اليوم .. عقد مؤتمر روما الدولي حول لبنان
[c1]* قال إن حجم الحمم التي سقطت على لبنان تعادل قنبلة نووية [/c]بيروت/ فلسطين المحتلة/ وكالات: قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس الثلاثاء في حديث تلفزيوني إن المقترحات التي عرضتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الاثنين على المسؤولين اللبنانيين "غير قابلة للتطبيق إلا بقيام فتنة داخلية" في لبنان.قال بري إن "السلة التي قدمتها رايس غير قابلة للتحقيق ولا يمكن أن تطبق إلا بايجاد فتنة داخلية في لبنان". وكان بري التقى رايس الاثنين لنحو ساعة خلال زيارتها الخاطفة إلى بيروت. وقال إن الأفكار التي حملتها تتضمن "وقف إطلاق النار وسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني في المنطقة العازلة وتمديد لشهر أو شهرين للقوات الدولية الحالية على أن يصار بعدها إلى إنشاء قوة دولية تشارك فيها عدة بلدان لتبدأ بعدها حركة اعمار ثم يعود النازحون إلى منازلهم في الجنوب".أضاف بري أن "جوابي كان أن هذا يعني أن عودة النازحين لن تتم قبل شهر أو شهرين إذا كنا متفائلين (...) وهذا يشكل خطرا على الاستقرار في لبنان وعلى الحكومة اللبنانية وعلى وحدة اللبنانيين عندما يكون هناك مليون نازح خارج منازلهم". قال بري إن حجم الحمم التي سقطت على لبنان تعادل قنبلة نووية، وأضاف أن إسرائيل تريد تفتيت لبنان. وأكد أن إسرائيل تخشى النموذج اللبناني للتوافق الطائفي. وحول موضوع تبادل الأسرى، قال إن لبنان سعى للقيام بعملية تبادل الأسرى ولكن إسرائيل تباطأت. وأكد أن سياسات تل أبيب في لبنان لم ترتبط بخطف الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله . وأكد أنه "لن يكون هلال شيعي إلا ضمن قمر سني" وحذر في الوقت نفسه من أن تمتد المواجهة اللبنانية الإسرائيلية إلى بقية المنطقة. وأكد أن لبنان ضحية لحسابات أمريكية وإسرائيلية في المنقطة.واوضح بري ان ما اقترحه على رايس هو "وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى باسرع ما يمكن وعودة النازحين. اما بقية الامور فانا على اتم الاستعداد لبحثها بكل انفتاح الا انه لا يمكن ربط الحمل وترك الذئب طليقا (...) هذا يعني استمرار القتل".وقال بري ان رايس لم تأت على ذكر الاسيرين الاسرائيليين "بل انا طرحتها مقترحا تبادلا سريعا". واضاف "اتوجه الى اهل الاسيرين واقول لهم ليس لبنان من يحتجز اولادكم بل هو دولة اسرائيل وجيش الدفاع الاسرائيلي اللذان لا يريدان ان يحصل التبادل".وحرص الرئيس بري على القول ان حزب الله فوضه "موضوع الاسيرين والتفاوض بشانهما". واوضح انه لم يلتق ابدا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما لم يتصل به هاتفيا منذ الثاني عشر من الشهر الجاري اي منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان.وفور مغادرة رايس بيروت مساء الاثنين كان التشاؤم سيد الموقف وبدا ان وقف اطلاق النار لا يزال بعيد المنال.وقد تجنبت رايس في القدس أمس الثلاثاء الاشارة الى وقف اطلاق النار قبيل لقائها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في القدس وقالت ان "الحل الدائم يجب ان يكون حلا يعزز قوى السلام والديموقراطية في المنطقة" و "ارساء الاسس لسلام دائم في هذه المنطقة".من جانبه قال اولمرت ان الدولة العبرية ستواصل هجومها العسكري الواسع في لبنان رغم الضغوط الدولية المتزايدة للتوصل الى وقف لاطلاق النار وتحذيرات من تفاقم الازمة الانسانية في لبنان. وقال اولمرت ان "اسرائيل مصممة على مواصلة القتال ضد حزب الله كما شهد الوضع الامني على الارض تصعيدا غداة زيارة رايس ونشبت معارك ضارية بين الجنود الاسرائيليين الذين يحالون التقدم داخل مدينة بنت جبيل وبين مقاتلي حزب الله الذين يدافعون عنهاوقد القت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الثلاثاء بكامل ثقلها وراء الحملة العسكرية التي تشنها اسرائيل على لبنان ودعت الى اقامة "شرق اوسط جديد" خلال جولتها التي تتسم بالتكتم وتختلف عن الجولات المكوكية لمسؤولين اميركيين سابقين إلى الشرق الاوسط.