نجمي عبدالمجيدفي تاريخ 11 مارس عام 1917م كان الاستيلاء الكامل على العراق من قبل بريطانيا بقيادة الجنرال مود الذي قال للشعب العراقي “ لقد جئتكم محرراً لا فاتحاً” وكانت اتفاقية سايكس-بيكو قد نصت على تقسيم العراق الى منطقة نفوذ فرنسي ومنطقة نفوذ بريطاني في عام 1916م، ولكن بعد انعقاد مؤتمر سان ريمو اصبحت فرنسا طرفاً بعيداً عن المطالبة به، ومع ان مفاوضات 1 ديسمبر عام 1918م والتي بدأت في لندن وطالب فيها لويد جورج من كليمنصو ان يوافق على ضم شمال العراق وفلسطين الى منطقة النفوذ البريطاني، لم تساعد على خلق تسوية كاملة وبعد سقوط كليمنصو في كانون الثاني عام 1920م عقدت اتفاقية تنازلت بموجبها فرنسا عن مطالبها في العراق مقابل التوسع الفرنسي في سوريا وإعطائها حصة كبيرة من زيت الموصل.وقد مر تاريخ التواجد البريطاني في العراق بمراحل واحداث، منها معاهدة اكتوبر 1922م ومعاهدة يناير 1926م ومعاهدة ديسمبر 1927م ومعاهدة 1930م وكان فيصل بن الحسين قد نصب ملكاً للعراق في عام 1921م وفي عام 1925م قامت الثورة الكردية ضد الاتراك وتم ضم الموصل إلى العراق وفي عام 1932م كان استقلال العراق وفي عام 1933م مات الملك فيصل الأول وخلفه الملك غازي الأول الذي حكم من عام وفاة ابيه حتى عام 1939م وقد شهد العراق من عام 1936م حتى عام 1941م عدة انقلابات عسكرية وكانت وفاة الملك غازي في حادث سيارة وجاء من بعده الملك فيصل الثاني الذي حكم العراق من عام 1939م حتى عام 1958م، وقد شهد العراق في عام 1941م ثورة علي الكيلاني التي لم يكتب لها النجاح .[c1]الحكم الملكي في العراق[/c]عن هذه الحقبة من تاريخ العراق السياسي الحديث يقول جورج انطونيوس في كتابه يقظة العرب: (كان العراق يوم قبل في العصبة قد مارس كثيراً من امتيازات الحكم الذاتي ومنها التمثيل السياسي في الخارج، فبعد اعتلاء فيصل العرش تراخت القبضة الخانقة التي احكمتها بريطانية حول عنق العراق بعيد الحرب- تراخت سريعاً وصحب ذلك انشاء حكومة دستورية ونمو جيش وطني وادارة مدنية ويرجع تاريخ انشاء المؤسسات البرلمانية في العراق الى اواخر عام 1924م، وصاحب نشأتها ايضاً قيام دوائر حكومية يشرف عليها وزراء عراقيون،ثم جددت تدريجاً سلطات المندوب السامي البريطاني وكانت من قبل مطلقة وجعلت صلاحيات الموظفين البريطانيين في الدوائر العامة - مع مرور الزمن - خاضعة لسلطان الوزارء العراقيين اما تصريف العلاقات الخارجية فكان مايزال عملياً تحت سيطرة بريطانيا العظمى الا انه كان لملك العراق ممثلون في بعض البلاد الخارجية وكان يستقبل السفراء الاجانب المعتمدين في بلاطه.وكانت موافقته الرسمية وموافقة برلمانه ضروريتين لاجازة الاتفاقات المبرمة باسمه اذن كانت المظاهر الديمقراطية في الحكومة العراقية يوم دخل العراق العصبة امراً قد جرت ممارسته ، ويعود الفضل في ذلك- بقدر كبير - الى انجلترة.