غزة / 14 أكتوبر / رويترز:دخلت القوات الإسرائيلية أمس الأحد أكثر مناطق قطاع غزة تكدسا بالسكان وقتلت 14 ناشطاً فلسطينيا على الأقل و12 مدنيا في تصعيد للقتال وفي تحد للنداءات الدولية بوقف إطلاق النار.وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس) إن الحركة لن تفكر في هدنة إلا بعد أن تنهي إسرائيل هجومها العسكري المستمر منذ 16 يوما وترفع الحصار عن قطاع غزة. وأجرى وفد من حماس محادثات في القاهرة بشأن خطة مصرية للهدنة.ووصفت إسرائيل قرارا لمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان أن حماس لن تتمكن من إعادة تسليح نفسها من خلال أنفاق التهريب تحت الحدود مع مصر.ومن المقرر أن يزور مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية مصر اليوم الاثنين سعيا لاتخاذ إجراءات أشد لمكافحة عمليات التهريب.وبدعم من الطائرات الهليكوبتر دخلت القوات والدبابات الإسرائيلية أجزاء بشرق وجنوب مدينة غزة لتواجه نشطاء من حماس أطلقوا صواريخ مضادة للمدرعات وقذائف مورتر.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت لمجلس وزرائه «تقترب إسرائيل من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها» متحدثا عن رغبة في « تغيير الوضع الأمني في الجنوب» في إشارة إلى خطر الصواريخ التي تطلقها حماس.
وإجمالا استشهد 868 فلسطينيا كثيرون منهم مدنيون إضافة إلى 13 إسرائيليا بينهم ثلاثة مدنيين منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانوا الأول الماضي.وقال عاملون بالمجال الطبي إن اقتتالا جديدا بالشوارع أسفر عن مقتل عشرة مسلحين. وقتل ثلاثة نشطاء آخرون في هجمات جوية إسرائيلية.وقال شهود عيان إن قذائف الدبابات الإسرائيلية في بيت لاهيا بشمال شرق قطاع غزة تسببت في مقتل خمس نساء ورجل كانوا قد عادوا لديارهم التي خلت من سكانها للاستحمام كما قتلت امرأة في النصيرات بوسط القطاع.وذكر عاملون بالمجال الطبي أن أربعة من أسرة واحدة وعضوا بقوة شرطة حماس قتلوا في هجوم جوي على منزل شمالي غزة كما استشهد مدني آخر خارج بلدة خان يونس بجنوب القطاع.وذكر شهود عيان أن القصف الإسرائيلي لقريتين بجنوب غزة أدى إلى استشهاد امرأة واشتعال النار في 15 منزلا. وقالوا إن نحو 50 شخصا يعانون من حروق واختناقات بعد استنشاق الغاز.وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مسجدا يستخدم في تخزين السلاح كما هاجم عشر مجموعات من المسلحين وثلاثة مواقع لإطلاق الصواريخ ومنزل أحد القادة العسكريين لحماس.ورغم تراجع الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود قالت الشرطة إن صاروخين سقطا يوم أمس الأحد على مدينة بئر السبع على بعد 42 كيلومترا من الحدود. وسبب الصاروخان بعض الأضرار المادية لكن لم يسقط قتلى أو جرحى.وانعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي لإجراء مناقشة من المتوقع أن تشمل «مرحلة ثالثة» ممكنة للهجوم الذي سيقتحم فيه الجيش مناطق حضرية في غزة.وخلال تصريحات مذاعة لم يحدد أولمرت إطارا زمنيا لعمليات غزة مكتفيا بقول إن إسرائيل «يجب ألا تفقد في اللحظة الأخيرة ما تحقق من خلال جهد وطني لم يسبق له مثيل.»وعلى الرغم من قول القادة الإسرائيليين انه تجري إبادة كتائب بأكملها من حماس قال مشعل المقيم في دمشق إن القوات الإسرائيلية لم تحقق شيئا وتحدث عن مواصلة إطلاق الصواريخ.وأثارت العمليات الإسرائيلية إدانة من الصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة والحكومات العربية والأوروبية.وناشدت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان والتي يقع مقرها في نيويورك إسرائيل وقف استخدام ذخائر الفسفور الأبيض في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بقطاع غزة قائلة إنها يمكن أن تسبب حروقا بالغة للسكان وتشعل النيران في بنايات وحقول.وقالت المنظمة إن الفسفور الأبيض يستخدم على الأرجح لتكوين سحابات من الدخان ووصفت هذا بأنه «استخدام مسموح به من حيث المبدأ وفقا للقانون الدولي». لكنها أشارت أيضا إلى صور نشرتها وسائل الإعلام لمقذوفات تحتوي على الفسفور الأبيض وهي تنفجر في الجو قائلة إنها يمكن أن تنشر أبخرة قابلة للاشتعال فوق منطقة قطرها بين 125 و250 مترا حسب الارتفاع الذي يحدث عنده الانفجار.وقالت إسرائيل إنها لا تستخدم سوى الأسلحة التي يسمح بها القانون الدولي واتهمت حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا عن يواف جالانت القائد العسكري المشرف على هجوم غزة قوله إنه يريد موافقة من الحكومة على الاستيلاء على أجزاء من القطاع.ونسبت إليه الصحيفة قوله «إذا لم نفعل هذا فستفوتنا فرصة تاريخية.»ونقل عن جالانت قوله أيضا إن إنهاء الهجوم الآن سيتمخض عن هدوء يستمر «لسنوات» على حدود غزة لكنه قال إن حركة حماس ستستأنف حشدها العسكري وستحصل على صواريخ يمكنها الوصول إلى تل أبيب.