[c1]انحسار الهوس بأوباما[/c]هل حقاً انحسر الإعجاب الدولي على الصعيدين الشعبي والدولي بأوباما -أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية من أصول أفريقية؟ ، هذا على الأقل ما يراه دويل مكمانوس الصحفي وكاتب العمود الشهير بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية.قد تختلف أو تتفق معه في أن ظاهرة الهوس بـباراك أوباما, أو ما اصطلح على تسميته “أوبامانيا”, تشهد فعلاً تراجعاً, لكن الرجل يسوق من المبررات والمعطيات ما يوصل قارئه إلى نتيجة كهذه.يقول مكمانوس تحت عنوان “نهاية الهوس بأوباما”: “عندما خاض أوباما سباق الرئاسة قال إن انتخابه سيكون بمثابة اللحظة التي يبدأ فيها ارتفاع مياه المحيطات في التباطؤ. ولمّا قام بأول رحلة خارجية كبيرة في أبريل/نيسان حظي بترحيب الجموع المفتونة -وحتى السياسيين- في كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك”.لكنه عندما زار روسيا وإيطاليا الأسبوع المنصرم -يضيف الصحفي الأميركي- فإن الإعجاب الذي يصل إلى حد الهوس بأوباما لا يعدو أن يكون ذكرى طيبة.وفي إشارة لا تخلو من تهكم, قال مكمانوس إن مياه المحيطات ما انفكت ترتفع, فقد رفضت الدول النامية -إبان قمة مجموعة الثمان التي عقدت في لاكويلا بإيطاليا الأسبوع الماضي- الموافقة على جدول زمني للحد من ظاهرة الانحباس الحراري التي تعد السبب في ارتفاع تلك المياه.لكن ذلك لا يعني أن رحلة أوباما كانت كلها إخفاقاً تاماً, فالأمر ليس كذلك كما يقول الكاتب، ومع ذلك فهو يزعم أن الرحلة لم تكن مظفرة, وهي بذلك تعتبر تجربة جديدة لفريق السياسة الخارجية لأوباما، ويمضي في هذا الشأن قائلاً: “الحقيقة القاسية في الشؤون الدولية هي أنه كما للولايات المتحدة مصالح, فإن للدول مصالح مثلها أيضاً. وعندما تتضارب تلك المصالح مع بعضها, فإن كل السحر والجاذبية في العالم لن يستطيع حل الخلافات”.ففي قمة مجموعة الثمان كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعقد الآمال على الخروج ببيان صارم بخصوص طموحات إيران النووية, لكن أفضل ما حصلوا عليه كان تحذيراً يقول: “إننا نأمل مخلصين أن تنتهز إيران هذه السانحة وتمنح الدبلوماسية فرصة”.ويرى الكاتب أن أوباما ذهب إلى موسكو لتصحيح مسار العلاقات الأميركية/الروسية, ومع أنه نجح في تغيير النبرة فإن النتائج الملموسة كانت “متواضعة”.ولعل أكثر القضايا صعوبة كانت تلك التي تعتبرها كل دولة من الدولتين من أهم أولوياتها. فبالنسبة للولايات المتحدة كانت المسألة الإيرانية هي المعضلة, وكانت الأولوية عند روسيا هي رغبة أوكرانيا وجورجيا -اللتين كانتا جزءاً من أملاكها يوماً ما- في الانعتاق من محور موسكو، وفي ذلك أوضح أوباما بجلاء أن على روسيا احترام سيادة كل من أوكرانيا وجورجيا, لكنه غادر دون أن تحل القضية.وبخصوص إيران, فليس ثمة مؤشر على أن أوباما نجح في زحزحة الروس عن موقفهم. فالولايات المتحدة تريد من روسيا تأييد فرض عقوبات اقتصادية أشد لدفع إيران نحو التخلي عن إنتاج الوقود النووي. غير أن روسيا لا تميل لهذا النوع من المواجهة, على حد تعبير مكمانوس. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] دعوة لحظر تصدير البنزين لإيران[/c]دعا الكاتب الأميركي مارك دابويتز إلى ضرب طهران في ما سماه مواطن الألم، موضحا في مقال له نشرته صحيفة وول ستريت الأميركية أن فرض حظر أوروبي على تصدير البنزين إلى البلاد من شأنه إيلام النظام وردعه عن مواصلة البرنامج النووي الإيراني.كما حث الكاتب الولايات المتحدة على الاستعداد لمواجهة ما وصفه بالنظام الإيراني الخطير على المستويين قريب ومتوسط الأجل، مضيفا أن القادة الإيرانيين تزايدت لديهم مستويات “جنون العظمة” وباتوا أكثر قمعية على المستوى الداخلي وأكثر تصلبا في مواقفهم الخارجية.وتساءل الكاتب عما يمكن فعله لكبح جماح إيران إزاء سعيها للحصول على القنبلة النووية؟ وأضاف أن القادة في طهران يأملون أنه بحصولهم على السلاح النووي فإنهم سيتمكنون من فرض شرعيتهم في الداخل التي قال إنهم افتقدوها في “كارثة” الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن استعادة دورهم في التأثير على المستوى الدولي.ومضى إلى أنه لا سبيل لإنجاح أي مباحثات مع طهران دون جعل المرشد الأعلى علي خامنئي و”زمرته” يدفعون ثمنا غاليا، مضيفا أن مجلس الأمن الدولي أصدر خمسة قرارات في الشأن النووي الإيراني دون جدوى، وأن أي قرارات جديدة قد تكون عقيمة في ظل حق الفيتو الذي تتمتع به كل من الصين وروسيا.ودعا دابويتز وهو المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والباحث في الشأن الاقتصادي الإيراني أوروبا وحلفاءها إلى استغلال الجانب الاقتصادي الذي يعتمد عليه النظام الإيراني بشكل كبير.وقال إن طهران تعتمد على استيراد الوقود بما نسبته 40% لتلبية حاجاتها المحلية وإنها ثاني أكبر مستورد للبنزين في العالم، وأشار إلى أنها تعتمد على خمس شركات أوروبية عملاقة متخصصة في مجال الطاقة، كما أشار إلى أعمال شغب شهدتها طهران ومدن إيرانية أخرى منتصف 2007 إثر قرار تقنين البنزين. واختتم الكاتب بالقول إن فرض عقوبات عبر فرض حظر على تصدير الوقود إلى إيران سيكون ليس بمثابة “الرصاصة الفضية” وإنما “القنبلة الفضية” التي تعمق الجراح، خاصة وأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يعيش تحت ضغط شعبي هائل في ظل ما وصفه بسوء إدارته لاقتصاد البلاد.
أخبار متعلقة