قصة روتها الاخت / شاهيناز عبد الغفور عضوه فريق عمل نساء لذوي الاحتياجات الخاصة من سوريا عن قصة حزينة قابلتها في إحدى الاحتفالات والضيوف الحاضرين والأطفال المعاقين يتمتعون بالحفل والمغني يغدو ويمرح على المسرح يضحك مع هذا ويصفق مع ذاك تجول بأنظارك في هذه اللحظة، لترى عشرات الأطفال يضحكون ويغنون كل واحد له قصة وكل أم لها غصة وحرقة ومع تشجيع الأهالي لأطفال يحلمون لهم بمستقبل. وفجأة في وسط هذه الفرحة سمعت شاهيناز نوبة من البكاء الصامت اجتاحت امرأة جالسة بالقرب منها ! نظرت إليها وسألتها عن سبب بكائها مسحت تلك المرأة الام دموعها ونظرت إلى شاهيناز والتجاعيد تمتلئ وجهها والحزن عيناها. وقالت المراة : انا حزينة جدا يابنتي وهذه الغنية التي سمعتها أعجبتني وكانت كلمات الغنية تتكلم عن السعادة والحب والامل وأمسكت بيدي، ضمتني إلى صدرها وشهقت بالبكاء: أعيديها يا ابنتي.. أريد أن أسمعها مرّة أخرى.- ما بك يا أمي؟أجابتني وهي تضمني إلى صدرها: آه يا ابنتي لقد رديت الروح بقولك أمي! رعشة حنان غريبة شعرت به.- آه يا خالة أريد أن أسالك سؤال واحد: ألك أولاد؟بلى ويكن يا حسرتي (وعادت إلى بكائها المختنق).- هل ماتوا؟ليتهم يا ابنتي إنهم ليسوا أمواتا وليسوا أحياء. وقالت شاهيناز في نفسها يا الله كم تعاني هذه المرأة الأم وفي هذه اللحظات انتابتها شعور حزن وآلم بما تعانيه هذه المرأة واردات أن تعرف قصتها. ومسحت دمعة من جانب عينها خشية أن تراها وأشاحت بوجهها عنها وقالت بحزن بالغ وألم محرق: إنهم معاقون. تم أضافت أنا لدي ولدان وابنة مات أبوهم منذ اثني عشر عاما وتركهم لي، تم استمرت في حديثها « أخافوا خروجهم من البيت مجتمعنا لا يرحم أمثال أولادي يا بابنتي وأعمل خادمة في البيوت لأطعمهم لم يساعدني أحد فأنا أقطن في قرية نائية. تم سألتها شاهيناز ألم يساعدك أحد ألم تتعرفي على جمعيات ومستوصفات صحية تقديم لو القليل من الدعم. فأجابت :د: ماريو ساعدني عندما جاء للقرية وأعطاني كراسي لأنقل أولادي عليهم وعرفتني بالجمعية ولكن ما الفائدة فقد فات الأوان.تم سألتها شاهيناز أي نوع من الإعاقة يعانوا أولاد.أجابت:- آه يا بابنتي أجسادهم كالخيزران كبيرهم تجاوز الثلاثين وصغيرهم تجاوز العشرين لكنهم كأعواد القصب من الخارج يلمعون ومن الداخل كالقصب الأجوف إنهم باختصار عاجزون عن الحركة والكلام. ولم تستحمل شاهيناز ما تعانيها هذه الأم فقالت:- أرجوك لا تكملي يا أمي.وغادرت المكان شاهيناز والدموع لا تفارق وجهها وهي تعلم أن في العالم العربي أطفال وشباب معاقين مهمشين وهناك آسرة يعانون من هذه الاعاقه. وهي تفكر في كيفية مساعدة هولاء المعاقين وأسرهم ومتى سيوقف العالم العربي بكل جدية أمام هذه المشكلة.
أغنية إلى روح..
أخبار متعلقة