[c1]مجازر العراق وفيتنام قواسم مشتركة[/c]انصب اهتمام الصحف البريطانية أمس الخميس على الشأنين العراقي والإيراني فتحدثت عن مجزرة حديثة وما يجمعها مع مجزرة فيتنام كما وصفت العرض الأميركي لإيران بأنه عرض ذكي واعتبرته نقلة في الموقف الأميركي.[c1]جريمة حرب[/c]تحت عنوان "أعباء تلف رقبة التحالف" حاولت صحيفة ديلي تلغراف تسليط الضوء في افتتاحيتها على مدى الدمار الذي لحق بسمعة الإدارة الأميركية والبريطانية بسبب مجزرة حديثة وما سبقها من فضيحة أبو غريب.ففي إطار تعليقها على مجزرة حديثة قالت الصحيفة رغم أنها لم ترق بأي شكل من الأشكال إلى حجم مجزرة مالاي الفيتنامية التي قتل فيها 500 من المدنيين الفيتناميين على أيدي الأميركيين، فإن ثمة قواسم مشتركة تجمع المجزرتين أولها أن محاولة التستر شابت الواقعتين.وثاني هذه القواسم أن الشعب الأميركي بدا مجددا قلقا من ما يتسم به الجيش الأميركي من عدم الانضباط.ودعت الصحيفة إلى إجراء تحقيق مفصل والكشف عن الوقائع كما هي فضلا عن كشف أسباب محاولة التستر على مثل هذه الجريمة.وأشارت إلى أن مجزرة حديثة والوضع المتدهور في البصرة أفرزا عبئين ثقيلين يلفان حول رقبة التحالف، يأتي أولهما في التصرف الشائن وغير المبرر الذي اقترفته عناصر من جيش محترف.أما العبء الثاني فهو سوء تقدير المحتلين لما قد يتلقوه في العراق سيما وأن العدد القليل من جنود التحالف وتفكيك الجيش العراقي أفضيا إلى الاعتماد القاتل على مليشيات لحفظ النظام والسلام.وفي هذا الصدد أيضا وصفت صحيفة ذي غارديان في افتتاحيتها الواقعة بأنها مجزرة بحق وستبقى في الأذهان رغم الغموض الذي ما زال يحيط بها بسبب التحقيق غير المكتمل أو الوقائع التفصيلية الغائبة.ووصفتها أيضا بأنها أسوأ حادثة قتل تطال مدنيين عزلا لم يشكلوا تهديدا، داعية الجيش الأميركي إلى الوفاء بوعده وفتح تحقيق في الحادثة وإنزال أقصى العقوبة بمرتكبها.وخلصت إلى أنه سواء كانت تلك الواقعة ناجمة عن شذوذ في التصرف أو ظاهرة عامة، فإن جريمة الحرب تبقى جريمة حرب.[c1]عرض ذكي[/c]وتعليقا على إعلان الولايات المتحدة الأميركية عزمها على إجراء محادثات مباشرة مع إيران قالت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها إن وجود الشرط الأميركي بتعليق طهران برنامجها النووي بالكامل يعكس في ضوء التعنت الإيراني طريقة ذكية تهدف إلى إظهار أميركا بالمظهر المرن الذي لن يحقق شيئا.وقالت إن الحقيقة هي أن استخدام القوة لن يستثنى من الخيارات المطروحة للتعاطي مع الملف الإيراني.ومن جانبها قالت صحيفة تايمز إن القرار الأميركي يأتي قبل يوم من اجتماع فيينا حيث سيقرر فيه كل من الصين وفرنسا وروسيا وألمانيا إضافة إلى أميركا وبريطانيا سياسة "العصا والجزرة" لمواجهة المشكلة الإيرانية.ووفقا لمصادر دبلوماسية فإن ثمة تقدما جوهريا شهدته المحادثات بين مسؤولي الدول الست في لندن الأسبوع الماضي.وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للصحيفة إن الرئيس الأميركي جورج بوش يعمل على جدول زمني قصير الأمد لرؤية مدى التقدم الذي ستحرزه المفاوضات.ومن جانبه كتب سايمون تسدال تعليقا في صحيفة ذي غارديان يصف فيه العرض الأميركي لإيران بأنه خطوة تكبح الانزلاق نحو جهنم.واعتبره أيضا نقلة هامة في الموقف الأميركي بعد ربع قرن من الحرب غير المعلنة بين الطرفين مشيرا إلى أن تصريح وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس كان قبل كل شيء نصرا داخليا لواشنطن سيما وأنه يقدم أكثر الشواهد جلاء على هيمنة رايس على صناعة السياسة الخارجية للبلاد ورفضها نفوذ أيديولوجية المحافظين في ولاية بوش الثانية.ويقرأ الكاتب في تصريح رايس رغبة الولايات المتحدة في الاستماع للحلفاء الأوروبيين، لافتا النظر إلى أن هذا العرض يضع الكرة في ملعب إيران إذ إنه يشكل جواب واشنطن على رسالة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي بعث بها لبوش الشهر الماضي.ويرى الكاتب إذا ما رفضت إيران العرض الأميركي وما يصحبه من حزمة العصا والجزرة فإن رايس ستكون قد حققت حلمها وهو "تحالف الإرادة" حيث ستصطف الدول إلى جانب أميركا التي ستقول إنها عملت كل ما في وسعها.أما إذا ما قبلت طهران بهذا العرض فسيكون هناك مفاوضات طويلة وشاقة دون ضمان لنجاحها مستبعدا في الوقت الراهن نشوب أي حرب في منطقة الشرق الأوسط وقد يعاد دمج إيران في المجتمع الدولي بعد عقود من النبذ.[c1]دعوة إلى حوار مباشر بين أميركا وإيران[/c]حثت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الإدارة الأميركية على إجراء مباحثات مباشرة مع إيران محذرة من أن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن سيتيح المجال لطهران لامتلاك الأسلحة النووية خلال العقد القادم.