وعلة تحريم الخمر كما ذكرتها الآية السابقة أنها تصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة أعظم أركان الإسلام وكذا تثير العداوة والبغضاء بين المسلمين وتسبب ما لا تسببه موبقة أخرى .. ومن هنا فإن كل مافي حكم الخمر من حشيش ومخدرات وحبوب يدخل في حكم الخمر بإجماع العلماء .. والحبوب والحشيش من أسوأ المخدرات وقد يكون أسوأ من الخمر ذاتها .. وهي تعمل على تعطيل الشباب وتخريب أخلاقهم وتدمير قيمهم .. فأنصح الشباب بالإقلاع الفوري عن هذه الخبيثة والتوبة إلى الله .. وعلى المتاجرين بها أن يقلعوا عن هذا الخبث وعلى الدولة أن تلاحق هؤلاء المحششين وتجار الحبوب وتفرض عليهم عقوبات القانون والشرع الرادعة بدون ململة أو مطل ومجاملة أو مسامحة لأن أي تساهل في هذا العمل الخبيث هو على حساب الوطن ومستقبل أجياله وعلى حساب صلاح شبابه وأطفاله ونسائه».