لا الدستور ينفع ... ولا القوانين تردع .. لا الأغلبية البرلمانية لها جدوى ... ولا القضاء يحق له أن يكون له الكلمة الفصل فيما يختلف عليه أو حوله الناس مع اللقاء المشترك ... ولا المؤسسات الوطنية التي وُجدت بموجب الدستور والقانون مخوَّلة بأداء مهامها التي نصت عليها القوانين ...ولا الجماهير اليمنية مستأمنة على مستقبلها وإرادتها وممارسة حقوقها دون وصاية من دهاقنة الحناك السلبي... ولا المواطنين الذين تتضرر مصالحهم ويلحق بهم أذى الفوضى والعبث المشترك يحق لهم أن يصرخوا ويئنوا من آثار أعمال التخريب والإرهاب والجنون المشترك في كل ساحة وناد ...ولا أجهزة الأمن والشرطة معنية بحفظ الأمن والسكينة والنظام في حال جاء الخطر أو الإخلال من قبل طرف موصول بهذا المشترك ، الذي لوَّث أجواء الوطن بالهراء والزيف ، وأطلق العنان لنائحيه ومشعوذيه ومهرِّجيه وكهنته وحملة مباخر آفاقه السوداء يحملون إلى الوطن وأبنائه نُذر الخراب ومؤشرات الويل والثبور وعظائم الأمور ، ما لم يحظَ سادتهم وسدنتهم بما تسوِّل لهم نفوسهم الدنيئة من مطامع ونوازع ما أنزل الله بها من شريعة ، ولا وضع لها عباد الله - حتى يوم الناس هذا - من تشريع أو ناموس أو عُرف ...لم يدعوا لمتفائل صبور بصيص أمل في لحظة عافية تخرجهم من عاهة اللهاث الذي غدا أكثر من هواية وأثبت من سِمة لا يبدو أنهم قادرون على التخلُّص منها ... ولم يتركوا لأنفسهم أو لغيرهم من مرجعية يختصمون إليها مع غيرهم أو حتى مع ذواتهم بعد أن أفحشوا في الخصام الذي اختلقوه مع منافسيهم وأقرانهم ومع الناس والقوانين والمؤسسات والوطن ... ألآ إنها الفوضى ... وهؤلاء أهلها وربائبها وذووها ... منها جاؤوا ، وإليها يسيرون ، ويحاولون - ساءوا وساءت محاولاتهم - إن يحتطبون إلى سعيرها شعب ووطن ...( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ، قالوا إنما نحن مُصلحون، ألآ إنهم هم المفسدون .. ) صدق الله العظيم [c1]* كاتب وصحفي يمني [/c]
|
فكر
يريدونها فوضى
أخبار متعلقة