رئيس الوزراء البريطاني
لندن /14اكتوبر/ رويترز :أكد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس الأربعاء إن حكومته لم تضغط على اسكتلندا من أجل الافراج المبكر عن مفجر لوكربي لتحسين العلاقات التجارية بين بريطانيا وليبيا. وكان عبد الباسط المقرحي الذي يشرف على الموت بسبب مرضه بسرطان البروستاتا نقل إلى ليبيا في الشهر الماضي. وأغضب الافراج عن المقرحي الحكومة الأمريكية والكثير من أقارب الضحايا وتسبب في اتهامات بأن بريطانيا ضغطت على الحكومة الاسكتلندية لإطلاق سراحه لمساعدة الشركات البريطانية في تأمين صفقات تجارية مع ليبيا. واوضح براون أنه أوضح للزعيم الليبي معمر القذافي إن قرار الافراج عن المقرحي هو شأن الحكومة الاسكتلندية. واسكتلندا لها نظامها القضائي الخاص بها وتضع سياستها بنفسها. وأضاف براون في قمة للتوظيف في برمنجهام بوسط انجلترا “من جانبنا لم تكن هناك أي مؤامرة أو تغطية أو خداع أو اتفاق نفطي أو محاولة لتوجيه الوزراء الاسكتلنديين أو تأكيدات من جانبي بصفة شخصية للعقيد (معمر) القذافي.” والمقرحي هو الشخص الوحيد الذي أدين في تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة بان امريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية ما أسفر عن مقتل 270 شخصا عام 1988. وأفرجت عنه اسكتلندا لأسباب انسانية الشهر الماضي. وتعرضت الحكومة الاسكتلندية لانتقادات بسبب قرارها السماح للمقرحي بالعودة الى ليبيا وخسرت تصويتا في البرلمان الاسكتلندي بواقع 73 صوتا مقابل 50 . لكن هذه الهزيمة لن تسقط الحكومة. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إن بريطانيا أبلغت ليبيا انها لا تريد لعبد الباسط المقرحي أن يموت في السجن ولكنه نفى ممارسة ضغوط على الحكومة الاسكتلندية. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية “لم نرد له أن يموت في السجن. لا لم نكن نسعى لوفاته في السجن... قلنا في جميع المراحل إن الأمر يرجع للحكومة الاسكتلندية.” وأظهرت وثائق نشرتها الحكومة الاسكتلندية أن مسؤولين ليبيين حذروا لندن من أن وفاة المقرحي في سجن اسكتلندي ستكون لها “آثار كارثية على العلاقات بين ليبيا وبريطانيا.” وتعمل شركات بريطانية في التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا منذ رفع عقوبات الامم المتحدة في عام 2003 . وقال محام امريكي يمثل عائلات الضحايا انه سيقيم دعوى بموجب قانون حرية المعلومات الامريكي في محاولة لاجبار الحكومة الامريكية على الافراج عن وثائق بشأن أي اتفاقات أو محادثات مع بريطانيا تتعلق بقضية لوكربي. وقال المحامي مارك زيد لهيئة الاذاعة البريطانية “سوف أطلب من الحكومتين بدء الإفراج عن ملفات التحقيق الرئيسية لتقديم أدلة على الدور الذي لعبه المقرحي وأي شخص له علاقة بالتفجير.” وقال زعيم المعارضة البريطاني ديفيد كاميرون الذي يتقدم في نتائج استطلاعات الرأي قبل أقل من عام من إجراء الانتخابات إنه لم يكن ينبغي الافراج عن المقرحي. واتهم الحكومة البريطانية “بسوء تقدير كارثي” وطالب بإجراء استقصاء للحقائق المحيطة بالإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية. وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية “نحن الآن في موقف مشين إذ أغضبت الحكومة أحد أهم حلفائنا... إنهم (الحكومة) متهمون بالخداع إذ يقولون شيئا لليبيين وشيئا آخر للأمريكيين.” وأدان براون الاستقبال الحافل الذي لقيه المقرحي لدى عودته إلى طرابلس ولكنه لم يقل ما إذا كان يتفق مع قرار الإفراج عنه أم لا. وعرضت صور عودة المقرحي إلى طرابلس على شاشة عملاقة في العاصمة الليبية ليل أمس الأول الثلاثاء خلال الاحتفالات بالذكرى الأربعين لثورة 1969 التي قادها الزعيم الليبي معمر القذافي. ولم تتوفر تفاصيل اخرى بشأن حالة المقرحي. وقال متحدث باسم مركز طرابلس الطبي وهو المستشفى بالعاصمة الليبية الذي يتلقى فيه المقرحي العلاج منذ عدة أيام ان المقرحي مريض للغاية بدرجة لا تمكنه من التحدث الى الصحفيين. وقال عمر السنوسي رئيس القسم الصحفي بالمستشفى انه بسبب العلاج الذي يتلقاه فان جهاز المناعة ضعيف للغاية ولا يمكنه التحدث إلى أي شخص.