القارىء الكريم ،في حديثنا السابق عن الحج نجد ان سيدنا ابراهيم ( عليه السلام )حرم مكة وقيل انها محرمة منذ خلقت مع الارض وهذا اظهر بل انها محرمة قبل ان يخلق الله السموات والارض وذلك طبقاً لاحاديث واردة منها قوله (صلى الله عليه وسلم ) ان هذا البلد حرمة الله يوم خلق السموات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامه وانه لم يحل القتال به لاحد قبلى ولم يحل لي الاساعة كن نهار فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة لايعضد شوكة ولاينفد صبرة ولايلتقط لقطته الامن عرفها ولايختلي خلالها .. فقال العباس يارسول الله الا الاذخر لقبنهم ولبيوتهم فقال : إلا الإذخر».. وهكذا جاء في خطبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قوله : ان مكة حرمها الله ،ويحرمها الناس ،فلايحل الامرىء يؤمن بالله ،واليوم الآخر ان يسفك بها دما ،ولا يعضربها شجرة ،فإن احد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا:إن الله اذن لرسوله ،ولم يأذن لكم وانما اذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم لحرمتها بالامس ،فليبلغ الشاهد الغائب من قبل ان الله وضع البيت على اركان الماء على اربعة اركان قبل ان تخلق الدنيا بالف عام ،ثم وحيت الارض من تحت البيت،وهكذا كان لدعوة ابراهيم اثرها الكبير في استجابة ربه لها بان بعث في هذه البلدة خاتم الانبياءوالمرسلين تشريفا وتعظيما وتمجيدا لها فكان بشرى سيدنا عيسى (علية السلام) ورؤية مريم (عليها السلام) ورؤية السيدة آمنة انها رأت نوراًخرج منها اضاء له قصور الشام.كما ان الله سبحانة قد بارك هذا البلد المقدس وجعلة آمنا مستقراً ،ورواق اهله بالخيرات الوفيرة الواسعة وان من جاد الله وعصاه فان له بالمرصاد متاعة قليل ومرجعة اليه سبحانة فينبئهم بما عملوا انه عليم بذات الصدور .. وجاء في حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قوله : « لا أحد أصبر على اذى سمعة من الله انهم يجعلون له ولده وهو يرزقهم ويعافيهم » ويروي عن سعيد بن جبير (رضي الله عنه) قال: اول ما اتخذ النساء المنطق من قبل ام اسماعيل وهي ترضعة حتى وضعها عند البيت دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد وليس بمكة يومئذً احد وليس بها ما فوضعهما هناك ،ووضع عندها جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ،ثم قفى إبراهيم منطلق،فتبعته ام اسماعيل فقالت : يا إبراهيم اين تذهب ،وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انيس ولاشيء فقالت له ذلك مرارا،وجعل لايلتفت اليها ،فقالت : الله امرك قال :نعم .. قالت : إذن لايضيعنا ،ثم رجعت فانطل ابراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لايرونه استقبل بوجهة البيت ثم دعاء بهذه الدعوات رافعاً يدية الى السماء ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من التمرات لعلهم يشكرون وجعلت ام اسماعيل ترضع طفلها وتشرب من ذلك الماء حتى إذا مافي السقاء عطشت وعطش ابنها جعلت تنظر اليه يتلوى ، فانطلقت كراهية ان تنظر ليه ،فوجدت الصفا اقرب جب في الارض يليها فقامت ليه صم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احد فلم تر احد ،فهبطت من الصفاحتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها سبع مرات قال ابن عباس قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فلذلك سعي الناس بينهما ،وجعل هذا السعي ركنا من اركان الحج اقتداء بهذه السيدة الكريمة ،المتضرعة النائحة الساعية بين الصفا والمروة لعل الله يفرج هذا الهم عنها،وينقذ حياتها وابنها عند ذلك جاء الفرج الإلهي بالخير العميم والرزق الوفير..
|
مقالات
من الجمعة إلى الجمعة
أخبار متعلقة