لفت انتباهي أعداد الأسماك النافقة على طول الشريط الساحلي لساحل أبين , فما أن يجزر البحر حتى يكشف امتداد الشاطئ الرملي عن أعداد هائلة من الأسماك التي ننضها مد البحر والمريب تنوعها , فمنها على سبيل المثال " سمك الدولفين " والحبار والخلخل والباغة " واللخم " بحسب التسميات المحلية المتعارف عليها .مثل هذا الموت الجماعي للأسماك هل هو ظاهرة طبيعية موسمية أم الأمر يتعلق بنوع من الملوثات التي تهدد تلك الأحياء في بيئتها الطبيعية ما ينذر بتناقص أنواع هذه الثروة التي شهدت خلال العقود المنصرمة اختفاء بعض الأنواع المألوفة للأسماك ونقص ملحوظ في أخرى ما يدعو بلادنا لرفع مستوى الوعي البيئي عند المواطنين وتقديم الحماية الكافية والضرورية التي تمنع أيادي العبث التي تطال مراعي وأماكن تكاثر ثروتنا البحرية ذات الأهمية الكبيرة والتي تعد من بين أهم الأغذية التي يعتمد عليها الإنسان , ناهيك عن الأعداد الكبيرة من السكان ممن يعتمدون على عائد البحر .فالوعي البيئي لدينا ليس بالمستوى المطلوب , كما لا يوجد اتجاه في التعليم تخدم وتعزز الوعي البيئي , الذي يسهم في المحافظة على ما لدينا من ثروة مائية , والمجال لا يقتصر على حماية أماكن تكاثر أنواع الأسماك بقدر ما يستدعي الأمر , تنظيف الشواطئ ومنع التلوث خصوصاً التلوث النفطي الأشد فتكاً بالأحياء المائية .فالبيئة البحرية لدينا لا زالت تحتفظ بخصائصها الطبيعية إلا أن امتداداتها الشاسعة تجعلها عرضة لأنواع القرصنة التي كثيراً ما يشكل خطراً على تلك الثروة المتنوعة ناهيك عما يشكل ذلك من ضرر على الصيادين التقليدين , وحبذا لو تأخذ بلادنا ببعض تجارب البلدان المجاورة في تنظيم العمل بمهنة الاصطياد وطرق حماية الثروة من الدخلاء , أو من السفن المرخصة التي غالباً ما تخالف ما هو متفق عليه أو تمارس احتيالات شتى , في محصلتها النهائية تمثل ضرراً على الثروة المائية , وتنتهك قوانين البيئة تحت مسمى العمل بتصريح .
|
آراء حرة
خير البحر
أخبار متعلقة