صـباح الـخيـر
[c1]«إذا أتتكَ مذمّتي من ناقصٍ ×××× فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ»[/c](المتنبي)أصبح تصحيح الخطأ فساداً! وتقويم الإعوجاج فساداً! وتغيير ما هو قائم إلى الأفضل فساداً! وإحداث نهضة واستحداث آلات جديدة تواكب التطور فساداً!.. ماذا نريد بعد ذلك؟منذ أن وطأت قدم الأستاذ احمد الحبيشي مؤسسة 14 أكتوبر رئيساً لمجلس إدارتها ورئيساً لتحرير صحيفة (14 أكتوبر) وهو يعمل بصمت وثقة كبيرين.. صمت رغم كل الأقاويل، وثقة بالنفس لمعرفته أنه يعمل بما يُملي عليه ضميره وعند مستوى المسؤولية التي أولته إياها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.كان همه الأول هو الخروج بالمؤسسة من حالة الركود والجمود التي عاشتها منذ سنين طويلة حتى قبل حرب صيف 94م كان يحلم بعمل شبكة كمبيوتر متطورة ومركز معلومات يرتقيان بالمؤسسة ـ شكلاً ومضموناً ـ أتعرفون لماذا؟.. لأن صحيفة "14 أكتوبر" هي منزله الأول، وهذا رد جميل لرجل يعرف معنى الجميل لما قدمته له في بداياته الصحفية.وحين واتته الفرصة وتقلّد منصب رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير عمل على تحقيق حلمه الأزلي، فأول ما قام به هو اغلاق المقر القديم للصحيفة الذي كان أشبه بماخور، وترميم وتأهيل بعض المخازن القديمة التي تحولت فجأة إلى صالات زجاجية مكيفة ومجهزة بتجهيزات وبرامج فنية حديثة لم نكن نحلم بها، كما تم استحداث شبكة كمبيوتر متطورة وبناء مركز معلومات وإدخال نظام الصحيفة الالكترونية وهو ما عرف بـ "مرحلة ما قبل الطبع" وتوزيعها عبر الانترنت، في أقل من سنة واحدة "فقط"، كما قام أيضاً بإصلاح عدد من المطابع وتشغيل الرأس الرابع في المطبعة الصحفية الذي كان متوقفاً منذ 12 عاماً بالإضافة إلى تأسيس إدارة للتدريب والتأهيل ناهيك عن المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً وفي مقدمتها شراء مطبعة اوفست ذات أربعة رؤوس لطباعة المجلات والملاحق الملونة وشراء وحدة متكاملة لفرز الألوان هي الأولى من نوعها في تاريخ المؤسسة بالإضافة إلى ماتشهده المؤ سسة حالياً من استعدادات وأعمال دؤوبة لاستكمال تجهيز المبنى الجديد للمؤسسة والصحيفة بأحدث المعدات الفنية والمكتبية والإدارية كخطوة على طريق الانتقال إلى تنفيذ حلم المؤسسة والصحيفة وصحفيها وعمالها وقرائها وهو شراء مطبعة صحفية حديثة ملونة وكبيرة لطباعة الصحيفة بالبكرات وبصفحات ملونة وصفحات كثيرة تصل إلى مابين 16-24 صفحة بالحجم العريض و32-48 صفحة بحجم التابلون النصفي.. وستكون هذه المطبعة الأكبر من نوعها وحجمها في تاريخ المؤسسة وتاريخ مدينة عدن ومن المقرر أن يتم افتتاح المبنى الجديد بتجهيزاته الفنية والمكتبية والإدارية وكذا مطبعة الأوفست ووحدة فرز الألوان بعد شهر رمضان المبارك في نهاية هذا العام.. كما من المتوقع الشروع في شراء المطبعة الصحفية الجديدة في العام القادم 2007م لاسيما وأن المؤسسة ستفتح بعد يوم غد الثلاثاء مظاريف المناقصة الخاصة بإعداد دراسة للمطبعة الصحفية الجديدة والحديثة وإعداد تصاميم لمبنى المطبعة الصحفية وإدارتها ومرافقها المختلفة، وهو ما لم يفكر به أي رئيس مجلس إدارة سابق ولم تخطر في باله حتى كفكرة عابرة، رغم طول بقائه ومكوثه في هذا المنصب.ولا يخفى على أحد ما أصبحت عليه صحيفة (14 أكتوبر) من شكل ومضمون حيث أصبحت الآن أكثر انتشاراً، كما زاد إقبال القراء على شرائها لما تحمله من مواضيع ومقالات متنوعة أو صفحات متخصصة تفيد القارئ، وجودة في الشكل والإخراج الصحفي، وهذا دليلٌ على صحة النهج الذي اختطه (الحبيشي) منذ مجيئه للمؤسسة والصحيفة.كما قام بعمل تغيير إداري للكوادر الصحفية والإدارية منفذاً شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب".. حيث فقد بعض المتنفذين والفاسدين والفاشلين السابقين في المؤسسة مصالح كبيرة لهم، وبذلك جن جنون هؤلاء المتسلطين السابقين الذين فقدوا مصالحهم، خصوصاً بعد أن بدأ الحبيشي إصلاحاته بشن حرب على بؤر الفساد في المؤسسة بإحالة ملف يتضمن اختلاس 22 مليون ريال إلى نيابة الأموال العامة وتكليف المحامي الأستاذ منير جرادة بمتابعة المتورطين في الملف، فيما يجري الآن إعداد الملف الثاني الذي سيكشف النقاب عن المتورطين في نهب المال العام وإيرادات هذه المؤسسة خلال السنوات الماضية، "وهنا بيت القصيد" حيث فتح على نفسه ـ أي الحبيشي ـ باب جهنم، حيث لم يجدوا أي شيء يردون به على خطواته التصحيحية سوى اللجوء إلى بعض الصحف (الصفراء)التي يعجبها الاصطياد في المياه العكرة، وراحوا يكيلون عليه الشتائم ويتهمونه بالكافر والفاسد والمختلس والمرتشي، ورغم هذه الحملة الهوجاء إلا أنه ولثقته بنفسه ظل صامداً يعمل بصمت يوماً بعد يوم غير عابىء بما ينشر ضده حتى سكتت تلك الأقلام عن التلسن والافتراء عليه، واقتنع بعض رؤساء تحرير تلك الصحف بصحة نهج الحبيشي وعرفوا الحقيقة وشاهدوها بأم أعينهم.أما على مستوى التحسين المعيشي للعمال فقد عمل الحبيشي على رفع سقف الإنتاج الفكري من 150 ألف ريال كانت تصرف كل أربعة شهور إلى نصف مليون ريال تصرف شهرياً، كما عمل على انتظام صرف رواتب العمال وبدل العمل الإضافي كل شهر في حينه دون أي تأخير بل أنه تحمل على مسؤوليته الشخصية صرف علاوة النوبة المسائية ورفع أجور العمال والصحفيين والفنيين الذين يداومون خلال أيام الخميس والجمعة من ألفين وخمسمائة ريال إلى أكثر من خمسة آلاف ريال شهرياً، ويعمل الآن جاهداً على استعادة علاوة الخطورة التي قُطعت عن مؤسسة 14 أكتوبر، كما لا ننسى جهوده في مجال تأهيل وتدريب الكادر الفني، حيث عمل ومازال يعمل بصورة حثيثة على الارتقاء بالفنيين والصحفيين إلى فضاءات التطور ومواكبة المبدعين في هذا المجال الحسّاس.فماذا عسانا ان نقول بعد كل ذلك؟.. غير: "كلنا مع فساد الحبيشي".