وعقب زيارة مفاجئة الى بيروت الاثنين التقت رايس أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت كما التقت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية وستتوجه الى روما لحضور مؤتمر دولي بشان لبنان. وقالت رايس قبل لقاء مع اولمرت "حان الوقت لشرق اوسط جديد" مؤكدة دعم الولايات المتحدة للقصف الذي تشنه اسرائيل على لبنان والذي اثار انتقادات عالمية وتحذيرات من ازمة انسانية. واوضحت رايس انها لن تكرر اداء الادارات الاميركية السابقة التي كانت تقوم بجولات مكوكية مضنية للتوصل الى اتفاقيات سلام من خلال المقايضات الدبلوماسية المنهكة. وفي السبعينات من القرن الماضي امضى هنري كيسنجر اسابيع في زيارات مكوكية بين عواصم الشرق الاوسط في مسعى لانهاء الحرب بين العرب واسرائيل عام 1973. واوضحت رايس ان وقفا فوريا لاطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله لن يؤدي الا الى تجميد المشاكل ويبقي على الحزب الشيعي بحيث يعيد تجميع صفوفه ويتسبب في نزاعات مستقبلية. وقالت وهي تقف الى جانب اولمرت "لا يمكننا العودة الى الوضع السابق بحيث يستطيع المتطرفون في اي وقت اتخاذ قرار لارتهان حياة الابرياء مرة اخرى باستخدام الصواريخ او استخدام قدراتهم". وقالت رايس قبل اجتماعها مع اولمرت "لا ارغب في العودة بعد ثلاثة اسابيع او ثلاثة اشهر او ستة اشهر يكون وقتها المتطرفون قد قرروا استخدام قدراتهم مرة اخرى لزعزعة السلام". واثناء ادارة الرئيس السابق الاميركي بيل كلينتون قام مبعوث السلام الاميركي دينيس روس بزيارات مكوكية متواصلة الى الشرق الاوسط هدفت الى منع حدوث النزاعات واحداث تقدم في المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ومن بين اسباب الاختلاف بين رايس والمسؤولين السابقين هو ان ادارة بوش ومن الايام الاولى لتوليها الرئاسة رفضت نهج اسلافها فيما يتعلق بالشرق واوضحت رايس ان اساليبها تختلف عن سابقيها وتتوافق مع مفهوم شرق اوسط "جديد" تنتعش فيه الديموقراطية ويتغير فيه الوضع السابق حيث كانت دمشق او طهران تحددان ميزان القوى. وصرحت رايس "كان بامكاني ان استقل طائرة وابدأ جولة مكوكية دون ان يكون واضحا ما الذي افعله". ونفت كذلك المقولات بان واشنطن من غير المرجح ان تحرز اي تقدم الا اذا ارسلت مسؤولا رفيعا الى سوريا وايران وقالت ان فكرة ان واشنطن لم تتحدث الى سوريا هي "فكرة خاطئة". والفرق الاخر هو انه لم ترشح عن جولة رايس الكثير من المعلومات. فبعد زيارتها غير المعلنة الى لبنان رفض المسؤولون الكشف عن اية تفاصيل حول المناقشات التي اجرتها ولم يتضح ما اذا كان ذلك بسبب عدم حدوث تقدم يذكر او رغبة في الحفاظ على المحادثات الجارية. وذكر مسؤولون يرافقون رايس في جولتها انها لم ترغب في تعريض المحادثات التي تجريها لاي خطر. ولم تلق سوى تصريح علني واحد قبل محادثاتها مع اولمرت. كما فضل مساعدو رايس عدم التعليق على ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست" بانها عرضت على رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة خطة سلام تتضمن نشر قوة دولية قد تكون بقيادة حلف شمال الاطلسي ومنطقة عازلة داخل لبنان لمدة 60 الى 90 يوما. وصرح ديفيد ويلش المبعوث الاميركي للشرق الاوسط على متن الطائرة التي اقلت رايس