مدير مستشفى الصحاب لـ ( السكان والتنمية ) :
حوار/ شوقي العباسي.تحسين خدمات الصحة العامة والصحة الإنجابية من خلال رفع الوعي وتغيير المواقف للوصول إلى سلوك صحي وإنجابي سليم ينسجم مع الأهداف المرجوة لدعم خدمات الصحة العامة وماً والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة خصوصاً وتطويرها وتوسيعها ، مسألة مهمة في ظل الوضع السكاني الحالي ونسبة الخصوبة المرتفعة بين السكان ، وبالتالي فإن تشجيع ودعم المؤسسات الطبية الخاصة في توفير خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وخدمات الأم والطفل مهم جداً لتوسيع هذه الخدمات والاستفادة منها لما لها من انعكاسات إيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع والتحسين في الجهود التنموية .وحول هذا الموضوع التقينا الدكتور / توفيق بشر مدير مستشفى الصحاب وخرجنا بالحصيلة التالية :* شراكة القطاع الخاص في الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة مهم جداُ لتوسيع نطاق تلك الخدمات .. كيف تنظر إلى الأهمية؟[c1]تعزيز الشراكة [/c]- في الحقيقة هذا الموضوع مهم جداً خصوصاً وأن القطاع الخاص يعتبر المكمل للخدمات التي تقدمها الجهات المعنية وبالتالي فأن الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في هذا الجانب هام وضروري لتعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص وبالذات فيما يتعلق بخدمات الصحة الإنجابية وتوفير خدمات تنظيم الأسرة وما يتعلق بالأمومة والطفولة من أجل الإسهام في رفع نسبة الاستفادة من تلك الخدمات وحتى يقوم كذلك القطاع الخاص بالدور المطلوب وكذا تحديد السبل والآليات التي تمكنه من القيام بدوره على أكمل وجه والإسهام الفاعل في العمل السكاني وتحسين نوعية خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما أن أهمية دعم وتشجيع القطاع الخاص على توفير وتقديم تلك الخدمات تكمن في توسيع نطاق تلك الخدمات والوسائل وكذا التحفيز والدعوة إلى خلق الطلب عليها والتشجيع على استخدامها قبل الجمهور، ومن ثم الآثار الإيجابية التي تنعكس على الأسرة والمجتمع جراء الاستفادة من تلك الخدمات ، وبالتالي فإن عملية التعاون والتنسيق هذه سيكون لها الأثر الإيجابي الكبير في إيصال الخدمات إلى أكبر قدر من شرائح المجتمع المختلفة في معظم أرجاء الوطن ومن ثم الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة للسياسة السكانية .*ما الذي تنشطون به في المستشفى ؟ وكيف تنظر إلى مستوى الخدمة المقدمة ؟[c1]أنشطة وخدمات طبية متنوعة [/c]- المستشفى مثله مثل أي مستشفى خاص يهدف إلى تقديم خدمات طيبة ومجتمعية في القطاع المعني به، حيث نقوم بتقديم خدمات طبية في مجال النساء والولادة والأطفال وغيرها من الأقسام الأخرى ، ولكن نحن نولي الأمومة والطفولة جل اهتمامنا من خلال توفير الخدمات الطبية المتكاملة لهذه الفئة ، ونحن نحاول الإسهام في خفض نسبة الوفيات بين الأمهات من خلال القسم الخاص بالحوامل والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والمشورة الكاملة [c1]وخدمات التوليد.[/c]وبالتالي فإن مستوى الخدمة المقدمة يعتبر ممتاز وهذا العمل يعتمد في الأول والأخير على الضمير لأن العمل في الطب أمانة لأنه وحتى الآن لا توجد معايير ثابتة لتقديم الخدمات في المرافق الطبية الخاصة ، وكذا عدم وجود نظام صحي خاص مشرع، وقد يكون هناك بعض السلبيات والأخطاء في بعض المرافق إلا أن هذا لا يعمم على الكل.[c1]أهمية توفير الوسائل[/c]وبالتالي فإننا نعمل على توفير هذه الخدمات وتحسينها إيماناً منا بالشراكة في هذا الجانب وأن تكون متاحة للجميع والأمل كبير في تولينا الجهات المعنية اعتباراً في توفير تلك الخدمات والوسائل وغيرها من الأنشطة والفعاليات الخاصة بالقضية السكانية والعمل السكاني .* ماذا عن مستوى التنسيق بينكم وبين الجهات المعنية بهذا الخصوص ؟