في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني للشركات العائلية بصنعاء :
خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني للشركات العائلية
صنعاء / سبأ:بدأت في صنعاء يوم أمس الأربعاء أعمال المؤتمر الثاني للشركات العائلية الذي ينظمه على مدى يومين نادي رجال الأعمال اليمنيين بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية تحت شعار « الشركات العائلية نحو عمل مؤسسي». ويهدف المؤتمر إلى التعريف بالمقومات التنظيمية والسلوكية لنجاح الشركات العائلية وتعزيز قدراتها لمواكبة التطورات والتحديات بما يضمن لها التماسك والاستمرارية والنمو، إضافة إلى استعراض تجارب عالمية للأدوار التي يمكن أن يقوم بها المؤسسون، وتجارب واقعية عن شركات عائلية ناجحة ومناقشة تأثير فصل الملكية عن الإدارة. وفي افتتاح المؤتمر أكد وزير الشؤون القانونية الدكتور رشاد الرصاص، أهمية انعقاد هذا المؤتمر لما من شأنه توفير فضاء مناسب للبحث في أفضل الإسهامات التي تدفع بالشركات العائلية، نحو آفاق أرحب، وتجدد فيها روح المبادرة والابتكار، وتحدث انتقالات مهمة ونوعية في بنيتها الهيكلية، بما يمكنها من استيعاب التحديات الجوهرية التي تعترضها. ونوه الرصاص بالدور المهم الذي نهضت به الشركات العائلية، وبتأثيرها الإيجابي الذي أحدثته في اقتصادياتنا الوطنية، في مجالات مختلفة صناعية وتجارية ومالية، وهو جزء من تأثير لا يمكن إنكاره لهذه الشركات في الاقتصاديات الإقليمية والدولية. وأشار وزير الشؤون القانونية إلى الدور المؤسس للشركات العائلية في اليمن، وقيادتها المؤثرة لعجلة الاقتصاد على أكمل ما يكون.. مبينا أن الحكومة تعول كثيراً على هذه الشركات في الاستمرار بمهمة الدفع بالاقتصاد وتحريك عجلته، وخلق فرص حقيقية لنموه وتطوره والإسهام في تنمية قطاعاته المختلفة. وحث الرصاص الشركات العائلية على المضي بخطوات أكثر على صعيد قيادة التحول في البنى الهيكلية لهذه الشركات، لتتحول على المدى المتوسط والطويل إلى شركات عامة مساهمة، يحتفظ فيها كبار المساهمين بخبراتهم وبتأثيرهم الإيجابي اللذين من شأنهما أن يحميا الشركات من التهديدات الطارئة. ولفت إلى أهمية هذا التحول الذي يبدو ضرورياً في ظل هذا المناخ من الحرية الاقتصادية، وفي ظل التحول المرتقب الذي ستشهده السوق اليمنية بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية... وأشاد بالجهود المبذولة في سبيل الإعداد والتحضير للمؤتمر.. متمنيا لأعمال المؤتمر النجاح والتوفيق بما يخدم الاقتصاد الوطني من خلال الوقوف على واحد من أهم النشاطات الاقتصادية والمالية الخاصة تأثيراً في اقتصاديات بلداننا. من جانبه أعلن رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية محمد عبده سعيد عن تبني الاتحاد مبادرة إنشاء وحدة عمل دائمة لدراسة ومتابعة نشاط الشركات العائلية في اليمن والمشاركة في تفعيل دورها بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات والهياكل ذات العلاقة. وجدد التأكيد على التزام الاتحاد بمواصلة العمل مع كل الأطراف ذات العلاقة للمساهمة في الانتقال النوعي والمرحلي بالشركات العائلية اليمنية نحو العمل المؤسسي الذي يضمن لها الاستدامة ويساعدها على تقوية قدراتها التنافسية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.. مبينا أن نسبة 99 بالمائة من الشركات المرخصة والعاملة في اليمن بأنواعها المختلفة شركات عائلية النسبة الأعلى منها شركات صغيرة ومتوسطة. واستعرض رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية التحديات المختلفة التي تواجهها الشركات العائلية ومنها ضعف الثقافة التنظيمية والهيكلية وانكفاؤها على أداء دور الوسيط أو الموزع أو الوكيل وعدم التفكير في تطوير العمل، وكذا نقص الخبرة في التعامل مع الأسواق العالمية وعدم وضوح الرؤية في إعداد القيادات المستقبلية للشركة.. معتبرا هذا المؤتمر فرصة للاستفادة من الخبرات والتجارب لإدارة الشركات العائلية. وكان رئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين احمد بازرعة قد ألقى كلمة استعرض فيها المواضيع التي سيناقشها المؤتمر وما أسفر عنه المؤتمر الأول من توصيات والجهود التي بذلها النادي للترجمة العملية لها.. مؤكدا أن الشركات العائلية علاقة اجتماعية وأسرية قبل أن تكون مؤسسات تجارية. ودعا بازرعة جميع الشركات العائلية إلى الإسراع في ترتيب أوضاعها وهيكلة مؤسساتها وفصل الملكية عن الإدارة وبالصورة المناسبة لظروف كل شركة وبالكيفية والخصوصية التي تحافظ على استمرارية هذه الأنشطة بما يعود بالخير على الاقتصاد والمجتمع بصورة عامة.. مؤكدا أن المبادرة في اقرب وقت لتنظيم العلاقات ووضع الأسس والهياكل المناسبة للشركات العائلية سيضمن عدم تكرار تجارب الفشل التي نسمعها بين حين وآخر. وناقش المشاركون في المؤتمر ورقة عمل مقدمة من مدير عام المعهد الدولي للشركات العائلية بألمانيا بول دايتز عن عوامل فشل الشركات العائلية، إضافة إلى استعراض تجربة تطور مجموعة شركات المجدوعي السعودية، وتجربة حوكمة مجموعة شركات الوادي العائلية المصرية. يشار إلى أن المؤتمر الذي من المتوقع أن يشارك فيه 400 شخصية من رجال الأعمال وممثلي الحكومة والأكاديميين من اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر، يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات والندوات التي يقيمها نادي رجال الأعمال اليمنيين إسهاماً منه في دعم الاقتصاد الوطني.