جنود أمريكيون خلال مواجهات مع مسلحي طالبان ببلدة مرجه بإقليم هلمند جنوب افغانستان .
واشنطن/كابول /14 أكتوبر رويترز: قال مسئولون أمريكيون وباكستانيون يوم أمس الثلاثاء إن الملا عبد الغني بارادار أكبر قائد عسكري لحركة طالبان ألقي القبض عليه في باكستان لكن الخطوة ربما لا تمثل ضربة حاسمة للحركة التي تبدي مقاومة ضارية في مواجهة هجوم يشنه حلف شمال الأطلسي.ونفت طالبان الأفغانية أن الملا بارادار احتجز في عملية مشتركة للمخابرات الباكستانية والأمريكية.وتأمل واشنطن في أن يؤدي ذلك ولو مؤقتا الى اضعاف التمرد الذي تقوده طالبان في أفغانستان المجاورة حيث تقود قوات مشاة البحرية الامريكية واحدا من أكبر الهجمات التي يشنها حلف شمال الاطلسي على مرجة معقل المتشددين في جنوب البلاد.وقال مسؤول أمريكي لرويترز طلب عدم نشر اسمه «أصف الامر بأنه رائع... لكن حتى بعد ان تأسر قادتهم يبدون قدرة مدهشة على النهوض مرة اخرى. انه تنظيم قادر على التكيف».وأكد مسؤول أمريكي اخر نبأ الاعتقال.كما قال مسؤول أمني باكستاني طلب عدم نشر اسمه لرويترز «نعم. هذا صحيح. ألقي القبض عليه. انه رهن الاحتجاز لدينا.»ورفض ذكر تفاصيل ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتحدثين باسم الجيش أو الحكومة الباكستانية. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت ان القبض على الملا بارادار تم في مدينة كراتشي بجنوب باكستان.وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك عندما سأله الصحفيون عن هذه المسألة «فر الكثيرون من عملية حلف الاطلسي في أفغانستان وعبروا الحدود الى باكستان. احتجزنا الكثيرين. نحقق معهم وفي الوقت الحالي لا يمكننا الكشف عن هوياتهم.»ويمكن ان يكون الدور الذي قامت به المخابرات الباكستانية ايذانا بمستوى جديد من التعاون الباكستاني ضد قادة طالبان الذين يقفون وراء التمرد في أفغانستان. وقاومت باكستان طويلا النداءات الامريكية بشن حملة لملاحقتهم.وأضاف المسؤول الامريكي الثاني «نواصل البحث عن فرص للتنسيق عبر الحدود... ونقدر المساعدة التي نلقاها.»وأضاف كمران بخاري المدير الاقليمي لمجموعة (ستراتفور) للمعلومات ان الملا بارادار مساعد رئيسي لزعيم طالبان الملا عمر وشخصية بارزة في مجلس القيادة بالحركة.وأضاف «لكن لم يتضح مع هذا ان كان الاعتقال سيترك أثرا كبيرا على ساحة القتال... أعتقد أن طالبان سلمت هذا الرجل الى الباكستانيين الذين سلموه الى الامريكيين مقابل بعض التنازلات بخصوص أفغانستان والهند».وقال متحدث باسم طالبان ان الملا بارادار ما زال في أفغانستان يواصل العمل بنشاط في تنظيم الانشطة العسكرية والسياسية للحركة.وأضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد لرويترز «انه لم يقع في الاسر. انهم يريدون نشر هذه الشائعة فقط لصرف اهتمام الناس عن هزائمهم في مرجه واثارة البلبلة لدى الرأي العام» مشيرا الى هجوم واسع لحلف الاطلسي تقوده الولايات المتحدة في اقليم هلمند بجنوب افغانستان.وفي مؤشر على مدى صعوبة جمع المعلومات عن طالبان وردت تقارير متضاربة عن الطرف الفائز في المعركة الدائرة في مرجه التي تمثل مرتعا خصبا للتشدد وزراعة الخشخاخ الذي يستخدم في انتاج الافيون الذي تقول الدول الغربية انه يمول التمرد.وأعاقت النيران المكثفة لطالبان وهجمات القناصة والشراك الخداعية بعضا من وحدات مشاة البحرية لكن متحدثا باسم مشاة البحرية قال انهم يحققون تقدما حثيثا.وأضاف غلام محيي الدين غوري القائد الكبير في الجيش الوطني الافغاني بالمنطقة الجنوبية ان الكثير من مقاتلي طالبان «فروا» وان القوات الافغانية بلغت مرحلة تبحث فيها عن الاسلحة والذخيرة داخل المنازل.وأضاف لرويترز «طلبنا من أصحاب المتاجر اعادة فتح متاجرهم ونحث سكان القرى الذين فروا (قبل بدء العملية) على العودة الى منازلهم.»وعلى الرغم من أن احتجاز الملا بارادار ربما يكون دفعة معنوية كبيرة لواشنطن بعد التفجير الانتحاري الذي قتل سبعة من موظفي وكالة المخابرات المركزية الامريكية في قاعدة أمريكية بأفغانستان في ديسمبر كانون الاول فان جعله يقدم معلومات قيمة أمر مختلف تماما خاصة عندما يتعلق الامر بمعلومات عن أماكن زعيم طالبان الملا محمد عمر الذي أطلق عليه كنية الملا بارادار (الاخ) في دليل على الثقة.وقال مسؤول سابق في طالبان انه كان معروفا أن الملا عمر والملا بارادار يطلقان النكات وسط زملائهما.وقال وحيد مجده وهو محلل أفغاني عمل مسؤولا خلال فترة حكم طالبان ان القبض على بارادار سيحدث اضطرابا داخل طالبان.