مبعوثان إسرائيليان يغادران القاهرة بعد محادثات حول غزة
القاهرة / 14 أكتوبر / رويترز:قالت مصادر في مطار القاهرة الدولي إن مبعوثين إسرائيليين سافرا يوم أمس الخميس عائدين إلى بلادهما بعد ساعات من وصولهما إلى العاصمة المصرية لإجراء محادثات حول غزة. وأضافت المصادر أن شالوم تورجمان المستشار السياسي لرئيس وزراء إسرائيل وعاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية لوزارة الدفاع وصلا وغادرا بطائرة خاصة. وذكرت أن تورجمان وجلعاد بحثا مع مسؤولين مصريين لم تحددهم الطرح المصري لإنهاء الأزمة في غزة. وفي الأغلب تدير المخابرات العامة المصرية جهود القاهرة للوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وطالب الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لفترة محددة «بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لأهالي القطاع.» وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر أن وقف إطلاق النار «يتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لإطلاق النار.» وقال مبارك إنه يدعو كلا من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل « من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود.» وقالت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة جابرييلا شاليف في وقت لاحق يوم الثلاثاء إن الإسرائيليين يأخذون «على محمل الجد» الاقتراح المصري بهدنة في غزة. وقال الرئيس المصري لدى طرح اقتراحه «إن مصر... تتطلع لتحمل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وكافة الأطراف الإقليمية والدولية لمسئوليتهم.. حقنا للدماء.. وإحياء للأمل في السلام.» وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أمس الخميس في بيان إن مصر لم تتلق بعد ردا رسميا من جانب إسرائيل على مبادرتها. وأضاف أنه لا تعارض بين المبادرة المصرية ومناقشات مجلس الأمن حول «إصدار قرار لوقف إطلاق النار.» وقال دبلوماسيون أمس إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعمل لإصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي بيان قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إنها قلقة من المبادرة المصرية لأنها تكتفي بالمطالبة بوقف إطلاق النار وتهدئة متبادلة «في مساواة واضحة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضافت أن المبادرة «تتسم بغموض شديد حول الطرف الفلسطيني الذي سوف يكون (فاعلا) في إطار المبادرة.» ولاحظ مراقبون أن الاقتراح المصري خلا من ذكر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي يستهدفها الهجوم الإسرائيلي. ولجماعة الإخوان ارتباط تاريخي بحماس. وقالت الجماعة في بيانها «المطلوب هو دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الباسلة ورفض كل الضغوط التي تتنافى مع ذلك سواء بغلق المعبر (معبر رفح) أم بوجود قوات دولية على الحدود (المصرية مع القطاع)أو تفتيش مراقبين أمريكيين للحدود أو تدمير للأنفاق التي هي شريان الحياة لغزة في ظل الحصار الظالم.» وتقول مصادر إن المرجح أن هناك مئات الأنفاق التي تستخدم في التهريب تحت خط الحدود بين مصر وقطاع غزة. وفي باريس أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم أمس الخميس انه مُستعد هو والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل لبذل كل ما هو ضروري للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.ووضع ساركوزي مع الرئيس المصري حسني مبارك خطة لهدنة بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة قالت ميركل أنها تساندها.وتجري إسرائيل ومصر محادثات بشأن منع تهريب الأسلحة إلى مقاتلي حماس في غزة عبر أنفاق على الحدود مع مصر. وبموجب الخطة يقود اتفاق على تأمين الحدود إلى وقف لإطلاق النار.وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مع ميركل في باريس “السيدة ميركل وأنا نعمل سويا يوميا ونحن على استعداد لطرح مبادرة مشتركة للمساعدة في احلال السلام في الشرق الاوسط” دون أن يحدد طبيعة هذه المبادرة.وأضاف “المانيا وفرنسا مستعدتان لبذل كل ما هو ضروري لمساعدة كافة الأطراف للتحرك صوب السلام”.وعبر ساركوزي عن امتنانه للرئيس السوري بشار الأسد الذي التقى به في جولة استغرقت يومين في الشرق الأوسط هذا الأسبوع ولأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لممارستهما ضغوطا على حركة حماس لوقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل.وتعد سوريا - إلى جانب إيران - حليفا رئيسيا لحماس ويعيش زعيم حماس خالد مشعل في دمشق.وقالت ميركل “الوقت عنصر حاسم. يجب فعل أي شيء للوصول إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار. الأساس هو ضمانات لأمن إسرائيل خاصة إنهاء تهريب الأسلحة”.وأكد ساركوزي الذي أدان الهجوم البري الإسرائيلي انه يجب التوصل لاتفاق بسرعة.وقال “تتطابق رؤيتنا تماما. يجب أن تصمت الأسلحة. يجب وقف التصعيد. يجب أن تحصل إسرائيل على ضمانات لأمنها وتغادر غزة. ومن الأفضل أن يتم ذلك على وجه السرعة”.