عندما يحصل الانفصال بين الزوجين مع وجود أطفال، هناك ثلاث وسائل تمثل البدائل المتاحة بالنسبة للوالدين: التصالح بهدوء، التفاوض المتبع من قبل المحكمة التي تقرر ما تراه في صالح الطفل في حالة الفشل في التفاوض الهادئ. وبعد ذلك سوف يحددان مطالبهما الخاصة أثناء التفاوض على المستوى المالي والتربوي، والصحي وعلى الوقت الذي سيمضيه الطفل مع كل واحد منهما .... الخ. ولا شك أن أي الوالدين يتمنى حياة طبيعية للطفل، ولهذا فثمة طرق للتعايش بعد الطلاق، لأجل ضمان تلك الحياة الطبيعية للأطفال على الأقل. وقبل أن نتناول تلك الطرق، يجب النظر سريعاً إلى الوضع العائلي أثناء الانفصال، وبعد الانفصال. فثمة ثلاثة بنود عائلية قيمة يجب احترامها: 1- في لحظات الانفصال يجد الوالدان نفسيهما أمام المحك الأخير. ويشعران أن الحياة الثنائية والمشتركة لم تعد ممكنة ويتمنيان لبعضهما التوفيق في الحياة الجديدة، وألا ينسى أي منهما أنه مسؤول عن طفل أو عن أطفال لا ذنب لهم. وأن المسؤولية العائلية تستدعي أن يحترما بعضهما بعد الطلاق وينفصلا كصديقين لا أكثر. 2- أثناء مرحلة القرار النهائي بالانفصال، تحدث ضغوط شديدة على البيت، ويحدث تبادل للتهم بين الزوجين، وأحياناً تحدث المقاطعة الكلامية أيضاً، لذا فإن الحل يكمن في الاقتناع أنه إن لم يكن هنالك مجال للتسوية الطيبة فعلى الاثنين أن يفترقا بصمت، وألا ينقص أحدهما الاحترام للآخر. ويجب البحث عن مكان هادئ للحوار في أي شيء وفي كل شيء. ويجب التفكير في أن الطفل أو الأطفال الذين سيسمعون الشجار إذا زاد عن حده وأن الانفصال سيكون كارثياً عليهم لأنه سيؤثر على نفسيات معنويات الأطفال، لذا ننصح بالهدوء مهما كان القرار المتخذ. 3 في النقطة الثالثة نقول: إنه أثناء الانفصال يحدث أن يشعر الأب أو الأم أنه لم يعد مجبراً على مجاملة الآخر، ويعد كل واحد منهما أنه الأحق في ضم الأطفال إليه. وفي هذه الحالة نقول: إن الوالدين هم الأكثر عصبية في التعامل مع قضية ضم الطفل وغالباً ما نراهما يتكلمان مع البعض في حضور المحامي، وهي وسيلة لمحاولة نقل الحرب إلى المحكمة، ضاربين عرض الحائط بمشاعر وأفكار الطفل أمام كل ذلك. تلك هي المراحل الثلاث التي تحدث عادة على شكل الانفجار الكاتم للصوت، والذي يقضي على كل الذكريات الجميلة. والانفصال هو الطلاق الذي يعني ترك حياة بعينها في الخلف. وأن تطلق عليها رصاصة الرحمة، إنها مؤلمة تلك الرصاصة، ولكنها ربما تكون لا بد منها وأحياناً إيجابية. الطلاق هو حالة من الحداد على حياة بطولها وعرضها، ولكنه أيضاً فرصة للتوقف والتنفس بعمق قبل الانطلاق من جديد. من السهل أن تخسر حتى هذه الفرصة في التوقف والتأمل، حين تقرر أن تدخل في عالم النكسة والإحباط والأسى الشديد. وكل هذا لا يجدي بعد حدوث الطلاق. ولكن المهم هو احترام الطرف الآخر ومنح الأطفال فرصة الشعور بالحياة وعدم تعرضهم للشتات والضياع. ويجب أن يستعيد كل طرف ثقته بالله، ثم يحاول أن ينطلق من جديد.
|
ومجتمع
انفصال الزوجين يفرز 3 أوضاع لديناميكية العائلية
أخبار متعلقة