أكبر عدد من القتلى في صفوف الإسرائيليين منذ بدأ الهجوم على لبنان
بيروت / وكالات :يواصل مقاتلو حزب الله خوض معارك شرسة مع جيش العدوان الإسرائيلي لمنعه من السيطرة على بلدة بنت جبيل الاستراتيجية جنوب لبنان، مكبدين إياه خسائر كبيرة في الجنود والعتاد.ورغم أن إسرائيل زجت بوحدات النخبة الخاصة من لواء غولاني، إلا أنها لم تستطع من التغلب على المقاومة الباسلة التي يبديها مقاتلو حزب الله في جميع مواقع الاشتباكات في مثلث مارون الراس - عترون - بنت جبيل.وكان جنود من هذا اللواء الإسرائيلي يقومون بعمليات تمشيط في المنطقة فباغتهم مقاتلو حزب الله ودارت اشتباكات ضارية بين الطرفين.وزعم جيش العدوان الإسرائيلي إن 20 من جنوده فقط أصيبوا في المعركة، وتم إخلاءهم من المنطقة، لكن وسائل الاعلام نقلوا عن مصادر متعددده إن المواجهات أدت إلى مقتل 14 جنديا إسرائيليا وجرح 12 آخرين وتدمير عدة آليات.وقال المتحدث باسم حزب الله حسين رحال إن الإسرائيليين الـ13 قتلوا حرقا داخل دباباتهم.كما ذكر تلفزيون المنار أن مقاتلي حزب الله نصبوا كمينا لوحدة إسرائيلية في تلة مسعود في بنت جبيل وكبدوها العديد من الإصابات. ونقلت الانباء عن المسؤول البارز في حزب الله محمود قماطي إن القوات الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على بعض المواقع داخل بنت جبيل، لكنها لم تتمكن بعد من السيطرة على مركز البلدة. وفي المقابل ذكر قائد العمليات الإسرائيلي في المنطقة العميد إسحق رونن أن نهاية المعركة في البلدة هي "مسألة ساعات". وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود ما بين 100 و200 مقتل لحزب الله في بنت جبيل إضافة إلى 600 مقاتل في مناطق الجنوب الأخرى.وفي هذا الإطار قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قائدا عسكريا كبيرا لحزب الله في معركة تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية قرب قرية مارون الراس الحدودية اللبنانية.وقال حزب الله إن اسمه الكامل هو خليل أمين شبلي وإنه انضم إلى الحزب عام 1985.وعرض الجيش الإسرائيلي أمس جثثا لأشخاص زعم إنهم من مقاتلي حزب الله الذين سقطوا خلال المواجهات. وفي سياق استمرار المواجهة أمس لليوم الخامس عشر، واصل الطيران الإسرائيلي غاراته على لبنان واستهدف في أحدثها موقعا لحركة أمل في بلدة زفتا فى منطقة النبطية بجنوب لبنان. وكان الطيران الإسرائيلي شن قبل ذلك غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت، كما قصف مدينة صور والقرى المحيطة بها خاصة بلدة باتوليه شرق المدينة.وهناك ضحايا مدنيين يتعذر نجدتهم أو الوصول إليهم.وفي المقابل أطلق حزب الله أمس الاربعاء دفعة جديدة من الصواريخ على مدينتي صفد وطبريا شمال إسرائيل.وسقطت الصواريخ على عكا ونهاريا ومستعمرة كرمئيل ومدينة حيفا التي سقط فيها صاروخ قرب سيارة مما أدى إلى إصابة سائقها. وسمعت صفارات الإنذار تدوي أكثر من مرة في المدينة إشعارا باحتمال سقوط الصواريخ عليها.وقال الجيش الإسرائيلي ومسعفون إن حزب الله أطلق في الساعات الماضية 119 صاروخا على مناطق بشمال إسرائيل، مما أدى إلى سقوط 31 جريحا.في هذه الأثناء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود ألمرت إنه لا ينوي إعادة احتلال لبنان، وأعرب عن أمله في إنهاء المعركة بأسرع ما يمكن وبمجرد تحقيق الأهداف المتوخاة منها والتي لخصها بتجريد حزب الله من سلاحه وإقامة منطقة أمنية في جنوب لبنان.وأقر أولمرت في تصريحات أمام لجنة برلمانية بشراسة المقاومة التي يبديها حزب الله، لكنه أكد تصميم إسرائيل على المضي قدما في المعركة.ورفض أولمرت أن يستبعد صراحة مبادلة الجنديين الذين أسرهما مقاتلون من حزب الله في هجوم عبر الحدود في 12 يوليو الحالي. ويصف مسؤولون إسرائيليون كبار بنت جبيل بانها المعقل الرئيسي لحزب الله في جنوب لبنان. والسيطرة على بنت جبيل قد تعطي إسرائيل دفعة معنوية لكن السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله قال إن هدف مقاتليه هو الحاق خسائر بشرية بالإسرائيليين لا التمسك بأراض.وفي رسالة مصورة جرى بثها عبر شاشات التلفزيون في وقت مبكر أمس قال نصر الله إن المقاتلين ربما لا يستطيعون منع القوات الإسرائيلية من دخول بلدات وقرى لأنهم ليسوا جيشا نظاميا. وقال نصر الله "إن خيار المواجهة البرية قائم على أساس حرب العصابات وليس بطريقة الجيش الكلاسيكي النظامي والمهم هو مقدار ما نلحقه من خسائر بعدونا" متعهدا بأن يقاتل رجاله في أي مكان تشن فيه القوات البرية الإسرائيلية هجوما.وقد تكون السيطرة على بنت جبيل أيضا جزءا من خطة إسرائيل لإقامة منطقة يحظر دخول مقاتلي حزب الله إليها إلى حين نشر قوات دولية. وأعلن عمير بيريتس وزير الدفاع الإسرائيلي الثلاثاء أن إسرائيل ستسيطر على "شريط أمني" على الحدود التي تمتد بطول 80 كيلومترا وتفتح النار على كل من يدخله.ولم يقدم بيريتس معلومات أخرى عن عمق الشريط لكن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قالت إن عرضه سيتراوح ما بين ثلاثة وأربعة كيلومترات. وتقول المخابرات الإسرائيلية إن مقاتلي حزب الله متحصنون في شبكة من الانفاق والممرات حول القرى الشيعية في جنوب لبنان. وأمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة 14 قرية في مطلع الأسبوع.