وأردف “يجب أن نعطي إسرائيل ضمانات بان الأسلحة لن تمر عبر الحدود. في الوقت الحالي يجب أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة ثم كمرحلة ثانية سنتحدث عن إعادة فتح المعابر”.ومن جهتها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) يوم أمس الخميس إنها جمدت عملياتها في قطاع غزة بسبب الخطر الذي تمثله القوات الإسرائيلية في القطاع.وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الوكالة في غزة إن الاونروا قررت تعليق كل عملياتها في قطاع غزة بسبب التحركات المعادية المتزايدة ضد منشآتها وأفرادها.ولم يوضح إلى أي مدى سيستمر التعليق.وفي مدريد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يأمل في أن يكون الصاروخ الذي أُطلق من لبنان حادثا مُنعزلا وألا يؤدي إلى تفاقم الصراع.وقال في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو انه يأمل في أن يكون حادثا منعزلا وألا يؤدي إلى تدهور الأمور.وفي طهران قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم أمس الخميس إن بعض الحكومات الإسلامية في المنطقة أخطأت عندما لم تفعل المزيد لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وأنها ستلقى “الذُل” على يد إسرائيل في المستقبل لهذا السبب.وقال خامنئي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “يجب أن تدرك الدول والحكومات الإسلامية أن طبيعة النظام المتغطرس وهدفه الرئيسي (اللذين ظهرا في) الجرائم الإسرائيلية هو تدمير المقاومة في المنطقة بالكامل والهيمنة على الشرق الأوسط.”ويستخدم المسؤولون الإيرانيون كثيرا تعبير القوى المتغطرسة للإشارة إلى إسرائيل وحلفائها مثل الولايات المتحدة.وأضاف “يجب أن يعلم الجميع أنه كما فعلت إيران في الماضي عندما قدمت كل المساعدة للشعب الفلسطيني المضطهد فإنها من الآن فصاعدا ستبذل كل ما هو ضروري في هذا الصدد.”وتتهم إسرائيل إيران بتزويد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالسلاح بينما تقول طهران التي لا تعترف بإسرائيل إنها تقدم دعما معنويا وماليا وإنسانيا فحسب للحركة. ويشمل الحلفاء الإقليميون لإيران أيضا حزب الله اللبناني وسوريا.ويقول محللون إن دعم إيران المعلن لحماس يهدف إلى استعراض نفوذها الإقليمية أمام الدول العربية والإدارة الأمريكية الجديدة.ودخلت إيران في نزاع بشأن نشاطها النووي مع واشنطن التي تتهم إيران بالسعي لامتلاك قنبلة ذرية. وتسعى الولايات المتحدة إلى كسب الدول العربية في إطار سعيها لعزل إيران. وتنفي طهران السعي لإنتاج أسلحة نووية.ولم يشر خامنئي إلى حكومة دولة إسلامية بالاسم. وكانت مصر والأردن اللتان أبرمتا معاهدات سلام مع إسرائيل محل انتقادات من متشددين إيرانيين بشأن غزة.وقال خامنئي “كلما ضمنت إسرائيل مكانا لها في المنطقة وكلما هيمنت الغطرسة زادت مصيبة هذه الحكومات (الإسلامية في المنطقة) وزاد الذل الذي تتعرض له. لم لا يدركون هذا الأمر..”وفي العاصمة الأفغانية كابول سجل أكثر من ألف أفغاني أسماءهم يوم أمس الخميس ليقولوا إنهم يريدون الذهاب والقتال ضد إسرائيل في قطاع غزة وألقى كثيرون منهم باللوم على الولايات المتحدة التي لها نحو 30 ألف جندي في أفغانستان لأنها تدعم الدولة اليهودية.والاتهامات التي يطلقها متشددو طالبان وبعض رجال الدين المسلمين بأن إسرائيل وحليفها الرئيسي الولايات المتحدة تهدفان إلى تدمير الإسلام لها أثر قوي على الرأي العالم في أفغانستان حيث تخطط واشنطن لمضاعفة عدد قواتها هذا العام.وتزاحم عشرات الشبان في مكتبة مسجد ميلاد النبي في طابور وهو يحملون لافتات كتب عليها “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” لتسجيل أسمائهم للقتال ضد إسرائيل.وقال حبيب الله أسام إمام المسجد ومنظم الحملة “أكثر من ألف أفغاني شجاع سجلوا أسماءهم هنا للقتال ضد القوات الإسرائيلية في غزة.”وقال “عدة مئات من الأفغان بينهم أطباء ومدرسون تطوعوا أيضا للتبرع بالدم لمساعدة شعب فلسطين الذي يعاني من البؤس.”وأضاف “أعمال إسرائيل ضد مسلمي غزة الأبرياء همجية وغير إنسانية وتلقى مساعدة كبيرة من الأمريكيين” مضيفا أن نحو عشرة آلاف شخص في أنحاء أفغانستان تطوعوا حتى الآن للقتال في غزة.وقال أفغاني عند المسجد انه قاتل في الشيشان في التسعينات ويتلقى تدريبا من جانب جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها التي تقول الهند إنها وراء هجمات مومباي.وقال محمد عياش “تلقيت التدريب العسكري وسوف أعمل أي شيء ممكن للذهاب إلى غزة لكي أطلق رصاصة واحدة على الأقل نحو إسرائيل.”وأضاف “سوف أكون أسعد شخص يموت بجوار إخوتي المسلمين من أجل قضية نبيلة.” وأدت العملية الإسرائيلية التي بدأت منذ 13 يوما ضد حماس في غزة إلى احتجاجات في أفغانستان الأسبوع الماضي.وبينما الوصول إلى غزة من أفغانستان مسألة مستحيلة قال كثير من المتطوعين إنهم سينتقمون من القوات الأمريكية داخل أفغانستان بدلا من ذلك.وقال محمد أكرم وهو صاحب متجر “الكفار يقتلون المسلمين كل يوم والولايات المتحدة تقول إن هجوم إسرائيل عادل.”وأضاف “إذا لم نتمكن من الوصول إلى غزة يجب أن نسعى إلى الانتقام من حلفاء إسرائيل في بلدنا مثلما تفعل طالبان.”