في الدورة التدريبية لخطباء المساجد بأمانة العاصمة حول قضايا الصحة الإنجابية
متابعة/ بشير الحزمي :تختتم اليوم بالعاصمة صنعاء فعاليات الدورة التدريبية لخطباء المساجد في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة التي أقامتها على مدى أربعة أيام في الفترة من 11 ـ 14 ديسمبر الجاري جمعية رعاية الأسرة اليمنية بتمويل من مؤسسة (يمان) للتنمية الصحية والاجتماعية بمشاركة (30) خطيباً ومرشداً وواعظاً دينياً من أمانة العاصمة. (14 أكتوبر) التقت على هامش الدورة بعدد من القائمين عليها والمشاركين فيها واستمعت إلى آرائهم عن أهمية عقد هذه الدورة ودور الخطباء والمرشدين في رفع الوعي في المجتمع حول قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.. فإلى التفاصيل:الأخت/ أفراح القرشي ـ مديرة إدارة الاتصال والمناصرة بجمعية رعاية الأسرة اليمنية قالت: إن الدورة واحدة من مجموعة دورات تدريبية مشابهة سيتم اقامتها من قبل جمعية رعاية الأسرة اليمنية بتمويل من مؤسسة (يمان) للتنمية الصحية والاجتماعية في عدة محافظات بهدف تزويد المشاركين بالمفاهيم العامة عن الصحة الإنجابية مع التركيز على مكون تنظيم الأسرة وأثره على وفيات الأمهات، وتصحيح (معالجة) بعض المفاهيم الخاطئة حول المباعدة بين الولادات وتنظيم الأسرة، وإيضاح الصورة الصحيحة والفوائد من تنظيم الأسرة، وتزويد المشاركين بالأرقام والإحصائيات مثل (الخصوبة) الزيادة السكانية وغيرها، ومناقشة المفاهيم حول تنظيم الأسرة في الأدب الشعبي، وتوضيح أهمية دور الخطباء والمرشدين في رفع مستوى الوعي بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.ونتوقع من هذه الورش الخروج بإعداد رسائل رئيسية حول المباعدة بين الولادات وتنظيم الأسرة، وخطب نموذجية للجمعية، وخواطر دعوية، ودروس مسجدية وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لدى المجتمع.[c1]التوعية من منظور ديني[/c]من جانبه يقول الأخ/ إبراهيم الحرازي ـ مدير تغيير السلوك بمؤسسة (يمان) للتنمية الصحية والاجتماعية: لقد قامت مؤسسة (يمان) بالعديد من الابحاث وقد ظهر فيها أن هناك رفضاً لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة خاصة عند الرجال بناءً على منظور ديني، ولذلك قامت المؤسسة بتصميم عدد من الأنشطة أهمها تدريب القادة الدينيين والخطباء والمرشدين وتعريفهم بوسائل تنظيم الأسرة وأهميتها بحيث يقومون بنقلها للناس في المجتمعات المحيطة ما يزيد من نسبة الوعي الديني بوسائل تنظيم الأسرة وقد يكون الوعي بالوسائل موجود عند الناس لكن الرفض الديني لايزال موجوداً وخطباء المساجد لن يقتصر نشاطنا على تدريبهم فقط ولكن بعد الدورة سيكون لهم أنشطة وجلسات تثقيف وخطب جمعة في مناطقهم لتوعية المجتمع بوسائل تنظيم الأسرة من منظور ديني، وهذه الورشة هي إحدى خمس ورش عمل ستقام في محافظات (تعز، إب، لحج والحديدة) خلال الفترة القليلة القادمة، وبعد ذلك سيقوم الخطباء بعمل أكثر من ألف جلسة دينية ومحاضرة في مناطقهم كمخرجات لهذه الورش.وأضاف الحرازي أن شراكتنا مع جمعية رعاية الأسرة اليمنية قديمة جداً ونحن نعتبرهم أهم الشركاء المنفذين لأن لهم وجوداً في كافة المحافظات ويتوفر طاقم تدريبي ممتاز جداً لديهم وهو مدرب ومؤهل ولقدرتهم أيضاً على المتابعة بعد الأنشطة.