نصرالله .. توغلات إسرائيل البرية لن توقف صواريخ حزب الله
بيروت / وكالات :انهت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الاثنين اجتماعها مع رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة من دون الإدلاء بأي تصريح. كما رفض السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ الادلاء بتصريحات.وستغرق الاجتماع نحو ساعتين وعلم من مصدر رسمي أن رايس ستزور رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أن تتوجه إلى مقر السفارة الأمريكية في عوكر في ضاحية بيروت الشمالية. وأضاف المصدر نفسه أن رايس ستلتقي في مقر السفارة الأمريكية عددا من قادة الأكثرية في قوى 14 مارس على رأسهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والرئيس الاعلى لحزب الكتائب أمين الجميل وغيرهم.هذا وقد ألمحت رايس خلال توقف طائرتها في شانون بايرلندا للتزود بالوقود إلى إمكانية تعاون واشنطن مع دمشق لحل الأزمة، مذكرة بأن العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين ما زالت قائمة. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد أن دمشق مستعدة لإجراء حوار مع الولايات المتحدة يرتكز على الاحترام والمصالح المتبادلة.ووصلت رايس إلى وسط بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة حيث كان وزير الخارجية فوزي صلوخ في استقبالها. واعتبر مصدر أمريكي يرافق رايس طالبا عدم الكشف عن اسمه أن هذه الزيارة "تشكل بادرة مهمة من رايس لإعلان دعمها للشعب اللبناني وحكومة" السنيورة.ووصلت رايس إلى بيروت على متن مروحية من قبرص على أن تتوجه لاحقا إلى إسرائيل. وكانت رايس دعت للمرة الأولى في طريقها إلى المنطقة إلى "وقف عاجل لإطلاق النار" إلا أن رايس ابقت على بعض التحفظات على موقفها هذا عندما اضافت "لكن من المهم توفير الشروط ليصبح دائما".وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أكد أن أي توغل إسرائيلي بري داخل الأراضي اللبنانية لن تكون له "أي نتائج سياسية ما لم يوقف هذا التوغل قصف المستوطنات في شمال إسرائيل, وهذا ما لم يحصل حتى اللحظه، ولن يتحقق مستقبلا".وقال نصر الله الذي لا يعرف مكانه إن حزب الله لن يعترض إذا قامت الحكومة اللبنانية بالتفاوض على صفقة لتبادل السجناء يقوم بموجبها حزب الله بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما في 12 يوليو/ مقابل الإفراج عن السجناء اللبنانيين والعرب الموجودين في السجون الإسرائيلية. وأضاف "لا مانع من أن تتولى الحكومة عملية التفاوض غير المباشر.ونفى أي اتصال رسمي ألماني بقيادة الحزب حتى الآن لكنه قال "إن القناة الألمانية ما زالت صالحة ولا مانع من اعتماد قنوات أخرى لأن هذا الأمر يتطلب موافقة الطرفين". وأدت الخسائر بين المدنيين في الجانبين والأزمة الإنسانية التي تلوح في الافق في لبنان حيث فر نصف مليون شخص من منازلهم، إلى زيادة الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.وقالت مصادر أمنية إسرائيلية ودبلوماسيون غربيون أمس الاثنين إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن أمامه أسبوعا لاستكمال حملته قبل التوصل إلى اتفاق دولي لوقف القتال. وقال مصدر أمني "الجيش يفهم أن أمامه أسبوعا". وقال دبلوماسيون غربيون إنهم يفهمون أن هناك إطارا زمنيا مماثلا يتعين ان يستغرقه الهجوم.وتريد الولايات المتحدة التي تلقي باللوم على حزب الله وحلفائه في نشوب الازمة أن يزيل أي وقف لاطلاق النار التهديد الذي يمثله حزب الله لإسرائيل.وقالت رايس للصحفيين أثناء توجهها للشرق الأوسط "من المهم جدا تهيئة الظروف التي يمكن في ظلها سريان وقف لاطلاق النار. نعتقد أن وقف اطلاق النار مسألة ملحة". وقالت للصحفيين "من المهم أن تتوفر الظروف التي تجعله ايضا دائما".وقالت إسرائيل بعد أن رفضت الفكرة في بادئ الأمر أنها ترغب في نشر قوة دولية في جنوب لبنان لإخراج حزب الله من منطقة الحدود والسيطرة على الحدود اللبنانية مع سوريا لمنع اعادة تسليح حزب الله. وقال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة كورييرا ديلا سيرا الايطالية "لا يهم من الذي يقوم بالمهمة بل الاهم هو انجازها. الجيش اللبناني.. الامم المتحدة.. حلف شمال الاطلسي طالما كانت الحدود اللبنانية خالية من منصات اطلاق صواريخ حزب الله".ومثلما قاتل حزب الله محاولات اسرائيل لطرده من الجنوب من المؤكد انه سيقاوم الضغوط العسكرية من قبل اي قوة دولية اذا ما فرض انه امكن تشكيلها. وقال السنيورة إن اتفاقا سياسيا واسعا فقط هو الذي يمكن أن يحل المشكلة. ويجب ان يشمل ذلك تبادل السجناء وانسحابا اسرائيليا من مزاع شبعا المتنازع عليها لخلق ظروف يمكن معها نزع اسلحة حزب الله وتولي الجيش اللبناني المهمة.وتنتشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان منذ غزت اسرائيل لبنان اول مرة عام 1978 لضرب المقاومة الفلسطينية لكن قوات السلام فشلت في انجاز مهمتها التي تنطوي على المساعدة في استعادة سلطة الحكومة اللبنانية في المنطقة.ومن المقرر ان تلتقي رايس أيضا برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء زيارتها قبل مناقشة الازمة اللبنانية مع مسؤولين أوروبيين وعرب في العاصمة الايطالية روما يوم الاربعاء. من جانبه قال النائب اللبناني حسن فضل الله عن حزب الله إن ما تحمله رايس هو المزيد من الضغوط على لبنان، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أي موقف أميركي لوقف العدوان الإسرائيلي. وأشار فضل الله إلى أن حزب الله لم يتسلم حتى الآن أي مبادرة جدية من بنود محددة، مضيفا أن الأولوية الآن لوقف العدوان حيث لا يمكن بحث أي مبادرة في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.على الصعيد الإنساني جدد منسق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند انتقاده لإسرائيل بسبب قصفها المدنيين في لبنان قائلا إن الهجمات خاطئة وتخالف القانون الدولي. وأشار خلال زيارته لمركز للاجئين شرقي بيروت قائلا "قصف التجمعات المدنية خاطئ, وتدمير البنية التحتية المدنية خاطئ". وقد ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على لبنان منذ نحو أسبوعين إلى أكثر من 360 شخصا بينهم أطفال ونساء ومعظمهم من المدنيين.