قضية للنقاش
هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية طبعاً لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل قادر على العمل وراغب فيه ،ويبحث عنه ويقبله عند مستوى الأجر السائد ولكن دون جدوى من خلال هذا التعريف يتضح انه ليس كل من لا يعمل عاطلاً فالتلاميذ والمعاقون المسنّون والمتقاعدون ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم اعتبارهم عاطلين عن العمل.وتواجه الدول العربية بشكل عام مشكلة تكاد تنشر مخالبها لتغطي مساحات واسعة من الوطن العربي نخشى من استفحالها لتصبح في النهاية آفة تنخر جسد الإنسان وهذه المشكلة هي البطالة وخاصة البطالة عند الشباب وبالأخص الخريجون منهم.فالشهادة والتخرج هاجسان يسعى الشباب لتحقيقهما أملاً في مستقبل مشرق زاخر بالأماني والأحلام للانخراط في مؤسسات المجتمع المدني والبناء الفاعل التي تمثل كل دولة بالإضافة إلى تحقيق الذات التي نعيش جميعاً من اجل الوصول بها إلى مراتب عالية ومكانة أفضل ، يمضي الشباب فترة دراستهم في جد وكفاح من اجل التخرج ليجدوا أنفسهم بعدها متسكعين في الطرقات العامة أو المقاهي بانتظار فرص العمل التي قد لا تأتي بعد أعوام يهيم خلالها الشاب على وجهه ويعيش حالات الفراغ التي تؤدي به إلى انحرافات عدة يحاسبه عليها القانون ومن ثم المجتمع .إضافة إلى الفقر والعوز والمضي خلف السراب والانتكاسات النفسية التي تؤدي أحياناً إلى الانتحار لدى بعض منهم لشعورهم بالفشل وإحساسهم بعدم أهميتهم في المجتمع مما أدى بالكثيرين منهم إلى الهجرة والبحث عن فرص العمل خارج حدود البلاد ، فانتظار التعين من أهم المعضلات والصعوبات التي يمر به الشاب فقد ينتظر أعواما دون أن يحظى بفرصة عمل تخرجه من الضياع الذي وجد نفسه فيه ... وتعتبر نسب البطالة في صفوف الشباب العربي هي الأعلى عالمياً، وهي مرشحة للتصاعد في الكثير من الحالات وفي تلك المعطيات كيف يرسم الشباب العربي مستقبلهم وما هي متطلباتهم من أجل مستقبل أفضل ؟.نأمل راجين من الجهات المعنية الالتفات بجدية لمشكلات شبابنا ، وأهمها البطالة التي تحولت إلى كابوس يقض مضاجع الشباب ويغتال طموحاتهم . داليا عدنان الصادق