· ثمة أسئلة تطرحها الفطرة في الأذهان ، عن الفائدة المثلى من تعدد أذانات الفجر في « السنة المزعومة » إن جاز صيغة الجمع “ للأذان “ أو صح التعبير “ المزعوم “ بعدها “!” .وفي السنة الشريفة على صاحبها ـ أفضل الصلاة والسلام ـ أنه قال في “ شأن فجر رمضان “ .. ( إن بلالاً يؤذن بغلس .. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فامسكوا ..) ومعناه أن أذان بلال دليل على بقاء فسحة السحور وقرب نهايتها ، وأن أذان ابن أم مكتوم دليل على انتهاء الفسحة ودخول وقت حظر الطعام والشرب والرفث والمسمى شرعاً بالصوم ..إلاَّ أن الأذان الثاني هذا قد انسحب إلى الدهر كله فأصبح على مدار العام كسنة ثابتة .. ومع أن الأدلة فيه كأدلة قنوت الفجر في الكلام عليها والتضارب والابهام .. إلاَّ أن العقل لابد أن يتدخل في حسم موضوع كهذا .. سيما وان المخاطب بالموضوع هو الإنسان والمنوط به ذلك التكليف هو الإنسان .. والعقل هو فارق التمييز الأساسي بين الإنسان وغيره من المخلوقات بل وعلى صعيد الإنسان نفسه إذ لا تكليف على المجنون والمعتوه والنائم !! فهل يا ترى يسمع كل منا أذانين للفجر ؟ كلا وربِّ الكعبة بل نسمع أذانات عدة بحيث أصبح عددها يشكل بدعة مرفوضة صحت الأحاديث بذمّها ولعن فاعليها !! .وبحكم اختلاف تفكير البشر أصبح حتماً أن يختلفوا في الزمن الفاصل بين الأذانين .. فمنهم من يجعلها ساعة ! ومنهم نصف ساعة ! ومنهم عشرين دقيقة ! ومنهم ربع ساعة !! وقليل منهم عشر دقائق !!ثم بعد هذا الاضطراب المبين ، ألست معي ـ عزيزي القارئ الكريم ـ أن من سمع الأذان للمرة الثانية شرع له الإمساك والصلاة !! مع أن هذه المرة الثانية وحتى العاشرة قد تكون الأذان الأول لمن ذهب بفارق عشر دقائق بين الأذانين !! وبهذا يصبح الدين عرضة للعب وتصبح الفريضة عرضة لبهذلة البشر لها مما يجعل من تدخل الحاكم ضرورة وواجباً لا يفلت من السؤال عنه بين يدي الله إذا بعث الناس !! .
إلى العابثين بـأذان الفجر!!
أخبار متعلقة