ان اسهام بريطانيا في بناء العراق من الامثلة الفذة على الانشاءات التي تمت بعد الحرب وقد يجد القائلون كل مسوغ مشروع ليوردوا اوصافاً نابية عن محاولات القرصنة التي بذلتها الحكومة البريطانية لاختطاف العراق بعد الحرب، ولكن يستطيع القائلون ايضاً دون مغالاة ان يقولوا ان دولة العراق الحديثة مدينة بوجودها - في الدرجة الاولى- الى جهود الموظفين البريطانيين وإخلاصهم النوايا ولهذا سببان اثنان: احدهما ان الحكومة البريطانية اكتشفت ان البلاد خلية لليعاسيب وليست جنة عدن فاخذت تزداد اهتماماً بان تضمن ان يكون نظام الحكم العربي المستقل الذي سيتم عاجلاً او آجلاً - قائماً على اسس واقعية ثابته وثانيهما وهو محض مصادفة سعيدة ان العراق كان مجدوداً لان الذين عينوا للخدمة فيه كانوا عصبة من الموظفين البريطانيين ذوي الكفاءات الفذة والضمائر الحية وقد اعان هذان العاملان مجتمعين على الاسراع في اقامة الادارة العربية وتامين قيامها وسنعترف بان تحقيق ذلك يعد امراً فذاً اذا نحن تذكرنا ان العراق متعدد القبائل والطوائف الدينية والعنصرية وان وسائل الاتصال فيه قليلة بالنسبة الى حجمه وأنه لاجل هذه العوامل جميعاً بلد يصعب ضبطه بتطبيق النظام البيروقراطي المألوف).[c1]مس بيل المرأة التي انشأت دولة ونصبت ملكاً[/c]وعن دور الشخصيات السياسية البريطانية في تكوين العراق الحديث يتحدث الكاتب عبدالرحمن منيف في كتابه العراق هوامش من التاريخ والمقاومة عن مكانة مس بيل: (تعبير المس بيل شخصية فذة ودورها بالغ الاهمية، ان لم يكن حاسماً في الصيغة التي اخذتها المنطقة في اعقاب الحرب العالمية الاولى من حيث العلاقة مع بريطانيا، ومن حيث نوعية الحكم الذي قام في العراق.بدأت علاقة المس بيل بالمنطقة مع بداية القرن العشرين تقريباً وقد تزاملت ولورانس في البحث عن الاثار، وكانت البلداية في كركميش عند مدخل نهر الفرات الى سورية وظل الاثنان معاً فترة من الزمن ثم افترقا كل الى مكان وكل لمهمة، اذ اخذت المس بيل تجوب المنطقة من اقصاها الى اقصاها بحجة البحث عن الاثار مرة وبحجة دراسة لهجات البدو مرة وبحجة الالمام باصول القبائل وبانسابها ثالثة الى ان وصلت الى اعماق الجزيرة العربية في محاولة لاستمالة عدد من شيوخ البدو الى جانب الحكومة البريطانية وتعبئة عواطف العرب ضد الاتراك الامر الذي ادى الى احتجازها في حائل من قبل ابن رشيد الذي كان موالياً للاتراك الى ان تم الافراج عنها وترحيلها من الجزيرة العربية اما لورنس فقد اختص بالهاشميين ووثق العلاقة معهم حتى نهاية الحرب.ومن المفيد ان نتوقف هنا عند موضوع تنصيب فيصل بن الحسين ملكاً على العراق نظراً لاهمية الموضوع اولاً ولانه يمثل نمودجاً لقابليات هذه المرأة ثايناً.حين بدأ واضحاً ان الاتجاه الغالب يميل الى اختيار النظام الملكي للعراق، كان هناك عدد كبير من المرشحين لتسلم العرش وكان لكل واحد من هؤلاء المرشحين منطقته ومؤيدوه والمتحمسون له وكان له ايضاً من يؤيده او يتظاهر بذلك من رجال الانتداب وكأن المسالة مسابقة لاشغال منصب يعتقد كل من المرشحين انه أهل له!من هؤلاء المرشحين: عبدالرحمن النقيب، ابرز رجال بغداد ونقيب اشرافها وقد اعتمد عليه الانتداب في تشكيل اول حكومة بعد الحرب، وكان موضع ثقة المندوب السامي والادارة البريطانية ولولا تقدمه في العمر وثقل حركته ومرضه لكان حظه في الوصول الى العرش كبيراً.اما طالب النقيب فكان ابرز زعماء البصرة واكثرهم نفوذاً وحركة ولولا تسلطه وغروره وميله الى الفرض والعناد لاستطاع ان يقيم علاقات وديه مع ادارة الانتداب ولكن هذه العلاقات كانت دوماً عرضة للتارجح والخطر مما ادى الى عدم الثقة به والى استمرار الخشية منه.