وقالت الصحيفة إن جميع الإستراتيجيات الحالية التي يتم طرحها دوليا لردع إيران تبدو عاجزة عن تحقيق ذلك مستشهدة بمحدودية الحوافز الأوروبية من حيث التأثير على إيران فضلا عن عدم نجاعة أقصى العقوبات التي تفكر فيها كل من الصين وروسيا حاليا وسط غياب لأي خيار عسكري.ودعت واشنطن إلى إجراء مباحثات مباشرة مع طهران تقدم فيها الأولى حزمة من الحوافز الاقتصادية وضمانات أمنية نظير تخلي إيراني تخليا كاملا وحقيقيا عن البرامج النووية.وحذرت نيويورك تايمز من أن إصرار إدارة بوش على رفض المباحثات المباشرة مع طهران قد يكلف أميركا ثمنا باهظا، لافتة النظر إلى أن تلك المباحثات وإن فشلت قد تشكل اختبارا للإرادة الإيرانية في عقد أي صفقة، وتسلح واشنطن بموقف سياسي قوي يسمح بالبحث عن عقوبات دولية أكثر فاعلية في وقت لاحق.وأوضحت أن العقوبة التي قد تؤتي أكلها مع طهران هي الحظر الدولي لشراء النفط الإيراني مشيرة إلى أنه سيكون من السهولة بمكان إقناع روسيا والصين بتعزيز هذا الحظر إذا ما وافقت واشنطن على إجراء محادثات لم تخرج بنتيجة بسبب التعنت الإيراني.[c1]محاسبة مرتكبي حديثة[/c]وفي الشأن العراقي دعت صحيفة بوستن غلوب في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "الموت في حديثة" إلى محاسبة مرتكبي مجزرة حديثة في العراق ومن تستر على هذه الجريمة.وقالت إن حرب العراق "السريعة" تحولت إلى احتلال عنيف وطويل وتعرض الجنود الأميركيون فيها إلى ضغوط كبيرة ولكن كل ذلك لا يبرر اقتراف تلك المجزرة.وتساءلت الصحيفة عن سبب تقاعس الجهات المختصة عن البدء في التحقيق منذ زمن طويل داعية أعضاء مجلس الشيوخ إلى تحديد ما إذا كانت واقعة حديثة مجرد شذوذ مخز أم أنها انعكاس لغلظ القوات الأميركية.وفي هذا الصدد أيضا كتبت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تحت عنوان "ما جرى في حديثة" تدعو فيها إلى محاسبة كاملة لكل من ارتكب تلك الفعلة ومن تستر عليها.وقالت الصحيفة رغم أننا لا نعرف تفاصيل التحقيق مع المارينز فإنه لا سبيل لتبرير مثل تلك الأعمال الشائنة إذا ما وقعت بالفعل مضيفة أنه لا توجد أي طريقة لتخفيف الدمار الذي قد يلحق بكرامة أميركا في العراق على الساحة الدولية.وأعربت الصحيفة عن أملها أن يتمكن ضباط وزارة الدفاع الأميركية من القيام بأداء أفضل مما قاموا به في فضيحة أبوغريب حين تم إلقاء المسؤولية على كاهل صغار الموظفين ونجا منها الكبار داعية إلى مساءلة جميع من اقترف مثل تلك الأعمال أو ساهم في التستر عليها.[c1]أسوأ أزمة إنسانية[/c]وفي تقرير لها من دارفور سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على أسوأ أزمة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة نجمت عن الحرب هناك.وقالت إن ما يقتل ضحايا تلك الأزمة ليس هو الرصاص بل الالتهاب الرئوي والإسهال الناجم عن المياه القذرة فضلا عن الملاريا التي يحملها البعوض إلى الأكواخ المصنوعة من القش.وعزت الصحيفة وفاة العديد من النازحين إلى غياب العناية الطبية والمياه الصالحة للشرب والغذاء الكافي مذكّرة بعدم التزام المانحين بكل ما تعهدوا به من أموال.وأشارت الصحيفة إلى أن معسكر زمزم الطبي الذي يديره أطباء بلا حدود ويعتني بالآلاف من النازحين، قد أغلق مطلع هذا الشهر دون أن تسد أي منظمة دولية هذه الفجوة.[c1]جهود مكثفة لإلحاق معارضى أبوجا بالاتفاق[/c]اهتمت الصحف السودانية أمس الخميس بانقضاء مهلة الاتحاد الأفريقي لرافضي اتفاق دون إحراز تقدم باتجاه إقناعهم بالالتحاق بالسلام وقالت إن اجتماعا لاحقا سينعقد اليوم الجمعة بإحدى المدن الجنوبية بين رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ونور ومناوي وربما خليل إبراهيم فى محاولة أخيرة لحملهم على توقيع الاتفاق.[c1]نور يرفض [/c]قالت الرأي العام إن رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور جدد موقفه الرافض لأي تسوية قبل إجراء تعديلات جوهرية على وثيقة السلام الأفريقية.وقطع نور قبيل لحظات من انقضاء مهلة مجلس الأمن والسلم الأفريقي بعدم قبوله للوثيقة التي وقع عليها مني أركو مناوي إلا إذا تضمنت ملاحق تشمل ضمانات نزع سلاح المليشيات إضافة إلى التعويضات الفردية والترتيبات الأمنية مؤكدا أن انقضاء المهلة لا يعنيه في شيء لأن موقفه ثابت ومبدئي. وقال إن لقاءه بسيلفا كير سيركز على تثبيت تلك المبادئ.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة