بيني و بينك
من المعروف أن كافة دول العالم تولي اهتمامها الكبير بالطفل وتحرص كثيراً على رعايته وتوفير كل متطلباته الحياتية من تربية وتعليم وثقافة وصحة وتغذية ومسرح ومتنزهات وملابس وألعاب وغيرها من الاحتياجات الضرورية للطفل وتضمن له الحصول عليها بسهولة وبأسعار زهيدة تدفعه إلى حب الوطن والحياة والعيش السعيد.. وتشجعه على النمو والإبداع منذ الصغر بدون أي تعقيدات تعكر صفو حياته.والحقيقة أن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يحرص على إيلاء الطفل اليمني جل اهتمامه ويوجه الحكومة دائماً بضرورة الاهتمام بالطفل اليمني ورعايته وتوفير كافة متطلباته في الحياة، ولكن نتيجة لتقاعس المسؤولين المختصين في الجهات المعنية بالطفل لم يعد يحظى أطفالنا بالاهتمام والرعاية المطلوبة، ما عدا في مجال التربية والتعليم حيث يذهب الطفل إلى المدرسة ويعود إلى أسرته في المنزل، فإذا ألم به المرض يتحمل والده العبء المالي لمعالجته وشراء الأدوية الباهظة القيمة في خضم غلاء الأسعار ليس للأدوية فحسب، بل شملت أيضاً مختلف احتياجات الأطفال الضرورية من مواد غذائية وفواكه وملابس وألعاب أطفال، ناهيك عن قلة وجود الحدائق والمتنزهات والمتنفسات لتتنزه فيها العائلات مع أطفالهم، فهي قليلة جداً جداً، ويكلف دخولها مبالغ كبيرة تجعل الأسر الفقيرة عاجزة عن إسعاد أطفالهم بالتنزه في هذه الحدائق.ولذا نناشد الحكومة بضرورة إيلاء أطفالنا فلذات أكبادنا كل الرعاية والاهتمام ليس بالكلام والتصريحات الإعلامية بل على أرض الواقع المعاش من خلال إلزام الجهات المختصة بالعمل على توفير كافة احتياجات الطفل المذكورة آنفاً والمعمول بها في الدول العربية وغيرها، وذلك بأسعار زهيدة مناسبة للفقراء والتي تضمن فعلاً إسعاد أطفالنا، وليس كما هو حاصل الآن فقد تم مؤخراً إصدار قرار بزيادة أسعار غذاء وملابس وألعاب الأطفال المستوردة من الخارج وهو ما يتطلب من الحكومة إعادة النظر في قرارها رأفة بأطفالنا الفقراء.وأملنا كبير في الحكومة أيضاً إلى جانب استثناء حاجيات الطفل المستوردة من الرسوم الجمركية الباهظة وتخفيضها 50 % أن تلزم الوزارات المختصة بالطفل اليمني بالعمل بجدية وإخلاص على إقامة مسرح للأطفال والاهتمام بثقافة الطفل عبر إصدار مجلات وكتب خاصة بالطفل وبيعها بسعر زهيد، وكذا إقامة مهرجانات ومسابقات وغيرها من الأنشطة والفعاليات الهادفة توعية وتنوير وتثقيف الطفل، وإنشاء حدائق ومتنزهات مجانية يمرحون فيها، وكذا بالنسبة لتخفيض العلاج والدواء لهم.فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا.. وهم الخير والبركة والمطلوب أن تمنحهم الحكومة حبها وعطفها الكبير وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية لبضائع الأطفال المستوردة وتشديد الرقابة على بائعيها، وبهذا سيبارك الله أجر الحكومة وينعم على ميزانيتها بالخير الوفير من مصادر أخرى، بدلاً من اعتمادها على جمارك متطلبات الأطفال الضرورية.وندعو الله أن يوفقنا والحكومة إلى ما فيه خير ونماء أطفالنا فلذات أكبادنا.