وكان ضمن المرشحين للعرش ايضاً هادي باشا العمري احد زعماء مدينة الموصل ثم حاكم امارة المحمرة الشيخ خزعل وحاكم نجد عبدالعزيز ابن سعود ووالي بشت كومة الايراني كما رشح ايضاً الاغا خان لعرش العراق واضيف الى المرشحين فيصل بن الحسين الذي عزل عن عرش سورية واخذ يبحث عن عرش بديل وكان المستر تشرشل يميل الى فيصل اكثر من أي مرشح آخر لان تنصيب فيصل على عرش العراق سيزيد من سيطرة الحكومة البريطانية عليه وعلى ابيه شريف مكة.وهكذا وما ان انعقد مؤتمر القاهرة والذي تقرر فيه تبني فيصل كي يكون ملكاً حتى اندفعت المس بيل الى تنفيذ هذا القرار الذي لاقى هوى كبيراً في نفسها باعتبارها اكثر المتحمسين لفيصل واول مرشح لهذه المهمة.ان اختيار رجل مثل فيصل لعرش العراق امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلاً لولا المس بيل.فهذا الرجل الذي لم تمض سوى شهور على هزيمته في سورية من قبل الفرنسيين ، والذي يتصف بروح رومانسية من حيث النظرة والعلاقات والتصرفات ايضاً، وكان موضع منافسة من بعض أفراد أسرته وخصومه وكان غريباً عن هذا البلد اذ لم يره من قبل، ولايعرف الا القليلين من رجاله، فقط اولئك الذين التحقوا بالثورة العربية حين اعلنهاوالده الشريف حسين عام 1916م ورافق بعضهم فيصلاً في مسيرته نحو دمشق واصبحوا جزءاً من العناصر التي يعتمد عليها في ادارة السياسة والحرب حين تولى حكم سورية ، ثم حين واجه الفرنسيين ولما هزم عاد اغلب هؤلاء الى الاماكن التي انطلقوا منها اوهاموا على وجوههم باحثين عن مكان او صيغة حياة جديدة.ان اوضاعاً مثل هذه ورجالاً كهؤلاء كانوا بحاجة الى قوة استثنائية لكي تعيد تنظيم أوضاعهم وأدوارهم وماكان هذا الشيء ليحصل ووفق هذا النسق لولا المس بيل).[c1]عبدالكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية[/c]تاريخياً وسياسياً تعتبر الزعيم عبدالكريم قاسم هو مؤسس الجمهورية العراقية وقائد ثورة 14 تموز عام 1958م والرجل الذي حول العراق من العصر الملكي الى العصر الجمهوري وفي العام القادم 2008م تكون تلك الثورة ومارافقها من احداث وصراعات قادت زعيمها ورجاله الى التصفية الدموية ،50 سنة ، وقد ظهرت في السنوات الاخيرة العديد من المؤلفات والدراسات التي تعيد قراءة تاريخ ثورة تموز وعبدالكريم قاسم محاولة تقديم رؤية جديدة لتلك الحقبة من تاريخ العراق شكل تنظيم الضباط الاحرار الذي قاد تلك الثورة النواة المحركة في قيادة التغيير السياسي، ومن اسماء تلك القيادات نذكر : ابراهيم اسماعيل،ابراهيم جاسم التكريتي ، ابراهيم عباس اللامي، احمد حسن البكر، احمد محمد ابو الجبن، اسماعيل ابراهيم العارف، وغير هؤلاء.عن شخصية عبدالكريم قاسم يوضح الباحث الدكتور عزيز الدفاعي قائلاً بانه لم يكن مثل بعض الزعماء العرب الذين جاءوا من المشروع الغربي لمفهوم الزعامة منهم من انطلق من الرؤية التحررية للفكر الاشتراكي او ممن تبنوا الاسلام السياسي لقيام سلطة الانتماء العشائري بل هو اول قائد عراقي يشعر بعراقيته وجذوره التاريخية التي تمتد لحوالي 4374 سنة حين رسم (سرجون الاكادي) حدود الخارطة العراقية الراهنة مقدراً اهمية منابع النهرين دجلة والفرات بالنسبة للوسط وجنوب العراق وقد سعى عبدالكريم قاسم لجمع القوى الوطنية كي تشارك في تنفيذ مشروعه الوطني لتحقيق المنجزات الشعبية والتي وضعت صورته في مخيلة واذهان العامة من الشعب العراقي كبطل اسطوري وهو الذي اطلق عليه من الاعلام اليساري لقب الزعيم الاوحد، والذي كان قادماً للعالم العربي من مفاهيم الفيلسوف الروسي بليخانوف عن دور الفرد في صناعة التاريخ.