سيدة أعمال سعودية
الرياض / متابعات :يشهد وضع المرأة في المملكة حراكاً متجدداً فكرياً، اقتصادياً واجتماعياً، ما يعد مؤشرا للوعي بأهمية دورها وتأثيره على تنمية المجتمع، والرغبة في مواصلة دعم وتعزيز دورها للمشاركة في بناء الوطن. فالمرأة نصف المجتمع، وبالتالي فإن تمكينها وتأهيلها علمياً، صحياً، و مهنياً، واقتصادياً ينعكس على إنتاجية المجتمع بأسره ويكمل منظومة الاستقرار والتطوّر. وتمثّل المرأة في المملكة 50 % من السكان، إلاّ أن مساهمتها في سوق العمل لا تزال محدودة، ويتضح من بحث القوى العاملة الذي أجرته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن قوة العمل النسائية في المملكة بلغت 670.388 مواطنة، يشكلن17.2 % من قوة العمل، فيما لا تتجاوز نسبة مشاركتهن 8.4 % من قوة العمل الكلية (المواطنة والوافدة، ذكور وإناث). كما يبلغ عدد السجلات التجارية المملوكة بأسماء نسائية 43 ألف سجل تجاري، تعادل 20 % من إجمالي السجلات الصادرة في المملكة من عدد المنشآت المسجلة في الغرف التجارية، وتمتلك السيدات 35% من الحسابات المصرفية، كما أن سيدات الأعمال السعوديات يملكن نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. وهذا يعد مؤشراً على اتساع حجم الاستثمارات النسوية السعودية، حيث تحتل أكثر من 21% من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص، بالاضافة الى أن أكثر من 20 % من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية المشتركة تملكها نساء. ويبلغ حجم رؤوس الأموال النسائية في المملكة 60 مليار ريال، كما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال، فيما قدرت دراسات اقتصادية حجم اموال السعوديات المسثمرة في الخارج بنحو 100 مليار ريال . البحث يقدم صورة مغايرة للمرأة السعودية حين تقتحم مجالات استثمار جديدة، وجريئة، ولا تتشابه مع الاستثمارات التقليدية التي تستثمر معظم سيدات الاعمال فيها، كالمشاغل والمدارس ومراكز التدريب.. ويعرفنا على المقاولة التي تمارس أعمال البناء والتشطيب للفلل والعمائر، وعلى صاحبة المركز العقاري التي تتعامل في التسويق والتوظيف العقاري، وصاحبة مركز استشارات اجتماعية ونفسية وقانونية في تطور طبيعي لمراكز التدريب التقليدية. وكذا على المصورة المحترفة التي تجاوزت بفنها حدود الهواية وافتتحت استديو احترافي تعمل فيه بنفسها. والنماذج كثيرة للغاية لم يتسع المجال لتسليط الضوء عليها، فهناك التي افتتحت مغسلة للملابس، وتلك التي افتتحت ملحمة خاصة تعد فيها اللحوم للبيع وتوزعها على تجار التجزئة، وهناك من افتتحت مقهى، ومن افتتحت فندقاً نسائياً ومن مارست مهنة تخطيط و تنفيذ حفلات الزفاف، ومن تقوم بتصميم وتجهز المؤتمرات الكبرى، وفي كل يوم نشاهد مشاريع جديدة تدعو كل صاحبة رأسمال الى أن تقتحم، و تسعى فتستفيد و تفيد.