واشنطن/ متابعات: أدان جو بايدن نائب الرئيس الأميركي خطط إسرائيل لبناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة رامات شلومو شمالي القدس المحتلة. من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجامعة العربية باتخاذ خطوات عاجلة ردا على «الاستفزاز» الإسرائيلي. واعتبر بايدن في بيان صدر مساء أمس الأول الثلاثاء في القدس أن مضمون وتوقيت الإعلان الإسرائيلي من شأنه أن يقوض الثقة المطلوبة في المرحلة الحالية، كما أن الخطوة تتعارض مع ما وصفها بالمباحثات البناءة التي أجراها في إسرائيل. وشدد على ضرورة بناء مناخ لدعم المفاوضات وليس تعقيدها، معترفا بأن «القدس قضية في غاية الأهمية للإسرائيليين والفلسطينيين، وأيضا بالنسبة لليهود والمسلمين والمسيحيين». كما طالب بايدن -وهو أعلى مسؤول أميركي يزور إسرائيل منذ انتخاب الرئيس باراك أوباما- بعدم اتخاذ إجراء أحادي من قبل أي طرف «قد يضر بنتيجة المفاوضات الخاصة بقضايا الوضع الدائم». وأكد ما قاله المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل مع إعلان إطلاق المحادثات غير المباشرة بضرورة تشجيع الأطراف المعنية على الامتناع عن إصدار أي بيانات أو اتخاذ أي إجراءات قد تشعل فتيل التوتر أو تضر بنتيجة هذه المحادثات. وفي وقت سابق أشار بايدن عقب لقائه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس الأول الثلاثاء إلى وجود ما وصفها بفرصة حقيقية قد حانت للسلام في المنطقة.وفي تصريحات أثناء اجتماعه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حث بايدن إسرائيل والفلسطينيين على تقديم «بعض الالتزامات التاريخية الجريئة»، لكنه في الوقت نفسه أكد التزام الولايات المتحدة المطلق بضمان أمن إسرائيل. والتقى بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين آخرين في الضفة الغربية المحتلة أمس الأربعاء. ومن المقرر أن يعود ميتشل إلى المنطقة الأسبوع القادم لوضع هيكل ونطاق «محادثات التقريب» التي سيجتمع من خلالها مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون مع وسيط أميركي كل على حدة. وفي السياق نفسه قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيزور إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بعد لقاء اللجنة الرباعية الدولية للسلام بالشرق الأوسط في موسكو الأسبوع القادم.وردا على موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة شمال القدس، طالب عباس الجامعة العربية «باتخاذ خطوات سياسية عاجلة في ضوء التصعيد الإسرائيلي المقصود والاستفزاز الواضح» الذي تلا قرار لجنة المتابعة العربية والقيادة الفلسطينية الموافقة على محادثات فلسطينية إسرائيلية لمدة أربعة أشهر. وذكرت الرئاسة الفلسطينية في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن عباس أجرى اتصالا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى طالبه فيه بإجراء اتصالاته مع أعضاء لجنة المتابعة العربية لاتخاذ الخطوات التي تتناسب مع خطورة العمل الإسرائيلي «الذي يتحدى الإرادة الدولية». وفي وقت سابق حذر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن القرار الإسرائيلي الذي وصفه بالخطير، سيؤدي إلى «تعطيل المفاوضات» غير المباشرة بين الجانبين. من جانبه نفى رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد انطلاق المفاوضات مع إسرائيل أو إجراء مفاوضات سرية.وقال إن ما تسمى بالمفاوضات غير المباشرة ليست كذلك وإنما هي «مباحثات تقارب» وفق الترجمة عن النص الإنجليزي.وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت أمس الثلاثاء خطة لبناء وحدات في مستوطنة رامات شلومو شمال القدس الشرقية. ويقضي المخطط الاستيطاني الجديد ببناء 1600 وحدة سكنية بمنطقة تبلغ مساحتها 580 دونماً، وسيكون متوسط مساحة كل وحدة سكنية 120 مترا مربعا. يشار إلى أن وزير البيئة جلعاد إردان أعلن الاثنين الماضي بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بالضفة قرب بيت لحم جنوب القدس.
جرافة إسرائيلية تهدم منزلا فلسطينيا بالقدس وفي الخلفية مستوطنة (رامات شلومو)