وحول نقطة اخرى من هذه الشخصية يقول الباحث : (كما لم يكن تجسيداً لميكافيلية مثل مايتصور البعض ممن كتب سيرة حياته مهملين احياناً الظروف التاريخية التي بدأت فيها ملامح الزعيم تترسخ في وجدان شعبي صعب المراس في ظل التداعيات الاقليمية والدولية في فترة الحرب الباردة والصراع على النفوذ وحلف بغداد والمشروع الوحدوي الناصري.لقد كانت محاولة جريئة اقدام القوى اليسارية العراقية على كسر هياكيل الاقطاع والبرجوازية دون حساب ردود فعلها وتشابكاتها الطائفية والعشائرية وارتباطاتها والسعي نحو زجها في الطريق صوب الاشتراكية قسراً بعد سلسلة الانقلابات التي شهدها العراق منذ انقلاب بكر صدقي وكان واضحاً ذلك الخلط التحليلي بين المشروع الوطني وادواته التنفيذية لدى اغلب الزعامات السياسية في العراق حتى اليوم والذي اتخذ احياناً اشكالاً قومية واخرى وطنية ملكية وجمهورية علمانية او دينية الا انها جمعياً عكست الوجه الظاهري للصراع وليس الصراع الحقيقي بين القوى وعلاقات الإنتاج ذلك ان البرجوازية الوطنية وملاك الارض الكبار قد عجزوا عن القيام بدورهم في عملية التحديث والامساك بسلطة الدولة واستخدامها لتحقيق نمو معرفي واقتصادي بعد قرون من الاستلاب وقد انتهت محاولات النظام الملكي تحقيق الوئام بين الطوائف والقوميات عام 1941م عندما وقفت الى جانب المحتل البريطاني.من هنا كان لابد من اللجوء إلى لمؤسسة العسكرية لاحداث عملية التغيير فنوري السعيد كان يرى بواقعية ان الاستقلال التقليدي لا وجود له وانه لابد من التحالف مع بديل في مواجهة الخطر الشيوعي وضمان انسحاب بريطانيا من العراق ان نبحث عن صيغة اخرى.لكن قاسم لم يع هذا الدرس وراهن على الخيار الاخر بصلابة دفع ثمنها لاحقاً ربما لعدم قدرته على احداث التوازن بين القوى الخارجية او ربما دفع ثمن رهان الحزب الشيوعي العراقي على موسكو على حساب الغرب.[c1]من اعدم الزعيم عبدالكريم قاسم اعدام فرد ، أم اعدام مرحلة؟[/c]تساؤل يجمع بين السياسة والتاريخ وبين صراع المصالح والنفوذ كل هذه العوامل وغيرها كانت خلف ضرب مشروع هذا الزعيم عند محاولة الشواف الانقلابية مروراً بموقف القاهرة المعارض والتدخل الامريكي كما أشار علي صالح السعدي في الكشف عن دور السفارة الامريكية في انقلاب 14 رمضان عام 1963م الذي اطاح بحكم عبد الكريم قاسم.كذلك كان هو صاحب مشروع ضم الكويت للعراق في العهد الجمهوري وحقول النفط التي تمتد على مساحات واسعة من هذه الاراضي وربما يكون قاسم قد دفع حياته ثمناً لحلم ضم الكويت اضافة الى الصراعات الاخرى في المنطقة غير ان قاسم في منظور البعض هو زعيم وطني سعى لجعل العراق في مكانهالطبيعي وقائد لثورة حاولت قلب موازين القوى والنفوذ في المنطقة وقد ادت الى هيمنة الجيش على صناعة القرار السياسي كما يعترف له بانه نجح في ان يوازن ثقل الضباط وحلفائهم القوميين بالثقل المضاد لقوى الشيوعيين كما يوضح الدكتور عزيز الدفاعي.[c1]عبدالكريم قاسم بعد 48 سنة[/c]في حوار مع الدكتور عقيل الناصري مؤرخ ثورة 14 تموز 1958م حاوره مازن لطيف علي يطرح السؤال الثالث : هناك مفارقة وهي ان من حاول وساعد انقلاب شباط الاسود هم انفسهم من قضوا عليهم وكذلك مارأيك بمحاكمة صدام امام الجماهير في حين ان محاكمة الزعيم لم تستمر سوى دقائق وبدون أي قضاء.