رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في القاهرة يوم 20 ديسمبر 2009.
البصرة (العراق) /14 أكتوبر/ رويترز: لم تبذل السلطات العراقية جهدا يذكر لتحسين مدينة البصرة الفقيرة لكن بالنسبة لأحد سكان العشوائيات فان عدم إلقاء المزيد من الجثث أمام بابه يكفيه لكي يعطي رئيس الوزراء نوري المالكي صوته.ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في السابع من مارس . وفيما تسن هذه الديمقراطية الشابة قوانين جديدة لتسوية النزاعات المحتدمة والمستمرة منذ فترة طويلة على الأراضي واحتياطيات النفط الهائلة بالعراق يتوقع محللون أن تكون المنافسة شرسة لشغل مقعد على الطاولة السياسية.وتعتبر مدينة البصرة التي يغلب على سكانها الشيعة مقياسا لاتجاهات الناخبين في العراق الذي تمثل الشيعة فيه أغلبية. وأدت رسالة إقرار الأمن مضافا إليها بعض الشعارات الوطنية إلى فوز حلفاء المالكي في المدينة خلال الانتخابات المحلية التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي.ونظرا لان الوضع الأمني مستقر في البصرة منذ ذلك الحين فان الرسالة نفسها قد تنجح مع المالكي مجددا في مارس لكن منافسيه قد يخطفون الأضواء منه بتقديم نفس وعود حملته مع إبراز قلة التقدم الذي تحقق في أي مجالات باستثناء تحقيق الأمن والنظام.ويرأس حزب المالكي وهو حزب الدعوة ائتلافا سيخوض مواجهة ضد التحالف الوطني العراقي وهو المنافس الرئيسي الآخر على أصوات العرب الشيعة على الرغم من احتواء الكتلتين على طوائف وأعراق أخرى لاكتساب جاذبية وطنية ذات قاعدة واسعة.وأجريت أول انتخابات بالعراق لاختيار برلمان يعمل لدورة كاملة عام 2005 أي بعد عامين من إطاحة القوات الأمريكية بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتباهى ملايين العراقيين بأصابعهم الملطخة بالحبر لإثبات أنهم صوتوا في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد خلال عقود.لكن الأعوام التي تلت هذا واتسمت بأعمال العنف الطائفي وإراقة الدماء وانتشار الفساد على نطاق واسع فضلا عن إحراز تقدم ضئيل في توفير الخدمات الأساسية أدت إلى فتور حماس الناخبين وتضاؤل توقعاتهم.وقال كاظم علي الذي يعيش في منزل صغير تصفر الرياح بين جنباته بحي عشوائي في البصرة “لم نر أي اختلاف... تحسنت الأوضاع الأمنية فحسب. كانت الأعيرة النارية تطلق هنا طوال الوقت لكن القتل توقف. كانت الجثث تلقى هنا.”وتوجد معظم احتياطيات النفط العراقي الهائلة في الجنوب قرب البصرة لكن المدينة لم تستفد استفادة تذكر. وعبر صبيان من فوق خط لانابيب النفط قرب المنطقة العشوائية وكانا يحملان حقائب بها علب مشروبات معدنية جمعاها لبيعها ليعاد تدويرها.لكن سكان البصرة يقولون إن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ. وحتى العام الماضي كانت عصابات وميليشيات هي التي تدير المدينة.وفي واحدة من أجرأ الخطوات التي اتخذها خلال فترة قيادته للبلاد أمر المالكي بشن حملة عسكرية في مارس من العام الماضي ما أعاد شعورا بالنظام إلى المدينة وأدى إلى انتزاع السيطرة عليها من قطاع الطرق.وقال علاء الجليل وهو مدرس “الفائدة الملموسة الوحيدة هي الأمن. هذا أهم شيء قبل الطعام والماء والبترول وبالتالي أعتقد أن الناس سيصوتون لصالح المالكي مجددا.”وعلى الرغم من أن من السابق لأوانه أن يحدد المرشحون الخطوط العريضة لحملاتهم الدعائية لانتخابات السابع من مارس فان من الواضح أن رسالة القانون والنظام وتحسن الأوضاع الأمنية ستحتل موقعا بارزا في حملة ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي.وهزت تفجيرات ضخمة بغداد في الأشهر الأخيرة وقوضت مزاعم المالكي بتحسن الأوضاع الأمنية لكن التفجيرات كان لها أثر ضئيل فيما يبدو على الناخبين في البصرة.وتقول جنان عبد الجبار الابريسم عضو البرلمان والمرشحة عن ائتلاف دولة القانون في الانتخابات إن رسالة الائتلاف واضحة وهي أنه يريد دولة يحكمها القانون فالقانون فوق الجميع وتابعت أن هذه هي رسالته الأساسية وهي واضحة للشعب.ويبدو أن التحالف الوطني العراقي الذي يقوده المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو حزب شيعي قوي قد استقى دروسا من أدائه الهزيل مقارنة بأداء ائتلاف دولة القانون في الانتخابات المحلية التي جرت في يناير الماضي ويعتزم التحالف الوطني إبراز قضية الأمن أيضا.وقال علي الكنعان المتحدث باسم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في البصرة ان التحالف الوطني العراقي شريك أساسي في تحقيق الامن وأشار الى أن الامن سيكون شعارا مهما لحملة حزبه الانتخابية.