في ربيع كل عام، تجدد الأمم الراقية، ذكرى عذبة وادعة هي ذكرى الأم، وتحيي عيدا رمزيا، وهو عيد وتقدير لتلك المرأة العاملة في حقل التربية والتهذيب، وتكرم تلك المجاهدة الحرة في ميدان الواجب برغبة صادقة، وإخلاص غريزي مستمر.تلك العاملة الصامتة المخلصة، هي أم الكون، وهي بانية العائلة وصانعة الأوطان؛ لأنها منجبة أبطاله ومشجعة رجاله وهي الأستاذة الأمل في مدارس الحياة .نعم .. الأم نعمة خلقها المولى عز وجل وقد كرمها الله ومنحها مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة ، ولكن.. عندما تعامل تلك الكائن الغالي بأسوأ الطرق وبهمجية وبعنف كيف علينا تحمل ذلك.فبين يدي مشكلة تخص بعض الشباب والشابات ؟! ألا وهي مشكلة « العصيان « فبعض الشباب والشابات ومع الأسف يعصون أمهاتهم . هناك من يصرخ في وجهها وهناك من لا يأبه لكلامها و آخر لا يقدر لها أي محبة واحترام، وغيرهم من يختمها برمي تلك الأم إلى أرصفة الشوارع، وتلك بحد ذاتها كارثة، وليست من سمات مجتمعنا الإسلامي حيث أوصانا الله سبحانه وتعالى بقوله : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} صدق الله العظيم .. « سورة الإسراء الآية 23 و24 « .ونحن نبحث دائمـا عن الفرص المتاحة للشباب، ودائمـا نريد الأولوية لهم ونسعى دائمـا إلى تحقيق آمال الشباب الذين يعتبرون العمود الفقري لكل مجتمع ، وإذا بهذا العمود خلل كبير ومرض جليل، وإذا أصاب لحظة غضب من ألم سينهار هذا العمود وسيصبحون لا شيء في مجتمعهم.وفي كلماتي هذه ليست مهاجمة لبعض الشباب والشابات ولكن... هي صحوة لشبابنا ليعيدوا النظر فيما يفعلون.. فلن يدخلوا الجنة إلا برضا الوالدين.فبعض منهم لا يحترم أمهاتهم ولا يقدرونهن ، وكأنهم نسوا بأن هناك خالقـا قد حرم هذه الأفعال، فالأم لا تستحق كل هذا، بل تستحق كل الحب والتقدير فهي من وضعت الجنة تحت أقدامها، فهي حملت وسهرت على راحة أبنائها، ومهما صدر منهم فهي لا تحمل بقلبها الحنون سوى الحب والعطف لأبنائها، ومهما كبروا وكبر شأنهم في المجتمع يظلون بنظرها أطفالا تخاف عليهم وترعاهم وتحافظ عليهم من أي مكروه يصيبهم.ولكن.. رد الجميل من بعض هؤلاء الأبناء يكون مغايرا، فبعضهم لا يرعون شؤون أمهاتهم ولا ينفقون عليهن بما يكفيهن من غذاء وكساء ودواء، وكل منهم مشغول بحياته سواء أكان عازبـا أو متزوجـا، إذا كان متزوجـا يكون انشغاله بزوجته وأولاده، ومن المؤكد أنه لا يريد والدته في منزله، لكي لا تتضايق زوجته وأولاده.أما العازب ففعله أعظم فهو لا يبالي بها، أو بجلوسها وحيدة في المنزل تنتظر عودته وتطرح سؤالها المعتاد أين كنت؟ وحدث ما لم يكن في الحسبان، إذ صرخ أحدهم بكل صوته مثل الثور الهائج أنا حر ويرفع يديه ليضربها أنظروا، لرمز الجد والحنان بماذا تكافأ نظير ما قدمته، هذا الشباب أرتكب جريمة وجازاها بالضرب، وهذا الفعل لا يرضى به ديننا الإسلامي الحنيف، ولن يسامح هذا الشاب على فعلته.وأخيرا أقول لكم أيها الشباب اتقوا الله في أمهاتكم وآبائكم وقفوا عند قوله تعالى»وبالوالدين إحسانـا».. «فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
|
ومجتمع
الجنة تحت أقدامها
أخبار متعلقة