اجتماع الدورة الثالثة للمجلس اليمني الأعلى في صنعاء عام 1984م
في إطار الجهود الأخوية التي بذلتها قيادتا الشطرين تجاه قضية اليمن الأولى والمتمثلة في إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني أرضاً وشعباً.. عقد المجلس اليمني الأعلى دورته الثالثة في صنعاء العاصمة التاريخية لليمن الموحد وذلك في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 1984م برئاسة الأخوين العقيد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وعلي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء.وفي جو ساده الشعور بالمسؤولية الوطنية، اطلع المجلس على التقرير المقدم إليه من سكرتاريته، والذي تضمن ما أنجزته اللجان المشتركة منذ انعقاد الدورة الثانية للمجلس اليمني الأعلى وما تحقق في مختلف المجالات التي تم التنسيق فيها سواء من خلال نتائج أعمال اللجان أو من خلال نتائج اللقاءات والزيارات الأخوية المتبادلة التي تمت بين المسؤولين في الوزارات والأجهزة والمؤسسات الرسمية والشعبية في الشطرين، تلك النتائج التي أبرزت تطور العمل الوحدوي وخطوات التنسيق بين شطري الوطن في عدد من المجالات الاقتصادية والزراعية والتربوية والصحية والاجتماعية وغيرها انعكاساً للقاءات الأخوية على مستوى المجلس اليمني واللجنة الوزارية المشتركة، الأمر الذي يعبر تعبيراً صادقاً وامنياً عن حرص قيادتي شطري الوطن على مواصلة السير بعزم وثبات على طريق إعادة وحدة الوطن بالطرق السليمة والديمقراطية وحتى يتحقق بذلك إنجاز من إنجازات ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر.وقد عبر المجلس عن رضاه للخطوات التي أنجزت خاصة ما يتعلق منها بقطاع التنمية والتجارة والصناعة والزراعة والتنسيق لتبادل منتجات الشطرين والإعداد لمشاريع زراعية وسمكية ومشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في الشطرين والمشروع اليمني المشترك للموارد الطبيعية الذي سيبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى منه، في بداية العام القادم وكذلك مشاريع إنشاء محطات الرصد الزلزالي ومشروع المعهد الفندقي.كما عبر المجلس عن ارتياحه للخطوات التي أنجزت في قطاع التربية والتعليم على طريق توحيد المنهج المدرسي، ويؤكد المجلس أهمية مواصلة اللجنة المختصة مهمتها في هذا الشأن.وعند استعراض المجلس لمجالات التنسيق المقترح أكد أهمية التنسيق في مجالات الطرق والمواصلات السلكية واللاسلكية في الشطرين لمزيد من تسهيل الاتصالات بين المواطنين اليمنيين وكذلك دراسة إمكانية إنشاء صندوق يمني يختص بالمساهمة في تمويل المشاريع اليمنية المشتركة.كما أكد المجلس عند استعراضه لنتائج أعمال لجان الوحدة أهمية استكمال اللجان لأعمالها وتم في هذا الصدد تسمية أعضاء اللجنة المشتركة الخاصة بالتنظيم السياسي الموحد.وانطلاقاً من التنسيق بين الشطرين في السياسة الخارجية فقد استعرض المجلس تطورات الأوضاع العربية والدولية وأكد أهمية الحرص على التضامن العربي وتوحيد الجهود والإمكانيات وتسخيرها لخدمة قضاياه وان يكون للإجماع العربي دوره والتزامه لمواجهة المؤامرات التي يحيكها الأعداء.وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد المجلس ضرورة الحفاظ على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأهمية بذل الجهود والمساعي في هذا الاتجاه استمراراً لموقف الشطرين المبدئية والثابتة في دعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل استرجاع كافة حقوقه بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية.