قضية للنقاش
هل سيحل الزواج محل العلاقة الحرة في عالمنا العربي؟! فأصبحنا نرى شبابنا اليمني يهرولون من جديد إلى القفص الذهبي.. والجيل الجديد من الجنسين يريد علاقة مستقرة متوازنة فقد ارتفعت تدريجياً نسبة الشباب اليمني ما بين 20 ـ 30 سنة الذين اصبحوا يعودون إلى الزواج ويفضلونه على العلاقة الحرة ويعود ذلك اساساً إلى أنه لم يجد في العلاقة الحرة عنصر الاستقرار رغم الحرية التي يتمتع بها محض علاقة فالته لا يترتب عليها أي حق ويمكن ان تنتهي في أي وقت لانعدام وجود ارتباط مسؤول بين طرفي "عقد الزواج" فمتى أراد أحدهما أو كلاهما إنهاءها سقطت العلاقة ولذلك فهي غير مستقرة مما يولد القلق والتوتر بين أصحابها. عدم الاستقرار هو من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب اليمني إلى التساؤل عن جدوى وجدية العلاقة الحرة وبداية ميله إلى علاقة أكثر استقراراً والمتمثلة في الزواج. ان عدم الاستقرار الذي تتميز به العلاقة الحرة يؤدي إلى الخوف المستمر من فشلها أو انتهائها .. هذا الخوف يجعل الطرفين أو على الأقل طرفاً واحداً في توتر مستمر وان لم يظهر أحياناً خاصة الطرف الذي يريد للعلاقة أن تدوم وحتى إن دامت العلاقة بين الشخصين فان هناك دائماً الخوف من الغد لان عنصر الاستقرار الفعلي مفقود في حين ان العلاقة الحرة بين الشخصين لا تتطلب أي شيء كمراسيم وحفلات أو عقد قران فهي حررت الشباب من كل ما له طابع اجتماعي واكتفت بالإرادة الفردية الحرة. نجد ان انصار الزواج من الشباب اليمني اليوم اصبحوا يحبذون ليس فقط الزواج كعقد بل أيضاً كل ما تعنيه من مراسيم كتحضير الحفل واستدعاء الأهل والأصدقاء وشراء ملابس العرس للجنسين والذهاب إلى المأذون حيث تتم مراسيم الزواج.. انهم يريدون أن يكون هذا اليوم أهم وأسعد يوم في حياتهم وأن يكون رمزاً لاستقرار علاقاتهم كما يريدون أن يشهد العالم بذلك وليس أن يكون عادياً كاي يوم آخر وأن يتم بين اثنين فقط كما يحدث في العلاقة الحرة. إن نسبة غير المتزوجين في ارتفاع مستمر وان هذه النسبة من الذكور أعلى في الأوساط الفقيرة في حين انها عند الإناث أعلى في أوساط المثقفات وحاملات الشهادات العليا. فنحن نقول لشبابنا اليمني تزوجوا فالزواج خير علاج لكم.[c1]داليا عدنان الصادق[/c]