عدد من المشاركين في الاجتماع السابع للجمعية العربية للعلوم السياسية يتحدثون لـ ( 14 أكتوبر ):
صنعاء/ لقاءات أجراها/عبد الواحد الضراب – تصوير/ توفيق العبسي :تسعى الدول العربية كافة إلى ترسيخ الوعي الديمقراطي عند شعوبها، فقد كانت الشعوب العربية هي بالأساس أوائل شعوب العالم التي تنتهج الديمقراطية في حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ولما كانت هذه الحياة الديمقراطية ظاهرة تجلت بمدى السنين والعصور فمن حق هذه الشعوب العربية أن تصدح وبصوت عال لخلود الديمقراطية في أوطانها.. وبهذا الصدد يجتمع في العاصمة صنعاء أكثر من خمسين مشاركا ومشاركة يمثلون عدداً من البلدان العربية في ندوة خاصة بالعلوم السياسية ضمن أعمال الاجتماع السابع للجمعية العربية للعلوم السياسية التي بدأت أعمالها أمس الاول السبت وفي مضمونها ترسيخ قيم التحول الديمقراطي في الوطن العربي، كما أن الندوة ستناقش على مدى يومين العديد من المحاور الخاصة بالقيم الديمقراطية والتنشئة السياسية لدى الشعوب العربية.. “14أكتوبر” وعلى هامش هذا الاجتماع التقت بعض المشاركين من الوفود العربية واستطلعت آراءهم حول عدد من المواضيع المتعلقة بممارسة الديمقراطية في البلدان العربية واليكم الحصيلة:[c1]الحرية أساس الديمقراطية :الأستاذ خالد طميم رئيس جامعة صنعاء رئيس اللجنة التحضيرية لاجتماع الجمعية العربية للعلوم السياسية تحدث في بداية لقاءاتنا بقوله:[/c]”الجمهورية اليمنية استطاعت من خلال رسم السياسة الإستراتيجية لسياستها المعتدلة من اجل النهوض بهذا الشعب وذلك من خلال إيجاد الدستور الذي وافق عليه الشعب عبر عملية الاستفتاء، وان التطور في الشعب اليمني لن يحدث الا إذا كان لديه قيادة سياسية لديها إرادة وقدرة على التعاطي مع متطلبات الشعب وأضاف: أن الحرية أساس الديمقراطية والعدل الاجتماعي ونحن لم نحصل على الديمقراطية الحقة، ولكننا نشيد بالديمقراطية وطالما هناك قيادة سياسية لديها إرادة حقيقية لممارسة الديمقراطية فسيتم لها هذا الامر ، ومدخل النجاح إلى الديمقراطية هو التعليم إذا ركزنا عليه وبه تتطور المجتمعات”.وقال طميم”نحن مع العولمة من اجل أن يكون لنا خصوصية بنا ونحن مع العولمة في المجال الديمقراطي ولسنا مع العولمة في مسخ الهوية والثقافة العربية، وان المجتمعات لم تصل إلى الديمقراطية الا من خلال الممارسة ومن خلال الجامعات والعلماء والمكاشفة في الأمور .سوف نحاول أن نأخذ بالتوصيات التي ستخرج بها الندوة ونحولها إلى المراكز البحثية ونعمل منها برنامج عمل يؤدي إلى الحد من الفجوة .بناء على استراتيجية جامعة صنعاء الآن أنشئت مراكز الدراسات السياسية الاستراتيجية وسوف يكون لهذا المركز دور كبير جدا لإنتاج الحقيقة . نريد إن نخلق مطبخاً لصناع القرار لكي تتم الدراسات في جميع المجالات ،وليس فقط في القضايا اليمنية ، وإنما في القضايا العربية والدولية ، ويجب أن يكون هناك وعاء من المعلومات التي يجب أن تصب إلى هذا المركز الذي يجعل التطور السياسي يسير بطريقة منهجية وبطريقة علمية وتراكمية –تؤدي في المستقبل إلى خلق جيل قادر على التعاطي مع المتغيرات والإبداع في هذا المجال”.[c1]نقطة انطلاق هامة : وتحدث كذلك د. احمد حلواني أستاذ الإعلام والعلوم السياسية في سوريا وعضو اللجنة التنفيذية للجمعية العربية للعلوم السياسية قائلا:[/c]”اعتقد أن هذا الاجتماع وهذه الندوة المرافقة التي حصلت الجمعية العربية للعلوم السياسية على عقدها في صنعاء لها أكثر من مغزى وهدف. فالتجربة الوحدوية اليمنية والممارسة الديمقراطية التي تعيشها اليمن هي تجربة هامة جدا بالنسبة لاساتذه العلوم السياسية .وأضاف يقول “التربية الديمقراطية هي أساس العمل السياسي والتنشئة السياسية ومن التربية الديمقراطية نستطيع أن نصل إلى حوار منتج وحياة سياسية منفتحة متعددة، وبالتالي إلى انتخابات نزيهة تعبر تعبيرا صادقاً عن حركة الشعب والجماهير ومواقفها الأساسية ، لذلك فان انعقاد هذا الاجتماع في صنعاء و برعاية فخامة الاخ الرئيس / علي عبدالله صالح يشكل نقطة ارتكاز أساسية في عمل الجمعية التي تجمع أساتذة العلوم السياسية والباحثين في مركز الدراسات السياسية في الوطن العربي من اجل الانطلاق إلى ممارسات وحياة وتربية ديمقراطية على صعيد الوطن العربي كله.أما اطلاع الأساتذة على التجربة الوحدوية اليمنية والتي نعتز بها ونقدسها لأنها باكورة لعمل وحودي عربي اشمل ، وأنا اعتقد إن هذا الاجتماع هو نقطة انطلاق هامة على صعيد عملي وليس نظرياً ، والمسيرة الديمقراطية مسيرة صعبة وليست مفروشة بالورد .