الاثنين عقب زيارتها بيروت ردا على سؤال حول المنطقة العازلة "لن اخوض في هذا الامر". وذكر مسؤول اخر ان الادارة سترفض التحدث علنا عن خطوات انهاء النزاع او اليات وقف اطلاق النار. وفي السياق قالت رايس في القدس لدى اجتماعها برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت،إن الوقت قد حان لظهور شرق أوسط جديد والتمهيد لسلام دائم في المنطقة. وأضافت رايس في مستهل الاجتماع أن الحل الدائم في المنطقة ينبغي أن يعزز ما وصفتها بقوى السلام والديمقراطية في المنطقة. وقالت إن هناك حاجة لضمان عدم العودة إلى الحالة التي كانت سائدة في السابق. وينما قال أولمرت إن اسرائيل مستمرة في محاربة حزب الله، لن تتردد في اتخاذ تدابير قاسية ضد من يطلقون الصواريخ على إسرائيل،حسب تعبيره. ودعا أولمرت الحكومة اللبنانية لإبعاد نفسها عن حزب الله،لأن ذلك سيسهل جهود إنهاء الحرب،حسب زعمه.ومن بين القضايا الموضوعة على جدول اجتماعات رايس نشر قوة دولية في جنوب لبنان،وإقناع حزب الله بالابتعاد عن الحدود،وإعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين. كما تناولت مباحثات رايس وأولمرت سبل تخفيف معاناة المدنيين في لبنان،خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن نحو خمس سكانه تشردوا بسبب الغارات الإسرائيلية،وأن معظم القتلى هم من المدنيين. ومن المحتمل أن يوافق أولمرت على فكرة واشنطن إقامة ممر إنساني لتوصيل المعونات إلى المحتاجين. وقال أولمرت في هذا الصدد إن إسرائيل تدرك احتياجات المدنيين. وتواجه زيارة رايس للمنطقة جوانب شائكة في الاتفاق على وقف إطلاق النار وشكل الصفقة التي سيجري التوصل لها. وتطالب الحكومة اللبنانية بوقف إطلاق النار أولا،فيما تريد إسرائيل أن يغادر حزب الله منطقة الحدود على الفور وإطلاق سراح الجنديين المخطوفين دون شروط. تقول إسرائيل إنها قد تقبل نشر قوة دولية لإبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود. هذه الشروط ستكون محور مؤتمر دولي يعقد في روما اليوم الأربعاء.في هذه السياق قال وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب إن كلا من الأردن ومصر والسعودية ستطالب خلال المؤتمر بوقف فوري وسريع لإطلاق النار وتعزيز قدرة الحكومة اللبنانية.وقال الخطيب في مؤتمر صحفي بعمان إن هناك تشاورا وتنسيقا مستمرين بين عمان والقاهرة والرياض على كل المستويات،وسيكون هناك طرح عربي واحد بخصوص وقف إطلاق النار ووقف العدوان وتقوية قدرة الحكومة اللبنانية وإسنادها الكامل وإسناد لبنان لبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية. من جهته قال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إن الهدف الرئيسي من مؤتمر روما هو ضمان وقف إطلاق النار في لبنان،وأضاف في مؤتمر صحفي إن هذا المؤتمر يجب أن يعالج المشاكل الأساسية وأولها التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. ويعقد المؤتمر الدولي حول لبنان بمشاركة دول ومنظمات وشخصيات عالمية بينها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية. وقد وصل أنان اليوم إلى روما على متن طائرة حطت في مطار تشيامبينو العسكري،فيما ستلحق رايس به بعد أن تنهي زيارتها لفلسطين. وقال أنان لدى مغادرته نيويورك "المهم هو أن نغادر روما بإستراتيجية ملموسة"، مشيرا إلى أن المباحثات ستتناول "وقفا لإطلاق النار وموضوع القوة الدولية التي يجب نشرها في جنوب" لبنان. وسيشارك في مؤتمر روما 13 بلدا وثلاث منظمات دولية هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. وسيرأس المؤتمر كل من وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما ونظيرته الأميركية رايس.