لا أحد منا يستطيع أن ينكر وجود أخطاء وأخطاء كبيرة جداً جداً رافقت مسيرة سنوات الوحدة التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م وخاصة بعد حرب 1994م .ولا أحد منا يستطيع أن ينكر بأن توجيهات القيادة السياسية التي صدرت بعد 1994م بشأن معالجة كثير من القضايا وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية كانت وما زالت تصطدم بقوة المتنفذين من عسكريين وقبليين ومدنيين ممن استفادوا من حرب 1994م وجعلوا المحافظات الجنوبية والشرقية مصدر غنائم لهم ليمارسوا كل صنوف العمل المسيء للوحدة .. ما أوصل الناس في المحافظات الجنوبية والشرقية إلى ما هو عليه الآن من احتقان وتحميل الوحدة أخطاء وممارسات هؤلاء المتنفذين.وحتى لا يعالج الخطأ بالخطأ ونحمل الوحدة أخطاء الغير ونعود إلى مربع ما قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر ونحمل الوطن والشعب أعباء ومشاكل التفتت والتقسيم والتمزق .. المطلوب من كل العقلاء وأصحاب القرار والمخلصين للوطن بأكمله شمالاً وجنوباً سلطة ومعارضة وحراكاً الجلوس على طاولة واحدة وتحت سقف الوحدة التي سقط من أجلها آلاف الشهداء، للتحاور والبحث عن معالجات ناجعة لهذه المشاكل تجنب الوطن ويلات الاقتتال والتمزق والتشرذم .أما المكابرة وعدم الاعتراف بالأخطاء والسعي إلى تبني المشاريع الصغيرة التي ستؤدي إلى تفتيت البلاد وتقضي على ما تحقق من هامش ديمقراطي فيها والذي يسعى البعض إلى تكفيره ومحاربته كونه بدعة مستوردة من الخارج حسب قولهم في اشرطتهم وفتاواهم فإنها ستؤدي بالبلاد إلى التفريط بالوحدة التي ارتبطت بالديمقراطية ولا يمكن أن نحميها بدون الديمقراطية .. لأن أي هجوم على الديمقراطية أو تكفيرها سيؤدى إلى كارثة كبيرة وإلى مجازر وفرز ليس بالبطاقة الشخصية كما حدث سابقاً وإنما بما ما هو أسوأ من ذلك.لذا فإن وجود هذه الممارسات والأخطاء لا يجب أن تعالج بالتخلي عن الثوابت الوطنية أو الدعوة إلى تفتيت وتمزيق الوطن، وإنما بالمزيد من التلاحم والالتفاف والحوار الجاد المباشر وتصويب الأخطاء ومحاسبة المتنفذين الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع المأزوم.ويقول المثل الشعبي “إن آخر العلاج الكي” .. فهل نفعل؟!
الوحدة .. بين العلاج بالكي .. واستمرار الاحتقان
أخبار متعلقة