سطور
الكتاب في اليمن يمر بمحنة حقيقية،هذا ما يؤكده معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في عدن الشهر الماضي،حقاً الكل شاهد معرضاً مليئاً بالكتب المتنوعة ذات الطباعة الأنيقة والأغلفة الجذابة،وفي مختلف المجالات العلمية والفكرية،وبعض الكتب التي تم إعادة طباعتها وإخراجها.إن القراءة السريعة لعناوين الكتب تعطى انطباعاً لا يحظى بأن حركة الطباعة والنشر في بلادنا أنشط من حركة التأليف محدود للغاية،وأحب أن أوكد هنا أن المؤلف اليمني أصبح اليوم يعيش حالة من الضجر مما جعله يحبس مؤلفاته مكتبه المنزلي،دون طرق أبواب المشرفين على الطباعة والنشر وأن الكاتب أصبح يفضل طبع الكتاب على نفقته الخاصة إذا سمحت له ظروفه المادية،غير أن معظم الكتاب والأدباء اليمنيين يعيشون في ضيق مادي لارتفاع الأسعار في المواد الغذائية وتدني المرتبات لذوي الدخل المحدود من الكتاب والأدباء.الأمر الذي يشير إلى حالة من الفقر والجذب جديرة بالبحث والعلاج السريع.ومع هذا فإن الإقبال على الكتاب والنهم الشديد لدى المواطن اليمني بهدف القراءة والاطلاع على كل جديد ومفيد وقد لاحظنا ازدحام في قاعة معرض الكتاب الدولي في منطقة خور مكسر بعدن بصفة دائمة خلال أيام المعارض.ونلاحظ أن معارض الكتاب تقام بشكل مستمر من قبل الهيئة العامة للكتاب بغير تردد ولا تقصير،والناشر اليمني متوفر برغم كل ما يقال عن الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي يمر بها الوطن،بل تمر به جميع دول العالم نتيجة الأحداث السياسية والأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم..ومع هذا فإن طباعة ونشر الكتاب مستمرة رغم الغلاء في سعر الورق.لأن القارئ اليمني ينتظر في كل وقت إخراج كتاب جديد يشبع فضوله الفكري،ولكن الشيء المؤسف أننا نفقد المؤلف اليمني الذي يضيف كل جديد من معلومات وإبداع.وعند هذه النقطة الهامة في نظرنا نضع علامة استفهام حول الأسباب التي أدت إلى عزوف الكتاب عن طرق أبواب الناشرين،أعرف عدداً من الكتاب اليمنيين الكبار قدموا أبداعتهم إلى الصحف والمجلات المحلية والعربية،ولم يقوموا بطباعتها حتى اليوم هناك مجلدات وكتب مخطوطة تتعرض للتلف ولكن تبقى هذه الكتب حبيسة في منازلهم،دون أن يطرق أبواب الناشرين..هذا ما يؤكد أن الكاتب اليمني يمر بمحنة حقيقية مما يدعونا إلى دق جرس الأنذار.إن الثقافة اليمنية تعاني من أزمة المبدعين،وإن المستقبل الثقافي في خطر،وسيدفع الجيل القادم ثمناً باهضاً.