[c1]دور ريادي[/c]أما الأخ/ جميل علي محسن النويرة ـ خطيب وصحفي مشارك في الدورة فقد تحدث وقال: الخطباء والمرشدون لهم دور مهم في توعية الناس بقضايا الأسرة والصحة الإنجابية بالذات، لأن الخطيب يتواصل مع كافة شرائح المجتمع (الكبير والصغير، الذكر والأنثى) واستماعهم له واجب ديني، ولهذا يستطيع الخطيب أن يوصل رسالته بكل سهولة ويسر، وإذا ما استشرفنا هذه الدلالات فإن الخطيب له دور مهم في توعية المجتمع بقضايا الصحة الإنجابية، من خلال المحاضرات والخطب المنبرية التي توعي الآباء والأمهات وكافة شرائح المجتمع لهذا الموضوع المهم خاصة مع تزايد نسبة الوفيات في الأمهات والأطفال، ونسبة زواج القاصرات وحجم النمو السكاني الكبير لايتناسب مع النمو الاقتصادي ومن خلال ذلك فإن دور الخطيب لايقل عن دور الإعلام والصحف والمجلات وكل وسائل الإعلام، بل أكبر من ذلك، ومهمة الخطيب هي ربط كل هذه المسائل السالفة الذكر بالواقع المعاش مستدلاً على ذلك من الكتاب والسنة وما سار عليه السلف، ودق ناقوس الخطر للمجتمع بأن قضايا الصحة الانجابية وتنظيم الأسرة مهمة في حياتنا موضحاً أن الدين الإسلامي منظم لكل معاملاتنا وحياة الأسرة، والدين موجود حيثما وجدت المصلحة والمنفعة، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تبين ذلك كثيرة.[c1]ركيزة أساسية في التوعية[/c]ويقول الأخ إبراهيم عبدالله محمد قاسم خطيب ومرشد عام إن الخطيب أو المرشد هو الركيزة الأساسية في توعية المجتمع، والمجتمع بحاجة ماسة إلى التوعية بهذا الجانب وخاصة المناطق الريفية حيث انه صار في ذهن الكثير ممن لم تصل إليهم التوعية بهذا الموضوع أن تنظيم الأسرة يعتبر غير شرعي أو حراماً فمن الذي يفصل ويبين لمثل هؤلاء غير الخطيب والمرشد.والدلائل من الشرع لايطمئن إليها ولايصدق بها اصحاب الفهم الذي يحرم ذلك إلا إذا جاء التبيين والاستدلال عن طريق الخطيب أو المرشد كونه الفقي والمفتي الذي يعتمد عليه المجتمع بشكل عام واصحاب الريف بشكل خاص، فالتعاون من قبل الخطباء والمرشدين والجمعيات الصحية والتربية والتعليم من الضروريات لرفع وعي مجتمعنا بأهمية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.[c1]أصوات مسموعة[/c]أما الأخ/ محمد عبدالغني علي مصطفى إمام وخطيب مسجد الحسن بن علي فقد تحدث من جهته وقال: إن للخطباء دوراً مهما في توعية المجتمع بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لأن أصواتهم مسموعة ومقبولة وعليهم أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه، ولابد أن تبذل الجهود من كل الأطراف من خطباء وإعلاميين ومثقفين كل بحسب دوره وموقعه فديننا الحنيف لا يقتصر على جانب دون آخر فهو شامل وكامل وصالح لكل زمان ومكان فالقرآن الكريم تحدث عن الأسرة في مائة وستة وأربعين موضعاً وأما الأحاديث في السنة المطهرة فأكثر من أن تحصى فلابد من ترتيب المواضيع التي تتعلق بالأسرة ثم تطرح على الناس طرحاً جيداً في الخطب والدروس والخواطر والمجلات الحائطية وأقترح أن يتشارك الخطباء والدعاة في القنوات الفضائية كي تعم الفائدة.