باتلرفيل / 14أكتوبر / سو بلمينج : يصلون للاجتماع بطائرة هليكوبتر عسكرية أمريكية ويقبلون بأدب أكوابا من الشاي ويتجادلون حول مشروع مياه مولته الولايات المتحدة لم يسر على ما يرام..هذه هي أفغانستان أو على الاقل محاكاة لمجتمع متداع في غابات انديانا لاعداد المئات من المتخصصين الزراعيين والمحامين والاقتصاديين وغيرهم من الخبراء المدنيين لارض الواقع.يمثل ارسال المزيد من المدنيين الامريكيين الى أفغانستان جزءا من مراجعة الرئيس الامريكي باراك أوباما للاستراتيجية في أفغانستان بينما يسعى لاحداث تحول جذري في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات وتحسين أداء حكومة كرزاي وفي الوقت ذاته كبح جماح ثقافة الفساد.وتهدف وزارة الخارجية الامريكية الى ارسال 974 مدنيا في أفغانستان بحلول نهاية العام بعد أن كان العدد 320 في يناير كانون الثاني لكن ما زال هذا عدد صغير لبلد تمزقه الحرب. وطلبت السفارة الامريكية في كابول 300 فرد اضافي على الاقل.وبالنسبة لكاثي جاندرمان التي تبلغ من العمر 57 عاما فان التوجه الى أفغانستان يمثل العمل في مجال تخصصها وتتمنى أن تساعد خبرتها في مجال الزراعة الممتدة عشرات السنين على تحسين المحاصيل في بلد تقول ان أطفالا كثيرين يموتون فيه بسبب أمراض متعلقة بالجوع.ونظرا لان جاندرمان نشأت في منطقة ابالاتشيا الفقيرة بالولايات المتحدة فانها تشعر بالتعاطف الشديد مع من يكافحون في أفغانستان.وقالت “يقيني تجاه هذا الامر أكثر من أي شيء آخر في حياتي.”وحضرت جاندرمان و35 آخرون الدورة التدريبية هذا الاسبوع في مركز موسكاتاتاك بمجمع العمليات.حول الحرس الوطني المركز السابق لعلاج الامراض العقلية الى الجنوب الشرقي من انديانابوليس الى مركز حضري وهمي في أفغانستان حيث يجرب الخبراء المدنيون أدوارهم التي سيقومون بها هناك ويتعلمون كيفية التعامل مع الجيش الامريكي في منطقة حرب.وفي غرفة اجتماعات بالية تم على الحائط تعليق صورة للرئيس الافغاني حامد كزراي الذي جرت مراسم تنصيبه لتولي فترة رئاسية جديدة يوم الخميس الماضي. ويجلس رجال يرتدون الملابس الافغانية على قطع أثاث لا تتناسق مع بعضها البعض ويتجادلون مع عمال الاغاثة بشأن مشروع سبب انقساما في المجتمع.والهدف من ذلك هو تهيئة جو يتسم بأكبر قدر ممكن من الواقعية. والرجل ذو الشارب الكبير الذي يقوم بدور حاكم اقليمي هو دبلوماسي أفغاني سابق أما الشخص الذي يقوم بدور قائد للشرطة كان يتولى هذه المهمة فعلا قبل ذلك.ويمثل الفساد موضوع التدريب الرئيسي.وفي أحد التدريبات يبلغ موظف صحة عامل التنمية الامريكي أن الدواء الذي أرسلته واشنطن لمحاربة الكوليرا يباع في السوق المحلية.وقال مايكل كيز وهو موظف في وزارة الخارجية عاد لتوه من اقليم غزنة في شرق أفغانستان ويساعد في التدريبات حاليا “سيواجهون تلك التدريبات الحية على أرض الواقع طول الوقت.”وأضاف أن من المهم أن يدركوا عددا من المسائل الثقافية.ومضى يقول “البشتون تقليديون للغاية على سبيل المثال. لديهم قوانينهم القبلية الخاصة.. مفاهيم مثل الثأر والشرف والاكتفاء الذاتي.”أغلب الحاضرين في الدورة التدريبية في الاربعينات والخمسينات من العمر وهم يؤدون وظائف حكومية أو في سن التقاعد. ويتطلع بعضهم للمغامرة في حين أن اخرين لديهم أهداف أكثر سموا.قال كيفين كوك الذي كان يعمل في بنك ان قرار التوجه الى أفغانستان حيث سيعمل في مشاريع زراعية كان قرارا صعبا لكنه يأمل أن تساعده هذه التجربة في الحصول على فرصة عمل في التدريس الجامعي عندما يعود للولايات المتحدة.وفي نبراسكا كان يتعامل مع قروض زراعية بصورة كبيرة وهي خبرة يعتقد أنها ستكون مفيدة في أفغانستان.وقال كوك وله ابن في مرحلة التعليم الثانوي وابنة ستتروج في ابريل نيسان “ لست مسافرا واضعا نظارة وردية. أنا أفهم حقيقة ما يحدث.”ويتركز أغلب التدريب في المركز حول التعاون بشكل وثيق مع الجيش فيما يعرف بالفرق الاقليمية لاعادة الاعمار وهي صيغة استخدمت أيضا في العراق.وقالت كريستين دانتون التي كانت تعمل مع عدد من المنظمات غير الحكومية في افريقيا ان التعرف على “بروتوكول” العمل الى جانب الجنود كان مفيدا.وسأل أحد العاملين في الوكالة الامريكية للتنمية الدولية جاك لو نائب وزيرة الخارجية الذي زار مركز التدريب يوم الخميس عما اذا كانت السفارة في كابول مستعدة لهم وكيف ستؤثر مراجعة أوباما لاستراتيجية أفغانستان والتي من المقرر اعلانها قريبا على دور المدنيين.وكان رد لو أنه لا يتوقع تغييرات كبرى على الجانب المدني لكن من الممكن نقل العاملين من مكان لآخر طبقا للمكان الذي ترسل اليه القوات الامريكية الاضافية.