سلامتك عصام
تسلم لنا كلمتك .. تسلم لنا بسمتك تسلم لنا نغمتك .. يا أحلى غنوة نتذوقها اليوم ، بعراقة امسنا الجميل ، وحداثة غدنا الذي نأمل كما هو هاجسك ان يكون أجمل .فأنت ، للمعاناة مخزن ومنجم .. لانها وحدها القادرة على تفجير طاقاتك وحبالك الصوتية الى كنوز غالية تلهث وراءها الاسماع النظيفة .لكن ان تكون تلك المعاناة ، خارجة عن النص ، لتداهم جسدك المتخم بالآلام ونكران الجميل .. فهذا ما نخشاه عليك.الفنان القدير / عصام خليدي ، واحة خضراء في طريق صحراوي .. عطر فاخر وأصيل موزع مجاناً على فاقدي حاسة الشم .. قصيدة غزل بحوزة أمي لا يعرف القراءة او الكتابة .هذا الفنان الفاقد لاحساس البدن ،لانه مشبع بأحاسيس المشاعر لم يوجعه مداهمة المرض له واستيطان حصوات عديدة في كليتيه .. لكن الذي احزنه وجرعه مرارة الألم .. نكران الناس له .. وعدم سؤالهم عنه .. خاصة اولئك الذين قالوا .. نحن رفاقه ومحبيه واصدقاؤه .. فكم هي عزيزة على النفس ان تسمع صوت عزيز عليك يهمس بحب وصدق .. سلامتك يا وحيد عصرك الغنائي .. كم تساوي من كنوز اذا طرق بابك احد الذين يلتصقون بك عند العوافي والصحة الدائمة .. وأنت على فراش الوعكة الصحية.وكم هو قاس ومؤلم ان نكون اصدقاء واصحاب العافية والنشاط فقط .هذا الفنان الذي يحمل في كيانه عزة نفس ابناء عدن الحقيقيين .. لم يطلب .. ولن يطلب من أحد ان يساعده او يعينه او يعالجه .. فله الحمد من قبل ومن بعد .. فهو وسؤال المذلة والحاجة خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً .سألت عنه صحيفة "14 أكتوبر" .. فقال الآن ردت لي الروح لأن سؤال الاحبة أحد أهم روشتات العلاج كانت نبرات صوته حزينة لكنها بدأت شيئاً فشيئاً بالتعافي والثقة .سألناه كيف الحال ؟قال أسير على خطى العلاج السليم وان شاء اللَّه قريباً يعود الجسد قادراً على حمل انغام والحان أود كثيراً ان يسمعها احبابي ونحن في انتظارك .. يا جبلاً من صبر وقنطاراً من حب ووفاء وصدق.. وبحراً من كبرياء .. وفضاءً مليئاً عزة وأنفة .