[c1]دور كبير ومهم[/c]بدوره يقول الأخ/ ماجد محمد صالح المنزلي مرشد عام وإمام وخطيب مسجد بلال بن رباح: إن للخطباء والمرشدين دوراً كبيراً ومهماً في توعية الناس بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة التنظيم الصحيح الذي ينتج عنه أسرة ومجتمع سليم من جميع الأمراض مع تبين مكونات تنظيم الأسرة وأثره على وفيات الأمهات وكذلك توعية الناس بالمفاهيم الخاطئة حول الولادات وتنظيم الأسرة.إلى جانب الاهتمام بالأب والأم والطفل معاً فلا يعتنى بالطفل فقط أو الأب فقط أو الأم فقط بل الاهتمام بالأب والأم والطفل معاً من أجل الوصول إلى الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة التنظيم الصحيح.[c1]حفاظاً على صحة الأم والطفل[/c]* أما الأخ/ فضل منصور عبدالسلام الكدهي خطيب ومرشد عام فقد تحدث بالقول: لا نخفي على الجميع أن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم الذي يصلح الله به أحوال الناس في الدنيا والآخرة وقد رفع الله شأن حملة مشاعل النور والهدى في الشريعة لأنهم هم الذين يبينون للناس أمور الدين والدنيا ومن هذه الأمور التي يجب على الخطباء والمرشدين تبيينها للناس الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لما لهما من أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الأم والطفل لأن الأم هي الأساس في بناء المجتمع ولأنها تتعرض إلى الموت بسبب عدم معرفة الناس بأهمية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ذلك لمصلحة أن يربى الطفل سليماً من الأمراض لأنه قد حصل على عناية في الفترة التي فصلت بينه وبين الحمل التالي بذلك يكون قد رضع الرضاعة الطبيعية وأخذ الرعاية التامة،أيضاً ننظر إلى بعض الأسر التي لديها عدد كبير من ألاطفال فإنهم يعيشون في حالة فقر وأمراض .ولأن الخطيب يحضر عنده ويسمع له جميع شرائح المجتمع لأنه يتكلم باسم الدين وليس باسم فئة أو طائفة بعينها يكون له القبول فهو يعالج أمور الدين والدنيا وله الدور الفعال في طرح كل القضايا وطرح العلاج ومشاركة الناس همومهم وطرح مثل هذه القضية المهمة التي لا يعرفها أغلب الناس أو أنهم يفهمونها بشكل خاطئ.[c1]واجب ديني[/c]وختاماً يتحدث الأخ/ خالد عبدالله مرعي مرشد بوزارة الأوقاف وخطيب بمسجد العبدلي ويقول: تكمن أهمية دور الخطيب والمرشد في رفع وعي المجتمع بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في أن الخطيب كلمته مسموعة لأنها منطلقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث أنه المربي لهم ولأولادهم وهو الذي يستشيرونه في أشياء لا يستطيعون أن يخبروا بها أحداً غيره لأنه أمين سرهم ومكانته عظيمة في المجتمع لأنه حامل رسالة الأنبياء،رسالة جمع لا تفريق ورسالة خير ورسالة صحة ودين في مكان عظيم وهو أشرف البقاع ألا وهو المسجد بيت الله .فالتوعية بالخير واجب ديني حيث أن الوقاية خير من العلاج وإذا لم ينصح الخطيب الآباء والأمهات في هذا فبذلك يكون قد خانهم وكان من الذين يكتمون العلم والإسلام يريد أناساً الواحد منهم فعله فعل أمة ولا يكون هذا إلا إذا كانوا أصحاء،لذلك فتنظيم الأسرة يعطي الإنسان فرصة تربية الأولاد وتعليمهم وتستطيع الأم أن تؤدي ما فرض الله عليها من صيام وغيره كالقيام بشؤون منزلها وقبل هذا المحافظة على صحتها فالمحافظة على الجسد واجب قال تعالى :”ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما”.