[c1]قضية هامة وتنسيق مستمر[/c]- طبعاً التنسيق في هذا الموضوع مستمر مع العديد من الجهات العاملة في هذا المجال سواء في القطاع الحكومي أو منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخاصة كذلك، من أجل دعم وتوفير الوسائل المتعلقة بتنظيم الأسرة للمستشفى ، وذلك انطلاقاً من مبدأ الشراكة في هذا الموضوع وكذلك كون القضية السكانية قضية خطيرة ووطنية والجميع يتحمل مسئولية تجاهها.. ونحن في المستشفى لدينا عيادة خاصة بالنساء والولادة ورعاية الحوامل وتنظيم الأسرة ونقوم بتوفير وسائل تنظيم الأسرة بمختلف أنواعها وذلك بالتنسيق والتعاون مع جمعية رعاية الأسرة اليمنية حيث يتم صرف تلك الوسائل من قبل كادر متخصص يعمل في المستشفى ومن ذوي الخبرة ، بحيث يتم صرف الوسيلة بطريقة طبية صحيحة ووفق معايير محددة يتم إتباعها أثناء عملية صرف أية وسيلة لأية امرأة من أجل ضمان نجاح تلك الوسيلة وعدم حصول أي مضاعفات أخرى ، ومن خلال التقارير التي ترفع إلينا نلاحظ مدى زيادة الإقبال على تلك الخدمات والاستفادة من الوسائل الخاصة بتنظيم الأسرة ، وهذا ما يشجعنا على توفير تلك الوسائل في المستشفى ونأمل أن يتم دعم القطاع الخاص بتلك الوسائل حتى تكون متاحة في متناول الجميع وأن يكون هناك نظام مراقبة ومتابعة وتقييم لعملية صرف الوسائل من قبل الجهات المعنية.* برأيك ما هي العوامل التي تساعد في نجاح خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة؟ [c1]عوامل لإنجاح الصحة الإنجابية [/c]- في الحقيقة هناك عدة عوامل لإنجاح خدمات الصحة الإنجابية بما يجعلها تخدم احتياجات النساء والرجال ولا بد من توفيرها وهي:توفير الدعم اللازم لسياسات وبرامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والالتزام بها من قبل الدولة وتشمل كذلك القطاعات ذات الصلة ومنها القطاع الخاص كذلك التوصل إلى تفاهم مشترك للصحة الإنجابية وما تحتويه مع صانعي القرار والسياسات وتخصيص موارد من أجل تلك الخدمات ، كذلك إشراك المرأة في قيادة هذه الخدمات وتخطيطها وإدارتها وتنفيذها وتنظيمها ، بالإضافة إلى تمكين المرأة على ممارسة اختيارية فيما يتعلق بالخصوبة وإشراكها في الأنشطة الاجتماعية وإزالة العقبات التي تواجه المرأة في الحصول على المعلومات وعدم الاستفادة من ما هو متاح من وسائل وخدمات خاصة بالأمومة والطفولة وكذا مشاركة الرجل على تحمل المسئولية بشأن السلوك الإنجابي والالتزامات الأسرية.[c1]تحسين نوعية الحياة[/c]وبالتالي فإن نجاح خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة مهم جداً كون تنظيم الأسرة يهدف إلى صحة الأسرة وكونه مرتبط بالأهداف الصحية فإنه مرتبط أيضاً بحقوق الإنسان وأهداف التخطيط السكاني وبما يوافق حجم السكان حجم الموارد المتاحة لاستمرار وتحسن حياة السكان في المجتمع.*هل هناك برامج وأنشطة توعوية تقومون بها لرفع الوعي تجاه هذه القضية؟[c1]توعية وتثقيف [/c]- حقيقة برامجنا تقتصر على تقديم المشورة والتثقيف للمترددين على العيادة الخاصة بالنساء من خلال تقديم المشورة وإيضاح الفوائد الهامة لتنظيم الأسرة بالإضافة إلى توعية بعض الرجال الذين يأتون مع زوجاتهم وشرح وسائل تنظيم الأسرة وفوائدها وأهمية دور الرجل في مساعدة زوجته على اختيار الوسيلة المناسبة وتعريفهم بأهمية رعاية المرأة الحامل وضرورة زيارتها للمرافق الصحية أثناء الحمل والولادة ، وضرورة المباعدة بين المواليد ، وأهمية دعم الرجل لزوجته أثناء الحمل مادياً ومعنوياً وتشجيعها والتعاون معها على تنظيم الأسرة التي تعتبر مسئولية الزوجين ، كما أننا خلال برنامج التثقيف الصحي نقوم باستهداف الزوج والزوجة في التوعية بمختلف القضايا الصحية والمتعلقة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وانعكاساتها الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع .[c1]ضرورة المشاركة[/c]نحن نأمل أن يتم إشراك القطاع الطبي الخاص في الدورات والندوات التي تتم بهذا الخصوص حتى يتم نقل المعلومات والمؤشرات الجديدة إلى المترددين على المرافق وكذلك إمدادنا بالوسائل اللازمة لإيصال الرسالة الصحية والسكانية المناسبة وزيادة الترويج لخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة .*هل من كلمة أخيرة تودون قولها؟- ما أتمناه أن يتفاعل الجميع مع هذا الموضوع وأن تقوم الجهات المعنية بالتنسيق مع المرافق الخاصة ودعمها وتشجيعها على تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما أؤكد على أن القضية السكانية قضية وطنية تهم المجتمع اليمني بأكمله وليست قضية الحكومة وحدها باعتبارها تهم واقع الوطن والمجتمع ومستقبلهما ، وأن مشاركة القطاع الخاص ضرورية ويجب أن يتحمل الجميع المسئولية في مواجهة هذه القضية وتحدياتها المستقبلية في مختلف الجهود التنموية ومنها جهود التنمية الصحية ، كما أؤكد على أن ما تم إنجازه في هذا الجانب شيء يجب أن نفخر به ولكنه دون مستوى الطموح الذي نطمح إليه سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص فيما يخص القضية السكانية لأن المؤشرات تؤكد أننا ما زلنا نعاني من نمو كبير في السكان ونسبة الخصوبة مرتفعة مما يؤدي إلى إشكاليات مختلفة في الأسرة والمجتمع.