- الفتاوى التي تكر علينا من الشمال مثل حبات “المسبحة” لا تنقضي عجائبها.. رجل الدين السعودي محمد المنجد وخطيب أحد مساجد الخبر اكتشف مؤخراً أن “ميكي ماوس” الذي يظهر في ذلك الفيلم الكرتوني منذ أكثر من خمسة عقود هو فأر، واكتشف أن ميكي ماوس هذا حبب إلى الأطفال “الفويسقة” أو غير وجهة نظرهم تجاه الفأر.. ولذلك أفتى المنجد بقتل ميكي ماوس وكذلك الفئران التي هي “جنود ابليس” لأن الإسلام أحل قتل الفأر في الحل والحرم! والفئران كائنات مؤذية وكريهة حقاً ونتمنى جميعاً التخلص منها، رغم فوائدها العظيمة للبشرية بوصفها الكائنات النموذجية للتجارب العلمية التي توصل العلماء من خلالها إلى اكتشافات ونتائج مهمة خدمت الإنسان.. لكن ما الذي أغضب محمد المنجد في “ ميكي ماوس” رغم أنه مجرد رسم متحرك يقوم بدور نظيف في ذلك المسلسل؟- تصوروا لو أخذنا بفتوى محمد المنجد وقتلنا الحيوانات والطيور والحشرات التي تظهر في أفلام الأطفال لتؤدي أدوراً ايجابية وسلبية فأي خراب يمكن أن يلحق بالإنسان والبيئة في البر والجو البحر.. إن قتل الحشرات التي تظهر أخواتها في مسلسل “ البوكيمون” كفيل بتسجيل واقعة أو كارثة قتل جماعي تخلي الأرض من عشر الكائنات التي تؤدي أدواراً في الحفاظ على التوازن الطبيعي..- وإذا كان المنجد قد طالب بقتل ميكي ماوس لأنه فأر يقوم بدور محبب لدى الأطفال، فهناك حيوانات وطيور وحشرات محترمة تلعب في مسلسلات الأطفال أدواراً كريهة، وأخرى غير محترمة تؤدي أدواراً طيبة.وإذا لم نكن مثل ذلك العاقل الذي يستمع كلام المجنون، فقولوا وداعاً لتوم وجيري ونحول وبشار وفلونة وجورجي وشارل وبطوط فهذه كلها هي عبارة عن شخوص فنية تحاكي كائنات موجودة على الأرض.. قرود.. سلاحف.. فيلة.. نحل.. وهكذا وهكذا وصولاً إلى الحرباء وأم أربعة وأربعين.- بالمناسبة.. رجال الدين النصوصيين، أي الذين يقدسون المأثورات، يمكنهم وهذا هو منهجهم ـ أن يضربوا الحياة الطبيعية دفعة واحدة بفتوى واحدة إذا استندوا إلى المأثورات التي تقبح أو تستبشع الحيوانات والطيور والحشرات وحتى بعض النباتات.. فهذه المأثورات تتضمن ذماً للجمال والحمير والبغال والهدهد والغربان والماعز والقطط.. وحتى اللوز والزبيب!