الجواب:بالنسبة الى الشق الاول.. هذا لايمثل مفارقة بل هو نتاج طبيعي مستخلص من طبيعة قوى الانقلاب والتناقض فيما بينهم من حيث الماهيات الاساسية لعراق مابعد المرحلة التموزيه القاسمية النيرة.لقد تجمعوا تحت هدف مشترك مضمونه القضاء على الزعيم قاسم ولنهجه الوطني العراقي بارتباطه الجدلي مع الانتماء للامة العربية وكذلك محاولة اجتتات قوى اليسار وعلى وجه التحديد( الحزب الشيوعي) لقد تحقق الهدف الاول ومرحلياً فقط وبصورة جزئية تحقق شيئ من الثاني.. لكن بدأت طاحونة الاختلاف بين قوى الانقلاب تطحن بعضها البعض الاخر.. فكانت البداية مع الحركة التحررية الكردية التي ساموها افظع وابشع الدمار .. ثم جاء دور القوميين العرب الذين شاركوا في عملية الانقلاب والقمع حتى انهم اعتبروا بيان رقم 13 السيئ الصيت انه ( ثورة) كما يشير الى ذلك استناداً الى المصادر المنشورة محمد جمال باروت لتصل حلقة العنف بعد ذلك الى البعثيين انفسهم بلغت حد القتل المادي والروحي .. بعدها تشرذموا وانقسموا الى كتل صغيرة تحارب بعضها البعض الآخر، وجرت تصفيات (مادية ومعنوية) فيما بينهم .. وهذا مايمكن الاستدلال عليه من تتبع مصائر المساهمين في الانقلاب من امثال: ابراهيم فيصل الانصاري واحمد حسن البكر واحمد العزاوي وباسل الكبيسي وبدن فاضل واللواء بشير الطالب وتركي الحديثي وجاسم مخلص التكريتي والعميد جابر حسن الحداد والمقدم داود الجنابي واللواء الركن حامد اللواء الطيار حردان التكريتي.. وهناك العدد الوفير ممن رصدهم د. علي كريم، الذين بلغ عددهم 116 شخصاً اعدموا من قبل ( رفاقهم) كذلك مايشير حسن العلوي إلى(ديمقراطية الموت) وما حصدت من ارواح من قبل بعثي السلطة كما جاء في كتابه (دولة الاستعارة القومية ص 173) وقد اكتسبت عمليات القتل زخمها بعد انقلاب 1968م حيث قام جناح البكر- صدام ليس بقتل رفاقهم الذين انشقوا عنه عام 1963م بل حتى رفاقهم من ذات الكتلة.وبكل موضوعية يمكنني ان اطلق على هذه الظاهرة اسم ( لعنة قاسم) التي ظلت تلاحقهم لحد هذه الساعة وما المطالبة بمحاكمة صدام عن قتله لرفاقه عام 1979م الا دليل على استمرارية هذه اللعنة المباركة والتي ستلاحقهم على مدى التاريخ.[c1]عبدالكريم قاسم وإعادة كتابة تاريخ ثورة العراق [/c]بعد مرور كل هذه السنوات من نهاية مرحلة عبدالكريم قاسم من تاريخ العراق السياسي الحديث ، ظهرت عدة مؤلفات تسعى الى تقديم الجديد في الرؤية والمعلومات عن ثورة 14 تموز 1958م وقائدها وانصاف هذا الزعيم الذي لم ينل حقه من الدراسات السياسية والتاريخية ومحاولة تقيم تلك الثورة بما حفلت من انجازات وانتكاسات.وتاريخ العراق جمهورياً يبدأ من عند عبدالكريم قاسم، غير انه لايقف عند حدود الاطاحة بحكمه بل هو يتواصل عبر مراحل في الانقلابات والصراعات مروراً بعبد السلام عارف الذي قتل بحادث سقوط طائرة عسكرية عام 1966م وخلفه اخيه عبدالرحمن عارف عام1968م وفي نفس العام قاد احمد حسن البكر انقلابه واصبح رئيساً للعراق حتى عام 1979 وصعود صدام حسين الى السلطة في نفس العام وبعدها ماجرى على العراق من احداث حتى اليوم وتلك صفحات من التاريخ لايغفل منها ذكر عبدالكريم قاسم امام اعادة كتابة تاريخ العراق في العصر الحديث.
|
دراسات
عبدالكريم قاسم .. العراق من الملكية إلى الجمهورية
أخبار متعلقة