وعند استعراض الوضع في لبنان حيا المجلس الشعب اللبناني على صموده في وجه العدو الإسرائيلي، وأكد من جديد أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية حفاظاً على الكيان اللبناني وعلى سيادته وعروبته واستقراره وعبر عن إدانته لاستمرار الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان ودعا إلى ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الصهيونية من كل الأراضي اللبنانية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ودون شروط.وحول الحرب العراقية - الإيرانية عبر المجلس عن أسفه البالغ لاستمرارها ودعا إلى ضرورة الإسراع في إنهاء هذه الحرب التي عطلت الكثير من الإمكانيات والقدرات للشعبين الجارين المسلمين العراقي والإيراني واللجوء إلى حل الخلافات بالوسائل والطرق السلمية.وباستعراض المجلس للتطورات التي شهدتها مياه البحر الأحمر ومحاولة تقويض الملاحة الدولية فيه للخطر من خلال زرع الألغام، أكد المجلس موقف اليمن تجاه تلك التطورات وأهمية الوقوف بحزم تجاه تلك الأعمال وأكد ضرورة الحفاظ على منطقة البحر الأحمر منطقة سلام وخالية من القواعد العسكرية الأجنبية وبعيدة عن التنافس والصراع الدوليين.وحول الوضع في القرن الأفريقي أكد المجلس ان مسألة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة هي مسؤولية دولها، كما أكد ان تسوية الخلافات فيها يجب ان تكون بالطرق السلمية.وأعرب المجلس عن تمسكه بسياسة عدم الانحياز ومساندته للجهود التي تبذل في سبيل تقوية حركة عدم الانحياز وشمول دورها في كافة المجالات الدولية خاصة في ميدان الحفاظ على السلام الدولي وتخفيف حدة التوتر التي تعيشها العلاقات الدولية والحد من التسابق في التسلح النووي وفي إقامة نظام دولي اقتصادي عادل ومنصف يفي بحماية حق الشعوب في استثمار مواردها والاستفادة من خيراتها ويهيئ لها سبل امتلاك التكنولوجيا الحديثة وتحقيق التبادل الحر المتكافئ.كما أكد أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي والدور الذي يجب ان تلعبه لتحقيق مسؤولياتها في مختلف المجالات التي أنشئت من اجلها.. هذا وقد ثمن جانب الشطر الجنوبي من الوطن برئاسة الرئيس علي ناصر محمد الانجازات والمكاسب التنموية العظيمة التي تحققت في مختلف المجالات في الشطر الشمالي من الوطن والتي تعتبر مكسباً وطنياً لجماهير شعبنا في الشطرين، كما عبر عن تقديره لنتائج زيارة أخيه الرئيس علي عبدالله صالح لاتحاد الجمهوريات السوفييتية، كما ثمن جانب الشطر الشمالي من الوطن برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح الخطوات والانجازات التنموية التي تحققت في الشطر الجنوبي من الوطن والتي تعتبر كذلك مكسباً وطنياً لجماهير شعبنا في الشطرين.وقد أعرب المجلس في ختام أعمال دورته الثالثة عن ارتياحه لما تحقق بين دورتي المجلس من انجازات على صعيد إعادة وحدة شطري الوطن والنتائج الايجابية التي تمخضت عنها اللقاءات الأخوية الثنائية بين المسؤولين في الشطرين أثناء انعقاد هذه الدورة، مؤكداً استمرار بذل الجهود المشتركة في سبيل تحقيق إعادة الوحدة هدف الجماهير اليمنية المناضلة وباعتبارها مصدر تطوره ونمائه واستقراره.كما عبر المجلس عن شكره للجنة الوزارية ولسكرتارية المجلس ولكل لجان الوحدة لما قامت به من جهود منذ انعقاد الدورة الثانية للمجلس اليمني وفي متابعتها لمختلف جوانب التنسيق والتعاون بين شطري الوطن، وحث جميع اللجان على أهمية الاستمرار في زيادة فعالياتها ونشاطاتها خدمة للأهداف المرجوة.