إعداد / داليا عدنان الصادقوأفهمها ملك البحر انها تأخرت أكثر من ساعة فأنها ستتعرض للموت على الفور لكن الواقع أن ملك البحر اخفى عنها حقيقة هامة : وهي انها لو قابلت شخصاً وتمسك بها بشدة فإنها تستعيد على الفور هيأتها الاولى ويفقدها هو الى الابد !! .. وكانت هذه إرادة إحدى الساحرات التي لم تكن راضية عن ملك البحر لزواجه من واحدة من بني البشر .. حينما وصلت الجدة الى هذه النهاية من قصتها نام جميع افراد الاسرة ماعدا الفتى الحطاب فقد تذكر فجأة ان هذا المساء هو آخر يوم في العام وحسب الاسطورة التي حكتها جدته فلابد أن تظهر الجميلة " عين " على الشاطئ بعد لحظات !! .. بسرعة اندفع الفتى خارج البيت واخذ يجري ناحية الشاطئ واخيراً وصل اليه وهو يلهث من شدة الجري واختبأ خلف احدى الصخور وجلس ينتظر ويترقب.كان البحر في تلك الليلة رائعاً والامواج تتهادى والسماء تزهو بنجومها اللامعة وتسارعت دقات قلب الفتى وتمنى بشدة ان تكون الاسطورة حقيقة وكاد النعاس يغلبه حينما رأى امواج البحر تعلو وتهبط وبرز القمر من بين السحب محيطاً كل شيء بضيائه الفضية وسرعان ما انشقت الامواج وبرزت منها جنية في غاية الجمال .. وبدأت ترقص برشاقة برغم ذيل السمكة الذي يحل محل ساقيها .. وكانت تتحرك فوق رمال الشاطئ كما لوكانت في الماء وحينما انهكها التعب جلست فوق صخرة واخذت تتأمل الغابة القريبة بنظرات ساهمة وفجأة علاوجهها الحزن والأسى .. وسمع الفتى من مخبئه اصواتاً متكررة تنادي الفتاة من قاع البحر ويتردد صداها في الفضاء الخالي وملأت الدموع العينين الجميلتين وارتفعت الاصوات مرة اخرى طويلة متوسلة ونهضت الفتاة وهي آسفة وبدأت تتحرك متجهة نحو البحر وكان ( ليل ) ينتظر هذه اللحظة فقفز من مكانة خلف الصخرة قفزة هائلة وأمسك الفتاة بقوة شديدة وكانت تلك الحركة كافية تماماً لان تبطل السحر وعادت الفتاة الجميلة كما كانت من قبل واستردت هيأتها الادمية .. وفي تلك اللحظة انطلقت من بين الامواج شهقات طويلة فقد كان ملك البحر يبكي لانه فقد حبيبته الجميلة ( عين ) الى الابد .. لكن ( عين ) وعدت ملك البحر بأنها سوف تأتي كثيراً لتغني له على الشاطئ وانها لن تنساه ابداً .وتزوج ( ليل ) و ( عين ) وعاشا طويلاً في سعادة واصبح اسمها اغنية يتغنى بها الناس حينما يقبل الليل ويظهر القمر فنسمعهم يقولون بصوت شجي : (ياليل .. ياعين ) ! .
الفتى الحطاب والجنية المسحورة .. الجزء الثاني
أخبار متعلقة