في قراءة أولية لما قاله لصحيفة « 26 سبتمبر»
* السيد عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن، من الساسة القلائل في اليمن الذين يمتلكون رؤية عميقة للواقع، الرجل في حواره مع صحيفة “26 سبتمبر” في عددها الصادر يوم الخميس 22 مارس الحالي تطرق إلى عددٍ من القضايا التي تستحق الوقوف أمامها، وهذا ما سنحاول إيجازه في الفقرات التالية : ** السيد الجفري، يتحدث همساً لا يزايد ولا يتشنج في أمورٍ تتعلق بالبلد، يقول بالاحتكام للحوار في كل ما يهم الشأن اليمني... الجفري ثمّن دعوة المؤتمر الشعبي للحوار، وأكد أنّ هذه الدعوة ليست الأولى من قبل المؤتمر. السيد الجفري لم يطلق النار على حوار المؤتمر وأحزاب المشترك، قال إنّ دعوته لم توجه للرابطة، وأنهم ليسوا (زعلانين)، وأشار إلى أنّ الرابطة والمؤتمر قطعا شوطاً طيباً في الحوار الثنائي.. ولو أنّ حزباً من أحزاب المشترك تم استثناؤه من المشاركة، لكال التهم بقية أحزاب المشترك واتهمها (بالعمالة) للسلطة. بالمناسبة كثيرٌ من أحزاب المشترك، هي أحزاب هامشية علاقتها بالشارع اليمني مفقودة، و80% من السكان لا يعلمون عنها شيئاً.. ومع ذلك لم يقل عنها السيد الجفري ذلك مما يؤكد حصافة الرجل واحترامه للآخر أياً كان ثقله السياسي. السيد الجفري، أشار أنّ حزب الرابطة هو الحزب الوحيد الذي تقدّم بمشروع متكامل للإصلاح الشامل، مشروع يتكون من أربعمائة وستين صفحة بكل المرفقات ومشاريع القوانين ومشاريع التعديلات الدستورية.. ولو تأملنا قليلاً في حديث الجفري وتفحصنا مشاريع الأحزاب الأخرى للإصلاح لوجدنا أغلبها عناوين هي أقرب للشعارات الهدف منها المزايدة على السلطة، كما أنّ كل تلك الأحزاب بحاجةٍ إلى إحداث إصلاح سياسي داخلها والبُعد عن (البابوية) في التعامل مع أعضائها. السيد الجفري في حواره مع صحيفة “26 سبتمبر” لم يجامل أو يهادن السلطة، واعتبر الحديث الرسمي المتعلق باتهام البعض بالإساءة للديمقراطية وتهديد السلم الاجتماعي فيه قدراً من المبالغة، وطلب أن تظل نوافذ الحوار مفتوحة، استشهد الجفري بمقولة فخامة رئيس الجمهورية والقائلة إنّ الديمقراطية قد يكون بها مساوئ ولكن الأسوأ منها عدم وجود الديمقراطية.** وفيما يخص التمرد الحاصل في صعدة، أشار الجفري إلى عدم مشروعية رفع السلاح من قبل البعض ضد الدولة، مؤكداً أنّ معالجة آثار تمرد بعض مناطقصعدة هو الأهم، وأنّ الحسم العسكري من قبل الدولة والذي بات وشيكاً ليس نهاية المطاف، حيث طالب السلطة بدراسة أسباب هذا التمرد وإيجاد المعالجات التي تضمن عدم تكراره مستقبلاً حفاظاً على السلم الاجتماعي والسكينة العامة، وأشار إلى أنّه متيقن بأنّ الرئيس سيتدبر حلاً لهذه الأزمة وما يترتب عليها من آثار.وفيما يتعلق بنقد السلطة من قبل المعارضة، أكد السيد الجفري أنّه مع النقد البناء لممارسات السلطة السلبية، لكنه ضد (بذاءة الكلمة والنقد).. وأشار إلى أنّه طلب من المشترك أن (يبطلوا الصراخ) مع تسليمه بحقهم في الاستمرار في النقد بعيداً عن المبالغة في الحدة.. السيد الجفري أصاب كبد الحقيقة وكان واقعياً ورصيناً ولم يجامل السلطة ولا المعارضة.اعتبر السيد الجفري اليمن جوهرة في يد فحامين سلطة ومعارضة، وهو اعتراف صريح بعجز الفعاليات السياسية القائمة بتحويل هذه الجوهرة إلى ثقل اقتصادي في الداخل وتنمية وإلى دور فاعلٍ إقليمياً وعربياً ودولياً، وقال نحن اليمنيين (نستصغر أنفسنا) وهي إشارة في تقديرنا إلى الخطاب المتشنج للمعارضة، وهو الخطاب الذي يسخر من الوطن ويستعدي الخارج عليه، وينفر الاستثمار الخارجي من القدوم إلى الوطن، بل إنّه يحذره ويخيفه من الوجود في اليمن، ويقدّم للرأي حالات محدودة من إشكالية الاستثمار في الوطن، متجاهلاً النجاح الذي حققه ويحققه الاستثمار المحلي والخارجي في الوطن. أوضح السيد الجفري، أنّ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي للمرحلة القادمة به من القواسم المشتركة الكافية للبدء من مسيرة الإصلاح السياسي الاقتصادي الاجتماعي والثقافي.. وأوضح أنّ فخامة الرئيس قال كلاماً مهماً جداً في حملته الانتخابية في عدن، وما قاله بعد الانتخابات في اجتماعه بالمجالس المحلية المنتخبة في عدن، لحج، الضالع وأبين، حيث وصفه بالخطاب الهام جداً جداً، حيث أشار فخامة الرئيس إلى أنّ عام 2010م، هو عام الحكومات المحلية والصلاحيات كلها محلية ما عدا الصلاحيات الخاصة بالأمن القومي والسيادة.. وقال الجفري إنّ الإعلام الرسمي والمعارض كان نائماً ولم يدرك أهمية هذا الخطاب.. هذا الطرح من قبل السيد الجفري قلما وجدنا له مثيلاً في إعلام المشترك، فهذا الأخير لو قالت السلطة إنّ الشمس تشرق من الشرق لشكك في الأمر وخاطب البسطاء من الناس بأنّه خداع السلطة، لأنّ غالبية هؤلاء لا يعرفون جغرافية الاتجاهات الأربعة.