نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري خلال اجتماع في بيروت يوم 27 ديسمبر 2007 م
بيروت / أكتوبر/ رويترز:يستعد رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري لإعلان حكومة الوحدة الوطنية الجديدة خلال اليومين المقبلين بعد التوصل إلى اتفاق مع المعارضة بشأنها كما قال سياسيون من الجانبين يوم أمس.وظل لبنان دون حكومة فاعلة منذ إن قاد الحريري الذي تدعمه الولايات المتحدة والسعودية ائتلافه المناهض لسوريا إلى الفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو حزيران ضد حزب الله وحلفائه.وتعتبر حكومة مقبولة من جميع الإطراف عاملا أساسيا للحفاظ على الاستقرار في البلاد التي تواجه توترا طائفيا وسياسيا فضلا عن عبء الديون الضخمة والحاجة إلى إصلاح اقتصادي.وابلغ النائب عقاب صقر الذي يعتبر من المقربين للحريري محطة تلفزيون الجديد إن “الحكومة بحكم المؤلفة وما يجري الآن هو وضع اللمسات الأخيرة وتأليفها لن يتجاوز آخر الأسبوع.”كما ادلى نواب آخرون من كلا الطرفين بتصريحات مماثلة.وأعلن زعماء المعارضة بمن فيهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موافقتهم على الانضمام لحكومة الوحدة الوطنية المقترحة عقب اجتماع عقدوه ليل يوم الجمعة.وجاء في بيان لحزب الله بعد الاجتماع الذي عقد في مكان سري إن “المجتمعين اتفقوا على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت.”وأضاف البيان إن الاجتماع ضم إضافة إلى نصر الله رئيس مجلس النواب نبيه بري والزعيمين المسيحيين ميشال عون وسليمان فرنجية بحضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الإعمال جبران بأسيل والمعاونين السياسيين لبري ونصر الله النائب علي حسن خليل وحسين الخليل بالإضافة إلى المسئول الأمني في حزب الله وفيق صفا.وقالت مصادر سياسية إن بأسيل ابلغ رسميا رئيس الوزراء المكلف بقرار المعارضة خلال زيارته منزل الحريري في وسط بيروت.وأضاف هاني حمود الناطق باسم الرئيس المكلف لرويترز “كان الاجتماع ايجابيا وقد تبلغنا بنتيجة اجتماع قادة الأقلية النيابية بالأمس حول قبولها بتوزيع الحقائب.”وأضاف “أتوقع تشكيل الحكومة قريبا.”وقضى الحريري - الذي كلف بتشكيل الحكومة بعد إن قاد ائتلافه إلى الفوز في الانتخابات - أكثر من أربعة أشهر وهو يحاول إبرام اتفاق مع المعارضة للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية. وساعد تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية المساندين الرئيسيين للجانبين في الأسابيع الأخيرة على تخفيف حدة الشقاق في بيروت وادى في نهاية الأمر إلى هذه الانفراجة.واتفقت الأطراف المتناحرة في يوليو تموز على التقسيم العام للمقاعد في مجلس الوزراء الجديد. ولكن الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ناضل من اجل التوصل لاتفاق مع ساسة المعارضة بشأن التفاصيل.وينصب جوهر هذا الخلاف على مطالب الزعيم المسيحي ميشال عون وهو حليف لحزب الله. ويشغل التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون عددا من المقاعد اكبر مما يشغله إي حزب مسيحي آخر.ومن المنتظر إن يضم مجلس الوزراء الجديد المؤلف من 30 وزيرا 15 وزيرا من ائتلاف الحريري وعشرة وزراء من المعارضة من بينهم وزيران من حزب الله وسيقوم الرئيس ميشال سليمان بتعيين خمسة وزراء من بينهم وزيرا الداخلية والدفاع.ومن المتوقع إن يحتفظ زياد بارود وإلياس المر المواليان للرئيس بمنصبيهما وزيرين للداخلية والدفاع في حين من المتوقع تعيين وزيرين جديدين للخارجية والمالية.ورشح الحريري ريا الحسن وزيرة للمالية ومسئولة عن إدارة الدين العام الضخم للبنان في اقتراح في وقت سابق.ورجحت مصادر سياسية إن يرشح رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو الحليف الشيعي الرئيسي لحزب الله الدكتور علي الشامي (64 عاما) وزيرا للخارجية وهو أستاذ محاضر للدراسات العليا في الجامعة اللبنانية تقاعد هذا العام.