قصة قصيرة
[c1]نجية يوسف[/c]منذ مدة طويلة ، لم تعد تذكر حصى أيامها ، يرقد هاتفها المحمول وقد توقف في رناته النبض ، لقد أخرست عن عمد فيه القدرة على الصياح ، أو التجرؤ لحظة على إيقاظها من سبات فرضته على شعورها ، ومع ذلك فهي في كل لحظة تمسك به ، تتأمل شاشته ، وكأنها تستصرخ المجهول أن تتراكض ذبذبات رناته إليها .كانت الساعة السادسة صباحا حين تثاقل صحوها ، ولا بد منه فهي لم تصلِّ الفجر بعد ، نهضت للوضوء ، لبست ملابس الصلاة ، وفجأة تذكرت أنها لم تتفقد الراقد إلى جوارها بصمت .ذهبت إليه وكأن شيئا تتوقعه يدعوها بقوة إليه .نعم ، لم يكن شيئا واحدا ، كانا اثنين ، مكالمة فائتة ، ورسالة .لم تحو الرسالة سوى كلمة واحدة ترجمت مكالمته الفائتة (أفتقدك ) .أغمضت عينيها وغيمة منهما سقطت على شاشة هاتفها حجبت الحروف عن رؤيتها .وعاد الصمت يلتهم ما تبقى من فصول قصتها معه ، بعد أن التهم جمر كلماته في آخر لقاء بينهما بساط الصبر الذي فرشته تحت أقدام نزقه ،كانت كلمات من جحيم .أعادت الجهاز إلى مرقده ، وأقامت الصلاة .