صباح الخير
هدى فضلانتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة مضغ القات في الشوارع العامة من قبل بعض الرجال وعمال اليومية المنتشرين في الشوارع ، مسببين بذلك شكلاً غير حضاري يراه الجميع وفي شوارع رئيسية وخلفية ، ناهيك عما يشكله هذا من مضايقة للنساء المارات من امام هذه التجمعات ، وما يتركونه خلفهم من بقايا القات واعقاب السجائر وقناني الماء الفارغة التي يكون موقعها عادة الاحواض المخصصة للتشجير مع ما تبقى من مخلفات التخزين.ناهيك عن ظاهرة اخرى ربما اكثر بروزاً من سابقتها وهي تحويل بعض الشوارع الرئيسية الداخلية والخارجية الى (لوكندات) مفتوحة يستطيع من يريد النوم عليها بفرشهم القذرة التي لا اعتقد انها تشرف احداً ، وفي شوارع هي الاكثر حركة لمسؤولي البلدية في منطقة كريتر ، ناهيك عن مناظر العري من بعض المختلين عقلياً والتي اصبحت ظاهرة يومية ويتقبلها الجميع - مسؤولين وعامة - وكأنها شيء عادي ومقبول .هذه المناظر التي تشوه الشارع اصبحت كثيرة ولكن هذه اهمها في نظري ، فليس التشوه في الشارع فقط من قلة النظافة او البناء العشوائي ، فهناك تشوهات كثيرة ايضاً بحاجة للنظر اليها ومعالجتها معالجة صحيحة فالشارع عام وللجميع ولكن يفترض الا يكون مستباحاً بكل الوان العبث وعدم احترام مشاعر الآخرين .امام الأخ / أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن مهام كبيرة وجسيمة سيتطلب معالجتها سنوات وسيتطلب من أجل انجاز هذه المهام اولاً تهيئة وتوعية الكادر المناط به تنفيذ هذه المهام بالدور الجديد الذي يفترض ان يلعبه سواء في مسألة معالجة السلبيات او توعية المواطن او محاسبته اذا لزم الامر ، من خلال تفعيل وتجديد كثير من القوانين التي ظلت اما حبيسة الادراج او لم يطرأ عليها اي تجديد يواكب المراحل التي مررنا ونمر بها آخذين بالاعتبار الرؤى المستقبلية لهذه المدينة وقد تعودنا دائماً ان كل المسؤولين الذين توالوا على المحافظة عدن بدأوا اشداء في معالجة كثير من الاخطاء في محافظة عدن ولكن همتهم فترت بعد مدة وجيزة من توليهم هذه المناصب بمختلف مسمياتها وتدرجاتها بدليل ان الصعوبات قهرتهم بدل ان يقهروها فأصيبوا بالاحباط وماشوا الوضع بعلاته ، وبالتالي انتقلت العدوى الى المواطن فلا خاف منهم ولا عمل لهم أي حساب ، وبالتالي استمر الوضع على ما هو عليه.أملنا ان المرحلة القادمة ليست ككل المراحل التي سبقتها ، مع عدم نكران التغييرات الجميلة والكبيرة التي طرأت في شكل العاصمة والتي نتمنى ليس فقط الاستمرار في هذه التغييرات الايجابية وبوتيرة اسرع ، ولكن في كيفية الزام المواطن في الحفاظ عليها من خلال التوعية بالمردود الايجابي لكل هذه المتغيرات على حياة المواطن ، وايضاً بوضع الضوابط القانونية لذلك ، من أجل تخفيف العبء الذي تتحمله الدولة في جميع الجوانب ، وحتى توجه الامكانيات المادية والبشرية التي تهدر هنا وهناك في بناء واعادة بناء ما بنيناه بالامس الى مجالات أكثر اهمية في مراحل بناء هذا الوطن .