وأضاف: ان الاجتماع سيشدد على أهمية التجربة اليمنية والاستفادة من الآراء المقدمة حول هذه التجربة وانكباب اساتذة العلوم السياسية على تقديم آرائهم وبحوثاتهم لتطوير هذه التجربة وتعميمها في الحياة العربية ككل.[c1]د. عدنان السيد حسين عضو اللجنة التنفيذية للجمعية العربية للعلوم السياسية وأستاذ الدراسات العليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية يتحدث بقوله:[/c]”إن المدخل الأساسي لبناء دولة مستقرة في عالمنا العربي اعتقد إنها تتمثل في المشاركة لأوسع قطاع من الناس والمجتمع المدني ( الأحزاب والشخصيات السياسية) في القرار السياسي وهذا أمر سبقتنا إليه دول كثيرة في هذا العالم ، وأرجو أن نلحق بهذا الركب العالمي في هذه الفترة باعتبار انه كلما أسسنا على قواعد ثقافية ديمقراطية ، وكلما وسعنا دائرة المشاركة كلما زاد الاستقرار وهذه مقدمة للتنمية الشاملة التي لابد منها ، واعتقد إن هناك مجالاً لا بأس به للجمعية العربية للعلوم السياسية التي تقدم أفكارا ونظريات وأطروحات في هذا المضمار ، وهذا سينشر في المجلة العربية للعلوم السياسية الصادرة من بيروت في كتابها من كل البلاد العربية تحت إشراف الجمعية .أبرز معوقات التطور الديمقراطي في العالم العربي البنية الاجتماعية التقليدية القائمة على أسس العشائرية والطائفية والمذهبية والإقليمية الجهوية، إذا ما استطعنا أن نعلي الشأن الوطني وتعزيز فكرة المواطنة يمكن أن نصل إلى مرحلة متقدمة نستطيع فيها إن ننتقل من دولة الأشخاص أو القادة إلى دولة المؤسسات وهذه مسألة لابد منها.[c1]نضج شعبي :أما د. جمال زهران عضو اللجنة التنفيذية للجمعية العربية للعلوم السياسية وعضو مجلس الشعب المصري تحدث قائلا :[/c]“ هذا الاجتماع في صنعاء إضافة جديدة لتاريخ الجمعية ، فعالم السياسة يستطيع أن يجمع مابين الجنسين، الأول فيما يتعلق بتنشئته للأجيال على قيم ديمقراطية أصلية ، والثاني أن يمارس الديمقراطية بنفس الأفكار التي يدرسها للطلاب ، وعالم السياسة لديه فرصة كبيرة في استقبال الجماهير والحفاوة به وترشيحه وانتخابه شريطة أن يكون مندمجا معهم في نشاطاتهم وفي حياتهم العادية.وأضاف أن ممارسة الديمقراطية الحقة هي قضية تتعلق بإرادة الأنظمة السياسية فلو أرادت أن تعمل تطورا ديمقراطيا سيحدث لان النظم لها تأثير كبير في حياة الناس، لكن هذه الإرادة غير تتوافر بشكل كافٍ الشيء الثاني درجة النضج الشعبي الذي يجب أن يتوفر لدى الجماهير في تطلعهم للديمقراطية شيء آخر الخوف نتيجة ممارسة القمع والاستبداد عبر عشرات السنوات وحتى الآن الانتخابات في الدول العربية لا تتم بنزاهة ولا شفافية وبالتالي اغلب من يجلسون في المقاعد لايعبرون عن إرادة مرشحيهم ، وأنا أرى أن التنشئة السياسية لأجيالنا العربية على قيم اليبرالية الديمقراطية هو أهم مدخل في مداخل التطور الديمقراطي في التعليم.[c1]تجاوزات نسبية :د. محمد سليمان الزيد عضو الجمعية الأردنية للعلوم السياسية من جهته قال:[/c] “ إن الديمقراطية في الوطن العربي يجب أن تأخذ مرحلتها الحقيقية ، هناك الكثير من الانتقادات والكثير من التشاؤم حول وضع الديمقراطية في الوطن العربي لا ينبغي أن تأتي من أعلى إلى أسفل يجب إن تبدأ من الأسفل من الشخص نفسه من ذاته ، حتى هذه الجمعية فيها نوع من البيروقراطية والروتين والذي تخلصت منه معظم أقطار الوطن العربي .وأضاف أن العلماء والباحثين في الوطن العربي هم من المنظرين وليسوا ممن يطبقون آليات العمل، بعبارة أخرى نحن جميعا أطباء أشعة نشخص الداء فنحن نحتاج إلى فريق من الجراحين يمسكون بالمشرط ويحاولون بقدر الإمكان استئصال هذا الداء .وأضاف “ كل الديمقراطيات العربية تتوخى من الحكومات النزاهة ولكن تحدث أحيانا تجاوزات ، وهي بنسب وليست بنسبة واحدة في جميع الدول العربية ، وهذا يعتمد على المشاركين في العملية السياسية ، المشاركة السياسية يجب أن تكون فاعلة وتؤدي الدور المتوخي منها .العالم العربي ديمقراطي قبل الديمقراطيات الأخرى ، النظام القبلي في الوطن العربي نظام ديمقراطي .وعن التجربة الأردنية قال” هي تجربة رائدة وكان هنالك بعض المنغصات قبل عدة عقود من الزمن وهي تسير بخطى وتيرة وسريعة نحو تحسين وجه وصورة الديمقراطية .وهناك تجاوزات لكنها بسيطة وتحدث حتى في الدول الأوربية ، وهناك تجاوزات تحدث في الديمقراطية والانتخابات لخ..