جعل الإسلام الأسرة قوام المجتمع وجعل الزواج بداية الأسرة،وجعل للزواج أهدافاً سامية وقد جاء الإسلام بمبادئ بين فيها مطالب الروح ومطالب الجسد وأوجب على اتباعه أن يدفعوا عن أنفسهم الشدائد بمختلف الوسائل المشروعة حتى يعيشوا في عزة،ولهذا فهو يولي الضرورة حكمها ويرتب عليها من الأحكام ما لايكون في غيرها.[c1]أمين سعيد إسماعيل[/c]إن الدين الإسلامي يدعو إلى تنظيم الأسرة ويشجع على ذلك.فهو دين التنظيم في كل شيئ ولقد أخبر القرآن الكريم أن التنظيم سنة الحياة،وأن هذا الكون يتحرك في جميع أنحائه بنظام دقيق،قال تعالى(ماترى في خلق الرحمن من تفاوت)(الأية3،سورة الملك).وقال تعالى:)والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)(البقرة الأية233).والنظام في الإسلام أساس العبادات والمعاملات.وهكذا نجد أنه لادين ولا حياة بغير تنظيم.وضمن الإسلام سد حاجة الإنسان من النظم والقوانين والقيم والأخلاق،ووضع لتحقيق ذلك القواعد والأسس،لينظر في كل أمر يستجد على ضوئها دون إعتبار لحرفية النصوص والجمود عليها،أو عدم وجود مثال سابق لما استجد في واقع الحياة.فتحقيق المصالح ودفع المضار،مسالك يجب أن ينظر إليها بأنها تتماشى مع معرفة حكم كل مستجد،شريطة أن، يتصدى لتوضيح ذلك كل من عنده إلمام بمقاصد الإسلام وغاياته.والتنظيم كما بينه العلماء ليس التحديد ولا الإجهاض ولا التعقيم ولكن معناه:(إيجاد فترة متباعدة بين حمل وآخر)بما يحقق الصحة والسلامة لجميع أفراد الأسرة.ويتم ذلك باستخدام وسيلة مناسبة تحت إشراف طبيب متخصص لفترة محددة تسترد فيها الأم صحتها وقوتها حتى تستطيع القيام برعاية أولادها الرعاية الكاملة،وتستعد الأسرة لمواجهة أعباء الحياة وتبعاتها،وذلك أمر يدعو إليه الإسلام،فهو يهدف إلى الصحة وحفظ النشء من الإهمال والضياع.والأسرة باعتبارها نواة المجتمع وخليته الأولى لا بد وأن تعيش بنظام حتى تحقق الحكمة من وجودها.إن تنظيم الأسرة من بين الحلول المتاحة لمواجهة المشكلات السكانية المتدفقة التي تواجه بلداناً عديدة في العالم ومن بينها اليمن.وهناك ظروف صحية أو اجتماعية أو اقتصادية قد يتحتم معها تنظيم النسل من وجهة النظر الدينية مثل:1 -الخوف على صحة المرأة وسلامتها بسبب الحمل من المرض أو زيادته أو تأخر شفائها.2-إذا كان تتابع الحمل قد يؤدي بصحة الأم وصحة ولدها.3 -ان يكون هناك مرض معد في الزوجين أو في أحدهما يخشى انتقاله إلى الذرية تبعاً لقانون الوراثة.4 -الخوف من كثرة الحرج بسبب الأولاد،فقد يضطر الأب الفقير ذو العيال الكثيرة إلى أن يقف في حياته مواقف محرجة فيمد يده إلى مال غيره أو غير ذلك من مداخل السوء.فعلينا الأخذ بالتعاليم الإسلامية في تنظيم النسل،وأن تتضافر القوى وتتعاون أجهزة الإعلام على جميع المستويات لتوعية الجماهير بحتمية التنظيم،فإن هذه مشكلة تكمن وراءها عوامل كثيرة عمقت جذورها في كيان المجتمع وغطتها بغطاء سميك لا سبيل إزالته إلا بتوعية تغير مفاهيم الناس حتى يتم تنظيم النسل عن اقتناع ورضى.فالإسلام قد أوضح طبيعة الإنسان في إنجاب الذرية ومسؤوليته في كل ما يسير له حسن الرعاية وتمام الإعداد على أساس من الكيف لا الكم،بحيث يكون التوجه نحو إعداد الذرية لمواجهة الحياة إعداداً يتفق مع ما تتطلبه هذه الحياة وكاملاً لا إعداداً كمياً ينظر فيه إلى ضخامة العدد ولا ينظر فيه إلى المستوى الجيد.
الإسلام وتنظيم الأسرة
أخبار متعلقة